انحدرت الشمس وراء الأفق، بينما لا يزال مئات من السياح باقين على الشاطئ المكلل بأشجار المانغروف في بلدة بروم بشمال غربي أستراليا، وإذ يتطلع جميع هؤلاء السياح إلى البحر ببطء، يرتقي قمر ذهبي من قلب المياه القاتمة، وتحدث حينئذ ظاهرة طبيعية مثيرة. ضوء القمر المنعكس قبالة السهول الطينية يجعل المشهد يبدو وكأن القمر قد ألقى للأسفل بسلم من الحبال، في خدعة بصرية تصور ذلك السلم وقد لامس القمر. ويمكن رؤية هذا "السلم الصاعد إلى القمر" فقط حين يظهر البدر المكتمل بين مايو وأكتوبر، وعند أدنى مستويات المد والجزر البحري. وتفاوت المد والجزر، الذي يصل إلى 13 متراً في مستوى سطح البحر، هو الأكبر من نوعه في نصف الكرة الجنوبي. ويشير هذا التفاوت إلى الاختلاف بين أعلى مد وأدنى جزر. وبالنسبة إلى محار اللؤلؤ، من نوع "بينكتادا ماكسيما"، فهذا هو إكسير الحياة. وتستمد الصدفات، التي تنمو لتصل إلى 30 سنتيمتراً، حجماً خاصاً وقوة من العديد من العناصر الغذائية التي تخلفها أمواج المد والجزر.

وقد جعل هذا المحار من بلدة بروم مصدراً عالمياً كبيراً للؤلؤ،

Ad

ويقول نيفيل بولينا: "قبل وقت طويل من استقرار الأوروبيين هنا، استخدم أجدادي هذه الصدفات كوسيلة للمقايضة في التجارة".

ويعيش بولينا في المناطق النائية على مسافة نحو 200 كيلومتر شمال شرقي بلدة بروم، وقد عمل غواصاً في صناعة اللؤلؤ لمدة 22 عاماً.