قالت ‏الناشطة الكويتية في مجال حقوق المرأة الدكتورة العنود الشارخ أن قضية تكافؤ الفرص من أبرز الصعوبات التي تواجهها المرأة الكويتية داعية إلى تعزيز تمثيل المرأة في مجال العمل السياسي بشكل أكبر.

Ad

وأوضحت الشارخ في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) الليلة الماضية على هامش حفل التكريم الذي أقامته السفارة الفرنسية لدى الكويت بمناسبة حصولها على وسام الاستحقاق الوطني أن أكبر معضلة أمام المرأة هي «عدم تكافؤ الفرص ووجود صعوبات اجتماعية» لاسيما بعض الاعراف الاجتماعية التي «تتحفظ وتمنع» مشاركة المرأة في الشأن العام.

وعن التطلعات المستقبلية بعد هذا التكريم عبرت الشارخ عن رغبة نساء الكويت في وجود تمثيل أكبر للمرأة في العمل السياسي مضيفة أن «مانتطلع له هو وصول المرأة وتمكينها من دائرة القرار السياسي لتمثل بحجم أكبر في السلطة التشريعية والتنفيذية وبشكل يرضي الطموحات».

وأعربت عن امتنانها لتكريم الجمهورية الفرنسية ومنحها وسام الاستحقاق الوطني (برتبة فارس) والذي جاء تتويجاً لعملها الممتد على مدار 18 عاماً في مجال حقوق المرأة إضافة إلى المساهمات الأكاديمية والمساهمات في المجتمع المدني.

وقالت أن التكريم جاء أيضاً لمساهماتها البحثية والعلمية في مجال حقوق المرأة وكتبها ومساهماتها بالمجتمع المدني الكويتي وكتابتها لبحوث ومقالات وكتباً باللغة الانجليزية والعربية إضافة إلى التدريس في الخارج بدول السويد وفرنسا وأمريكا وبريطانيا.

وأوضحت أن مشاركتها في عضوية جمعيات النفع العام المهتمة بالنشاط النسائي والشبابي ساهمت في اثراء مسيرتها المهنية التي حصلت من خلالها على جائزة أصوات النجاح في الكويت عام 2012 والجائزة العربية لأفضل نشر في مجلة أجنبية عام 2014 إضافة إلى اختيارها من قبل وزارة الخارجية الفرنسية لبرنامج شخصية المستقبل عام 2015.

وأشارت إلى أن ‏مسيرة المرأة الكويتية مضيئة ومشرقة ‏وتحقق نجاحاً مستمراً، مبينة أن الوسام سيساهم في ابراز أهمية المرأة الكويتية بصورة أكبر على الصعيد العالمي.

ودعت الشارخ إلى تعديل المزيد من التشريعات لصالح المرأة الكويتية ‏لاسيما بعد المسيرة الطويلة من تاريخ حصول المرأة على حقها السياسي واثباتها لكفاءتها في العديد من المجالات، مؤكدة أهمية تواجد المرأة في مراكز القوى وتمثيلها بشكل أكبر في المجال التشريعي والقضائي.

وعن دور المرأة في دعم قضاياها، قالت أن «كل ما يقال حول تخلي المرأة عن قضيتها والدفاع عن حقوقها غير صحيح ففي مجال عملي وجدت أن أكثر من يساندني النساء»، مشيرة إلى تبني الدكتورة رشا الحمود لها في بداية مسيرتها الأكاديمية ‏والدكتورة موضي الحمود أثناء عملها في الجامعة العربية المفتوحة.

وحول مقارنة حقوق المرأة بدول المنطقة ذكرت أن المجتمع الكويتي «تأخر كثيراً في اعطاء المرأة حقها السياسي إضافة إلى التأخير في الوصول إلى العمل القضائي وهو تأخير غير مبرر».

وأضافت أن هناك دولاً خليجية تفوقت على الكويت في مسيرة حقوق المرأة مثل الإمارات والتي يوجد بها أول رئيسة مجلس فدرالي في الشرق الأوسط.

ولفتت إلى أن التكريم الذي وجدته في الكويت بعد حصولها على الوسام كان أكثر سعادة لها من حصولها على الجائزة.

وعن سبب توجهها إلى مجال حقوق المرأة أوضحت أن المجتمع يعاني من وجود بعض النساء المعنفات اللاتي لا يملكن أي سبيل في تحسين أوضاعهن إضافة إلى مساعدتهن اقتصاديا في تكوين أعمالهن الخاصة.

وأفادت بأن «ما نعانيه مؤخراً وكثيراً هو الصور المشبوهة التي رسمها المجتمع الغربي عن المرأة العربية والمسلمة وهو ما نعمل على تحسينه دائماً»، مضيفة ‏أن حقوق المرأة تأتي امتداداً لحقوق الإنسان وتشمل العمل الخيري والسياسي والاقتصادي والتطوعي.

وتطرقت إلى القيام في الوقت الحالي مع عدد من الشباب الواعد على أنشطة مجتمعية وكتابات بحثية ودراسات متعلقة بمجال حقوق المرأة ضمن مركز (ابتكار) للدراسات الاستراتيجية والسياسية والعلاقات العامة.

وأضافت أن تأسيس مركز (ابتكار) والذي عملت به مع مؤسسات المجتمع المدني ووزارة شؤون الشباب وجمعيات النفع العام سيساهم بشكل كبير في استكمال مسيرة المطالبة بحقوق المرأة الكويتية وتحقيق نجاحات أكبر لها.