«التطعيم الإضافي» تثير مخاوف من الجدوى والصلاحية

القطان: الطعوم آمنة وتخضع لرقابة مشددة قبل السماح بتداولها

نشر في 08-02-2017
آخر تحديث 08-02-2017 | 00:04
القطان مترئسة المؤتمر الصحافي
القطان مترئسة المؤتمر الصحافي
بين تأييد ومعارضة انطلقت عاصفة من الآراء بشأن حملة التطعيم الإضافية التي أعلنتها وزارة الصحة للتطعيم ضد الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف وشلل الأطفال خلال الأسبوعين المقبلين، والتي تليها حملة مماثلة اعتباراً من 5 مارس على مدى أسبوعين.
منذ إعلان انطلاق حملة التطعيم ضد الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف وشلل الأطفال ووسائل التواصل الاجتماعي لم تهدأ بين مؤيد لتلك الحملة ومعارض لها، حيث امتلأت تلك الوسائل بعشرات المقاطع التي تحذر من التطعيم لخطورته على الأطفال تارة، في موازاة أخرى تؤكد أن التطعيم عبارة عن فيروس المرض ميتاً، وليس له أي مضاعفات تذكر.

ورغم تنظيم وزارة الصحة أمس مؤتمرا صحافيا للرد على الشائعات التي تحوم حول التطعيم، تساءلت مصادر صحية رفضت الكشف عن هويتها عن أسباب عدم توجيه الدعوة إلى متخصصين محايدين من منظمة الصحة العالمية أو مركز التحكم بالأمراض (CDC) للرد بحيادية على أسئلة واستفسارات الآباء والأمهات وطمأنتهم بشأن الأقاويل التي تتحدث عن مضاعفات التطعيم على أطفالهم، في ظل حالة الانقسام بين المتخصصين بشأن جدوى هذه التطعيمات، خصوصا في ظل وجود جدول تطعيم يعلمه الآباء والأمهات، فلماذا هذه الحملة الإضافية وفي هذا الوقت تحديدا؟

وتساءلت المصادر: "إذا كانت الكويت خالية من شلل الأطفال منذ عام 1986 فلماذا تحاول الوزارة إدخال التطعيم الآن، وإذا كانت حجتها أن دولاً مجاورة في الإقليم مثل سورية والعراق ظهر بها عشرات الحالات فهذه الدول ظهرت بها هذه الحالات منذ سنوات مضت بسبب الاضطرابات الأمنية وعدم قدرة السلطات الصحية على إجراء التطعيم بانتظام بسبب الفوضى الأمنية، فلماذا تجرى تلك الخطوة الآن في الكويت؟"، موضحة أن هذه الحملة لم تؤخذ فيها آراء مجلس أقسام الأطفال، كما أن عدداً كبيراً من أطباء الأطفال غير راضين عن إجراء هذه الحملة الإضافية.

شائعات

وكانت وزارة الصحة عقدت صباح أمس مؤتمرا صحافيا للرد على الشائعات التي طالت حملة التطعيم، أكدت خلاله الوكيلة المساعدة لشؤون الصحة العامة د. ماجدة القطان ان الطعوم التي توفرها الوزارة لعموم المواطنين والمقيمين آمنة وتخضع لرقابة مشددة مسبقا قبل السماح بتداولها، مشيرة إلى أن الطعوم تمر بلجان فنية متخصصة تضم أطباء في مجال امراض الاطفال والفيروسات والابحاث العلمية والصيادلة، فضلا عن المستودعات الطبية.

وقالت القطان إن الوزارة حريصة على مشاركة افراد المجتمع بالحملة ضد امراض شلل الاطفال والحصبة والنكاف، مشيرة الى أن التطعيم في اي دولة يشكل أمناً صحيا، وهو ما تحرص الوزارة على تطبيقه بالتعاون مع الجهات الاخرى. وأوضحت أن الفئة المستهدفة من التطعيم هي من 6 اشهر حتى 19 سنة، متوقعة ان يتم تطعيم مليون شخص خلال هذه الحملة.

وأشارت إلى أن الكويت لديها اتفاقيات مع منظمة الصحة العالمية، بوصفها إحدى دول اقليم شرق المتوسط، فأي توصية تصدر من المنظمة تحاول وزارة الصحة تطبيقها بحسب الامكانيات المتاحة أمامها، لافتة الى أن الوزارة شاركت في مؤتمر عقد بجنيف قبل ايام حيث اطلع مسؤولوها على أبرز التوصيات والمستجدات.

دراسة

من جانبه، قال رئيس وحدة مكافحة الأوبئة في الوزارة د. مصعب الصالح ان دول الخليج قامت بحملات تطعيم مماثلة في شهري اكتوبر ونوفمبر الماضيين بسبب وصول الطعوم اليها ولنفس الامراض المشمولة في حملة وزارة الصحة الحالية كالحصبة والحصبة الالمانية والنكاف وشلل الاطفال.

وأضاف الصالح ان هناك دراسة دلت على انتشار النكاف بين الاطفال في المانيا واسكتلندا بين عامي 2008 و2012، كما اشارت الى ان اغلب الاطفال المصابين سبق ان تناولوا جرعتين ومستوفين للجدول المقرر لهم من قبل الاطباء، لافتا الى ضرورة تناول الجرعة الثالثة حيث فيها فائدة طبية وتوصيات عالمية صادرة بحقها.

ولفت الى ان الطعوم الموردة الى الكويت تأتي من خلال أكبر ثلاث شركات عالمية في مجال الطعوم، كما انها مستخدمة في اوروبا والولايات المتحدة الاميركية، ولا تسبب اي امراض او لها اي خطورة على صحة الطفل.

من جهته، أكد رئيس لجنة التحكيم والاستشهاد لاستئصال مرض شلل الاطفال د. فهد العنزي أن اقليم شرق المتوسط الذي تتبعه الكويت هو الوحيد الذي ما زال مرض شلل الاطفال منتشرا فيه، مبيناً ان دولا قريبة من الكويت مثل العراق وسورية ظهر بها المرض، ومن ثم كان لزاما التطعيم ضده، رغم ان الكويت قضت عليه منذ عام 1986.

وأضاف العنزي ان التطعيمات مصنعة من شركات عالمية متخصصة، مشيرا الى ان منظمة الصحة العالمية تلزم الكويت بهذا التطعيم لأن الاقليم ما زالت به حالات اصابة، كما أن البلاد تظل في خطر ظهور حالات من هذا المرض بسبب انتشاره في بعض الدول القريبة، او البعيدة في الاقليم، مثل باكستان وافغانستان.

الزئبق

بدوره، قال رئيس مجلس أقسام طب الأطفال في وزارة الصحة د. فواز الرفاعي إن الطعوم آمنة بدرجة عالية جدا، والعملية ليست اعتباطية، مشيرا إلى أنه تم الإعداد للحملة منذ شهور عديدة، فهذه هي الحملة الأولى ولن تكون الأخيرة حسب توصيات منظمة الصحة العالمية والجهات الأخرى في تعزيز المناعة لدى الأطفال.

وبينما أشار الرفاعي إلى أن الكويت دولة مفتوحة وتحيط بها العديد من الدول الموبوءة، ووزارة الصحة لن تدخر جهدا لتعزير الصحة لكل من يعيش على أرض الكويت، أكد أن الآراء تختلف ولكن صحة الأطفال مسؤولية سنحاسب عليها، لافتاً إلى أن مكون الزئبق غير موجود في الطعوم المستخدمة حاليا، ما يعني مأمونيتها العالية.

back to top