القويسني لـ الجريدة•: إيطاليا قد تضغط على مصر بأطراف أوروبية

• كيف تقرأ تصريح وزير الخارجية الإيطالي بأن العلاقة مع مصر ستكون على جدول أعمال مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي؟

- ما يُخشى منه هو أن يحاول الجانب الإيطالي ممارسة ضغوط على مصر، في ظل عدم اقتناعهم بمستوى تعاون الجانب المصري معهم في قضية ريجيني، وعدم قدرته على تحقيق مطالبهم، ولذا أخشى من أنه قد تستدرج أطراف أو دول أوروبية أخرى لممارسة ضغوط على مصر.

• وما مدى تأثر العلاقات المصرية - الإيطالية بعدم التوصل إلى نتائج حاسمة في قضية ريجيني، رغم مرور عام على مقتله؟

- بالتأكيد هذه القضية ستكون لها أبعاد سلبية على العلاقات المصرية - الإيطالية، والدليل على ذلك التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الإيطالي التي أكد خلالها أن مستوى العلاقات مع مصر سيحدده مدى تعاون السلطات المصرية مع إيطاليا، في كشف ملابسات مقتل ريجيني، والمسألة تبدو شديدة التعقيد، والجانب المصري لم يحسن منذ البداية إدارة هذا الموضوع، وربما كان ذلك بسبب أن الظروف المحيطة بالقضية صعبت الأمور على أجهزة الأمن، وبالتالي ستظل العلاقات بين البلدين رهينة لنتائج التحقيقات في القضية، وهذا يبدو واضحاً في عزوف إيطاليا حتى الآن عن تعيين سفير جديد لها في القاهرة.

• كيف ترى التناقض في تصريحات الرئيس السوداني بوجود علاقات متميزة مع مصر، وتأكيده أن حلايب وشلاتين سودانية؟

- التناقض يعد سمة من سمات أي حكومة في السودان، وهم لديهم مشكلة في إدارة علاقاتهم مع مصر، وربما تكون مصر لديها نفس المشكلة في علاقاتها مع السودان، وهذا الحديث حول حلايب وشلاتين تثيره الحكومة السودانية من آن لآخر لإظهار نفسها في موقف المدافع عن الأرض.

• ما تقييمك للسياسات التي ينتهجها الرئيس الأميركي الجديد حتى الآن؟

- الرئيس ترامب يعد ظاهرة جديدة طرأت على مركز الحكم في أكبر دولة بالعالم، وهو رئيس ليس نمطيا، وله رؤية مختلفة، حيث يرى العالم من منظور رجل الأعمال الذي تحكمه المصالح المشتركة، وبالتالي سيتأثر كل من يتعامل مع الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة بهذه النظرة.

• ما الموقف الذي يمكن أن تتخذه مصر في حال قيام ترامب بإدراجها على قائمة الدول المحظور دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة؟

- العلاقات بين مصر والولايات المتحدة علاقات استراتيجية قائمة على التعاون في كل المجالات، وواشنطن تعرف مدى قيمة وتأثير مصر، وبالتالي فهي حريصة على مصالحها في المنطقة، وترامب له رؤية في نظام الحكم الموجود في مصر عقب ثورة 30 يونيو، وهو يعي جيدا أن مصر تخوض حربا ضد الإرهاب، ويبدي ترحيبا بعلاقات مصرية - أميركية أكثر دفئاً، بخلاف العلاقات مع الحزب الديمقراطي في ظل وجود باراك أوباما وهيلاري كلينتون.

وإذا تصور الرئيس الأميركي أنه يستطيع استهداف مصر بإجراء عقابي، فلدينا الكثير من الإجراءات التي نستطيع من خلالها رد الصاع صاعين للولايات المتحدة، ومنها على سبيل المثال تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل.