باتت الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى لبطولة كأس سمو الأمير مجرد تحصيل حاصل، وذلك بعد تأهل التضامن والقادسية للدور نصف النهائي للبطولة بشكل رسمي، في حين ستشهد مباراة السالمية والكويت في الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية صراعاً شرساً على حجز تذكرة التأهل الثانية بعد أن اقتنص كاظمة عن جدارة واستحقاق شديدين الأولى.

وشهدت الجولة السادسة انخفاضاً ملحوظاً في عدد الأهداف حيث أحرز 15 هدفاً فقط بمعدل تهديفي 2.2 هدف في المباراة الواحدة، في مقابل 23 هدفا شهدتها الجولة الخامسة. ومن المؤكد أن انخفاض عدد الأهداف يرجع إلى حساسية قوة ومباريات الجولة السادسة، لا سيما أن الصراع كان شرساً في المجموعة للتأهل.

Ad

"الجريدة" بدورها تلقي الضوء على الفرق الثلاثة المتأهلة للمربع الذهبي مع التطرق إلى مستويات بعض الفرق.

تأهل مستحق

في المجموعة الأولى، لفت التضامن الأنظار إليه بشدة هذا الموسم، خصوصا في بطولة كأس سمو الأمير، حيث لم يخسر الفريق في المباريات الست الماضية، كما أن تربعه على قمة المجموعة واحتلال القادسية المركز الثاني بفارق الأهداف أمر يدعو مجلس الإدارة والأجهزة الفنية والإدارية والطبية واللاعبين والجماهير إلى الفخر.

واللافت للنظر أن مستوى التضامن يتطور من مباراة لأخرى، كما تعد خطوة مجلس الإدارة برئاسة مبارك المعصب بالتنسيق مع جهاز الكرة الذي يترأسه طلال المرشاد بتبديل المحترفين الأربعة الذين تم التعاقد معهم في فترة الانتقالات الصيفية بأربعة آخرين في الفترة الشتوية بمنزلة "ضربة معلم"، لاسيما أن الرباعي الكون من البرازيليين أندرسون وداسيلفا، والإيطالي ولوكا، والسوري حميد ميدو، ساهموا بشكل فعال في التأهل.

ومن المؤكد أن التأهل سيضع الجميع في النادي تحت ضغوط، من أجل مواصلة طريق الانتصارات ليس في بطولة كأس الأمير فحسب بل في بطولة دوري فيفا كذلك.

القادسية لا يغيب عن «الذهبي»

بدوره، أكد القادسية أنه فريق كبير وجدير بكل احترام وتقدير بغض النظر عن مستوى المجموعة، لكن رغم ما يواجه الأصفر من أزمات وتقصير من قبل مجلس إدارة النادي يثبت أن الفريق لا تغيب شمسه عن المربع الذهبي هذا الموسم، حيث تأهل للدور النهائي لبطولة كأس سمو ولي العهد ليخسر أمام الكويت بركلات الترجيح.

وللأسف، لم يؤكد المحترفان البرازيلي داسيلفا والأرجنتيني بلانكو أنهم إضافة حقيقية للفريق، بل يمكن القول إن مستواهما حتى الآن أقل من مستوى زملائهما في الفريق، وهو أمر أصاب الجهاز الفني بقيادة الكرواتي داليبور بالإحباط.

أما بقية فرق المجموعة، فقد كان في مقدور الصليبيخات والجهراء وخيطان تقديم الأفضل والاستمرار في أجواء المنافسة، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ جاء خروجها من الصراع إلى حد بعيد في الجولة الخامسة.

كاظمة يحير الجميع

أما في المجموعة الثانية التي يعتبرها الجميع نارية، فمازال كاظمة لغزاً يصدر الحيرة للجميع، ففي الوقت الذي يتوقع الجميع خسارته يحقق انتصارات مستحقة والعكس صحيح.

كاظمة أكد في مباراته أمام الكويت أنه فريق لا يستهان به، وأنه لا يقل شيئا عن الفرق الكبيرة، والذي يعد واحداً منها بسبب تاريخه الزاخر، حيث تلاعب بالمنافس رغم شراسته، وكان الأفضل طوال المباراة، كما أن باتريك فابيانو أهدر ركلة جزاء قبل أن يحرز يوسف ناصر هدف المباراة الوحيد، وإهدار الركلة يتحمل مسؤوليتها المدرب الروماني فلورين ماتروك، خصوصا أن فابيانو أهدر في الموسم الجاري 3 ركلات، إحداها أمام الشباب في كأس الأمير، لذلك كان يتعين عليه إسناد تنفيذ اللعبة للاعب آخر.

على أي حال يبقى تأهل البرتقالي أمراً رائعاً، خصوصا في ظل تفوقه على ثلاثي الرعب الكويت والعربي والسالمية!

ثغرات الكويت

في المقابل، تأثر الكويت كثيرا بغياب الثنائي حسين حاكم وفهد العنزي، إلى جانب وجود ثغرات في خط الدفاع لم ينجح مدربه محمد عبدالله في تلافيها، بينما نجح ماتروك في علاجها.

ولعل الموقف الحالي الذي وضع فيه الكويت نفسه، مجرد ناقوس خطر للجهازين الفني والإداري واللاعبين، بعد أن أصابت الجميع الثقة المفرطة التي تصل إلى حد الغرور، لا سيما في ظل حديثهم عن حسم الرباعية في الموسم الجاري!

السالمية الأقرب

وبفوزه على النصر، بات السالمية حسابيا الأقرب للظفر بالبطاقة الثانية، فالسماوي يكفيه التعادل أمام الكويت للتأهل، وهو أمر لا يبدو صعبا، واللافت أن احتساب الحكم علي طالب هدفاً غير صحيح للعربي في الجولة الخامسة لن يؤثر على وضع الفريق رغم أن الهدف افقده نقطتين، خصوصا أن 12 نقطة مثل 10 نقاط في الوضع الحالي، لكون السماوي يحتاج للتعادل، بينما الخسارة تذهب بطموحه أدراج الرياح، إذ إن الكويت سيرفع رصيده إلى 12 نقطة ويتأهل بفضل نتيجة المواجهة المباشرة!

ويستحق فريق النصر، رغم خروجه من المنافسة، أن يرفع الجميع القبعة له احتراما وتقديرا على المستوى الذي قدمه، ونجاحه في الفوز على الكويت وكاظمة وخسارته بصعوبة أمام السالمية.