أدب الطفل حلم منظور
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
متشعبة جدا قضية أدب الطفل، بين البيت والمدرسة والمنهج والمدرِّس والطفل. وبين الإعلام الرسمي والخاص المرئي والمقروء والمسموع، ووزارات الشباب والشؤون الاجتماعية، وبين كاتب قصص الأطفال العربي المُهمَل، وناشر هذه القصص وسوق هذه القصص. وبين جمهور مشدود إلى قصصه الشعبي الغائب أو الحاضر بشكل هزيل، وأدب طفل عربي معاصر وجديد ومغمور. وأخيراً غياب هذا الأدب عن دوائر الاهتمام، سواء على مستوى النشر وجمهور التلقي، أو مستوى النقد والإشهار الجوائز والإعلام.لي تجربة يتيمة في كتابة قصص الأطفال. ولقد كنتُ من المحظوظين جدا بالتعامل مع دار نشر منذورة لأدب الطفل، وهي دار "كلمات" الإماراتية. معهم عشت مراحل نشر القصة، وبما يختلف تماما عن نشر أي رواية أو مجموعة قصصية.مع قصص الأطفال الكاتب معني بأن يكون شريكا متفاهما مع فنان تشكيلي يقوم بتنفيذ رسومات القصة، وأنا أرى أن رسومات قصص الأطفال يجب أن تكون من الحضور المبدع والباهر، بما يجعلها قصة أخرى إلى جانب القصة الأساسية، ثم يأتي التصميم والإخراج ونوع الورق. وحين يصدر الكتاب بعد رحلة طويلة قد تستغرق سنتين، فإن المهم هو التسويق، وكم يبدو مهلكا تسويق كتاب للطفل في وطننا العربي، وسط ظروفه القاهرة؛ السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية.تبدو كتب الأطفال مظلومة، قياسا بما يحظى به الشعر والرواية والقصة والمسرح والتشكيل. وربما كان هذا هو أحد الأسباب الرئيسة وراء تردي حالها. فنادرا ما نقرأ نقدا لقصة أطفال! ونادرا أيضا أن يُحتفى بكاتب متخصص في أدب الطفل! ونادرا جدا أن تخصص جريدة يومية صفحة لكتب الأطفال. وأكثر ندرة أن تجد قصة للأطفال ضمن المقرر المدرسي في المدرسة العربية. وقلما شاهدنا مهرجانا لكتب الأطفال يحتوي على مسرح وتشكيل وغناء! إن حلما مشروعا بنشوء طفل عربي متعلق بالقراءة إنما يبدأ مع قصة الطفل في حضن الأسرة والمدرسة، وتاليا المجتمع. كثيرة هي أحلامنا العربية المنظورة، وأدب الطفل هو أحدها.