ما زالت مخزونات الخام والمنتجات المكررة في الولايات المتحدة آخذة في النمو بوتيرة مثيرة للقلق بالنسبة لسوق النفط الذي يفترض أنه في طريقه للتحسن.

وارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار 6.5 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في السابع والعشرين من يناير إلى 494.8 مليون برميل، أي أنها ليست بعيدة بقدر كبير عن مستواها الأعلى في 80 عاماً المسجل في 2016.

Ad

وبذلك تكون مخزونات النفط ارتفعت على مدار كل الأسابيع القليلة الماضية منذ بداية 2017، لكن أيضاً مخزونات البنزين شهدت ارتفاعا جامحا، إذ قفزت بمقدار 3.2 ملايين برميل إلى 257.1 مليون برميل، وهو ما يرصد تأثيره تقرير لـ"أويل برايس".

تخمة المخزونات

- الزيادة المفاجئة والحادة في كل من مخزونات النفط والمواد المكررة علامة تحذير، وخاصة لمن يراهنون بشكل كبير على مزيد من التشدد في السوق وارتفاع الأسعار.

- في الواقع، أصبحت وفرة البنزين ضخمة للغاية في الساحل الأميركي الشرقي، حتى إن بعض الناقلات المتجهة إلى موانئ الولايات المتحدة تم إعادة توجيهها إلى أوروبا، بحسب "بلومبيرغ".

- يقول محللون إن الزيادة في المخزونات ستبقي استقدام الناقلات إلى الساحل الشرقي منخفضاً لأن السوق ينتظر آثار موسم الصيانة الربيعي، لا سيما بعدما ارتفعت المخزونات في هذا النطاق إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

- تم تحويل بعض الناقلات من نيويورك إلى منطقة الكاريبي، لإيجاد مواقع شاغرة للتخزين، لكن تحويل مسار الناقلات بعيداً عن الولايات المتحدة لا يحل المشكلة وإنما يزيد حجم المخزونات في بقاع أخرى من العالم.

توقف المصافي عن العمل

- في الواقع، انخفض الطلب على البنزين إلى أدنى مستوياته منذ عام 2012، وتراجع بمقدار 8.2 ملايين برميل يومياً نهاية يناير.

- بعض التقلبات التي يشهدها السوق موسمية، وقد يرجع ارتفاع مخزونات البنزين إلى تزايد نشاط المصافي رغبة في تعزيز الإنتاج قبيل فترة الصيانة المرتقبة خلال موسم الربيع.

- مع توقف المصافي خلال الأشهر المقبلة، يأمل محللون أن يسهم ذلك في تقليص حجم مخزونات البنزين، وبطبيعة الحال تراجع أعمال التكرير سيؤدي إلى ارتفاع مخزونات الخام.

- في الوقت نفسه، ما زال إنتاج النفط الأميركي يرتفع، وأظهرت البيانات الرسمية ارتفاع إنتاج الخام في الولايات المتحدة خلال نوفمبر بمقدار 400 ألف برميل يومياً إلى 8.9 ملايين برميل يومياً.

- زيادة الإنتاج جاءت مدعومة من بعض الحقول البحرية في ألاسكا، وربما لن يمر وقت طويل قبل أن يعود إنتاج الولايات المتحدة أعلى 9 ملايين برميل يومياً، مع بدء التحسن في إنتاج النفط الصخري.

توقعات وطموحات

يرى كبير محللي النفط لدى وكالة الطاقة الدولية "نيل أتكنسون" أن ارتفاع أسعار النفط إلى 65 دولاراً يعد توقعاً طموحاً، لا سيما مع رفض دول "أوبك" هبوط الأسعار كثيراً حفاظاً على استقرار اقتصاداتها.

رغم ذلك حذر "أتكنسون" من أن ارتفاع الأسعار كثيراً سيعمل على جذب الاستثمارات في مناطق أخرى من العالم، وفي مقدمتها النفط الصخري في الولايات المتحدة، وهو ما لن تسمح "أوبك" بحدوثه.

على أي حال قد يواصل ضعف الطلب ضغطه على أسعار النفط خلال المدى القريب، على أن يرتفع الطلب مجدداً أثناء فصل الصيف ونهاية الربيع، ومع ذلك يظل الطلب مرشحاً للنمو بوتيرة هادئة.

علاوة على ذلك، تواصل صناديق التحوط ومديري الأصول مراهنتهم القياسية على صعود أسعار النفط الخام، ما يزيد مخاطر الهبوط يوماً تلو الآخر، خاصة إذا تواصل ارتفاع المخزونات لعدة أسابيع مقبلة.

إذا قررت إدارة "ترامب" تصعيد المواجهة مع إيران، فإن جميع التوقعات ستكون غير ذات نفع، فحدوث ذلك سيخلق حالة ضخمة من عدم اليقين إزاء سوق النفط هذا العام.

أسعار النفط تتراجع رغم إشارات إيجابية بالامتثال لخفض الإنتاج

محت أسعار النفط مكاسبها وتحولت للتراجع رغم إشارات إيجابية بشأن امتثال دول "أوبك" لاتفاق خفض الإنتاج، تزامناً مع ارتفاع الدولار واسع النطاق أمام العملات الرئيسية.

وتراجعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم أبريل بنسبة 0.25 في المئة إلى 55.58 دولارا للبرميل، في تمام الساعة 01:44 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.

في حين انخفض خام "نايمكس" الأميركي تسليم مارس بنسبة 0.30 في المئة إلى 52.85 دولارا للبرميل.

وأظهر مسح أجرته "بلاتس" أن دول "أوبك" التي وقعت اتفاقا بشأن تقليص المعروض في الأسواق العام الماضي حققت 91 في المئة من الخفض المطلوب في يناير.