باريس تسعى لاحتلال المركز المالي لأوروبا بعد «بريكسيت»
رواد الأعمال في المملكة: تصويت الخروج من الاتحاد سيئ بالنسبة إلى الشركات
قالت بعض الشركات الكبيرة في المملكة المتحدة إن التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي أحدث تأثيراً سلبياً على قطاع الأعمال، حسب استطلاع لرأي بعض رواد الأعمال.
توجه فريق من المسؤولين الفرنسيين إلى لندن، الاثنين، في مهمة تهدف إلى جعل باريس المركز المالي الأوروبي بمجرد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.والتقى المسؤولون، الذين كان من ضمنهم نائب رئيس بلدية باريس جان لوي ميسيكا، ورئيسة منطقة إيل-دو فرانس، فاليري بيكريس، ممثلين عن شركات تعمل في الحي المالي بلندن.وتدرس بنوك وشركات عدة نقل عملها من لندن بمجرد انسحاب بريطانيا رسميا من الكتلة المكونة من 28 دولة وسوقها الموحدة للسلع والخدمات.
كما تحاول مدينة فرانكفورت الألمانية أيضا جذب الشركات من بريطانيا، لكن بيكريس قالت إن باريس تتمتع بميزة فيما يتعلق بالثقافة ونمط الحياة.ووجهت بيكريس سؤالا للصحافيين قائلة: "متى كانت آخر مرة اصطحب أحدكم فيها شريكه لقضاء عطلة نهاية أسبوع في فرانكفورت؟".من جانبه، قال ميسيكا إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعد "فرصة العمر" بالنسبة لباريس.وتقول بعض الشركات إن الحماية القوية للعمال والقوانين التنظيمية الصعبة في فرنسا تمثل عائقا، لكن ميسيكا قال: "لقد بدأنا في تغيير قوانيننا التنظيمية".وأضاف: "نحن هنا من أجل عرض ما ينبغي أن تقدمه باريس، كما أننا هنا من أجل أن نستمع".وتخطط حكومة المحافظين في بريطانيا لبدء محادثات تستمر لعامين للخروج من الاتحاد بحلول 31 مارس المقبل، وتقول إنها تريد الاحتفاظ بعلاقات تجارية وثيقة محتملة مع الكتلة الأوروبية بمجرد مغادرتها الاتحاد. وفي السياق، قالت بعض الشركات الكبيرة في المملكة المتحدة إن التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي أحدث تأثيراً سلبياً على قطاع الأعمال، حسب استطلاع لرأي بعض رواد الأعمال.وقالت شركة إبسوس موري لأبحاث السوق إن 58 في المئة من المستجوبين قالوا إن الشركات تعاني من صعوبات منذ تصويت الناخبين البريطانيين على الخروج من الاتحاد في شهر يونيو الماضي.وقال نحو ثلث المستجوبين إنهم يعتقدون أن الاستفتاء لم يحدث فرقا، في حين قال 11 في المئة إنهم يشعرون بأنه أحدث فرقا إيجابيا بالنسبة إلى أعمالهم.وشارك أكثر من 100 رائد أعمال في استطلاع الآراء الخاص بالشركات المسجلة في بورصة FTSE بلندن.وقال المدير التنفيذي لشركة إبسوس موري، بين بايج، "لسوء الحظ يبدو أن قطاع الأعمال في هذا البلد يعاني الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن الخروج من الاتحاد الأوروبي".وأضاف بايج: "وحسب المستجوبين، ليس هناك مؤشر يفيد بأنه من المرجح أن تخف الضغوط هذه السنة، إذ إن ثلثي المستجوبين يعتقدون أن أعمالهم ستسوء خلال الشهور الاثني عشر المقبلة بعدما تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".وتوقع 45 في المئة من مجموع 500 رائد أعمال في بورصة FTSE أن تتأثر أعمالهم سلبا خلال السنوات الخمس المقبلة، لكن 32 في المئة قالوا إن أعمالهم ستشعر بتأثير إيجابي من جراء الخروج من هياكل الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الخمس المقبلة.وقال معظم المستجوبين من رواد الأعمال إنهم واثقون من أن شركاتهم ستتكيف مع نتائج الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وقال 54 في المئة منهم إن أهم شيء يمكن أن تحققه المملكة المتحدة خلال مفاوضات الخروج من هياكل الاتحاد الأوروبي هو الحق في تشغيل اليد العاملة الماهرة.وقال 86 في المئة من رواد الأعمال إنهم يعتقدون أن أهم العوامل المرتبطة بمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي تتمثل في تقليص حجم الضوابط القانونية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على الشركات التي تتعامل معه، وبالتالي تيسير عملية توظيف عمال مهرة من الاتحاد الأوروبي.