وقفت كل الأمم ضد توجهات الرئيس الأميركي الجديد ضد المسلمين، وشهدنا مواقف من أجمل المواقف الإنسانية في رفع الأذان من إحدى الكنائس الأميركية وحماية المسيحيين للمسلمين عندما هاجمت عصابة من المتطرفين أحد المساجد في كندا، وسمعنا الكثير من مواقف التأييد للمسلمين والاستنكار لمحاولات استهدافهم، ولذلك لا بد من رد التحية بأحسن منها.

يجب أولا أن تخلو كل قوانيننا وتشريعاتنا من أي تمييز ضد الجنسيات والأديان المقيمة في بلدنا، وأن يكون التعامل مع الوافدين بأسلوب حضاري وإنساني مهما كانت وظيفة هذا الوافد.

Ad

يجب أن تتوقف عمليات المتاجرة بالبشر واستغلال الكفلاء لطالبي العمل بالكويت، وتستطيع الدولة إلغاء نظام الكفيل وتفعيل مواد القانون ضد هؤلاء المتاجرين بلقمة العاملين عندنا، ولأن التاريخ يعلمنا أن كل إنسان ولد وقد أرضع دينه فلا خوف من التحول من دين لآخر، ولذلك فإن من رد التحية فتح المجال لأصحاب الديانات الأخرى من ممارسة معتقداتهم وتمكينهم من بناء معابدهم.

وعلى مجلس الأمة المبادرة بإلغاء المادة التي تمنع تجنيس أصحاب الديانات الأخرى، وأعتقد أنه من المحرج لنا أن يكون العالم بكل هذا التعاطف مع المسلمين ونحن نعاملهم ككفار.

ولعله من المناسب أن نتذكر وقفة شعوب العالم معنا فترة غزو نظام صدام حسين للكويت، وكيف فتحت لنا الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج العربي منازلها ومدارسها وسبل العيش فيها طوال فترة الاحتلال، وإن كنت أنسى فلا أنسى موقف أحد البنوك الذي اقترضت منه مبلغا لشراء شقة، وقد استدعاني بعد أيام قليلة من الغزو، وبعد إلغاء بطاقات الائتمان، ولم يعد أحد يصرف العملة الكويتية، وظننت للوهلة الأولى أن البنك سيطالب بسداد باقي القرض أو الاستيلاء على الشقة التي اشتريتها بذلك القرض، وذهبت إليه متوجسا فإذا به يقدم لي مبلغا إضافيا لرصيدي بالبنك دعما لي، حيث إنهم يعلمون بالظروف التي نمر بها.

لم أكن من أهل ذلك البلد، ولم يكن بلداً إسلاميا، ولكن هؤلاء الناس لا يحفلون من أي دين أو بلد أو عرق أنت، كل ما يرونه أنك إنسان وعندك مشكلة، وقد وقفت شعوب كثيرة غير عربية معنا أثناء محنتنا، وها هم يقفون سدا منيعا ضد سياسات عفا عليها الزمن، وتصدوا وما زالوا يقفون مع الإنسانية.

نستطيع رد التحية بأحسن منها والآن.