منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدماك سوق العتبة، وسط القاهرة، يلتقط أنفك رائحة مختلطة يمتزج فيها البيع والشراء داخل منطقة خاصة جداً مزدحمة دائماً، ولا تتوقع أن تجدها خالية يوماً ما، إذ تعتبر "العتبة" واحدة من أهم المناطق التجارية في قلب العاصمة المصرية، وبعض مرتادي هذا السوق تقول ملامحهم إنهم يبحثون عن الأرخص، في حين يبحث الباعة عن لقمة العيش، وكل منهما يبحث عن الآخر.

أسواق متخصصة في الأدوات الكهربائية والمنزلية والهواتف المحمولة والمفروشات والأحذية والتحف والأنتيكات والملابس، بجانب محال الحدادة والعطارة والكتب القديمة على سور الأزبكية، ومراكز إصلاح الساعات وسوق لجميع أنواع الورق، إضافة إلى مستلزمات أعياد الميلاد والأفراح من ألعاب وصواريخ وشماريخ.

Ad

"الجريدة" تجوَّلت في العتبة، واستطلعت آراء مواطنين يبتاعون مستلزمات مختلفة، وأكدت فتحية محمد (55 عاماً): "السوق هنا يبيع كل شيء من الإبرة إلى الصاروخ"، قالتها كناية عن توافر جميع أنواع السلع، مضيفة: "الأسعار تناسب جميع المستويات من فقراء وأغنياء"، لافتة إلى أنها جاءت لشراء مستلزمات ابنتها التي ستتزوج بعد عدة شهور".

على بعد خطوات يقف محمد سعيد، الذي يبدو عليه علامات الثراء، غير مصدق أن محال الأحذية في العتبة تبيع ماركات معروفة، وتعتبر هذه هي المرة الأولى – بحسب قوله - التي يقرر فيها قصد العتبة للشراء، بعد موجة ارتفاع الأسعار التي تشهدها البلاد.

أما عن أسباب انخفاض الأسعار في السوق فيقول مجدي نجيب، صاحب أحد محال المنسوجات: "الأصل هنا تجارة الجملة، لأننا نجلب بضاعتنا من المصانع مباشرة، إضافة إلى أن المحال بسيطة في تكوينها، بعكس المحال الموجودة في الأحياء الراقية، التي تضيف هذه التكاليف إلى أسعار السلع"، ويقول بائع متجول إن زبائن السوق ليسوا من طبقة الفقراء فقط، فالعتبة أصبحت مكاناً جاذباً لأبناء الطبقات الغنية أيضاً".