«أحلام القليوبي المسروقة»!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
المفارقة أن الخلاف بين القليوبي والرفاعي لم يصب في جوهر القضية، التي تناولها فيلم «أحلام مسروقة»، وهي التنديد بظاهرة الإرهاب الديني، التي اجتاحت مصر في فترة التسعينيات، إذ كانا على اتفاق تام في الهدف، والرؤية، وإنما تمحور الخلاف، خصوصاً من جانب الرفاعي، في التفاصيل، وشعوره بأن كرامته أهينت، وإبداعه أهدر، بسبب التعديلات التي أجراها القليوبي على السيناريو، من دون أن يعود إليه أو ينتزع موافقته عليها!مضت الأعوام، ومعها انطوت صفحة الخلاف، واندملت الجراح، وعادت المياه إلى مجاريها بين القليوبي والرفاعي، وسقط قرار الحظر، الذي أصدره صفوت الشريف، وعرضت قناة «العائلة» التابعة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري الفيلم، لكن ظلت نسخ الفيلم خالية من اسم الرفاعي وتتصدرها لوحة تقول «فيلم لـ .. محمد كامل القليوبي»!تبدأ أحداث فيلم «أحلام مسروقة» بحفلة زفاف على الطريقة الإسلامية الأصولية، حيث الدفوف والتواشيح والابتهالات الدينية، والفصل بين الرجال، من أصحاب اللحى والجلابيب البيضاء، والعريس الذي يتوسطهم، وبين النساء المحجبات، ومنهن أطفال محجبات، والعروس تلازمهن، وتنظر، على استحياء، إلى زوج المستقبل، وهو الفصل التعسفي الذي يؤكده الفيلم لحظة وصول «شاكر» (فاروق الفيشاوي) وزوجته «هالة» (سلوى خطاب) لتهنئة العروسين، فيطالبهما الملتحي المتزمت (أحمد عقل) بالافتراق، ويأمر الزوجة بأن تتوجه إلى مجلس النساء، فتوافقه وهي ممتعضة، ويزداد امتعاضها عندما تمنع إحدى المنقبات طفلها من اللحاق بها بحجة أنه «رجل» ولا يصح له مخالطة النساء! فيلم يمكن النظر إليه اليوم بأنه «سابق عصره»، في شجاعته في التصدي لظاهرة تفاقمت، وجرأته في تبني رؤية ظلت مثار جدل (البطل يؤمن أن الإرهاب لا ينبغي أن يواجه بالإرهاب)، خصوصاً أن القليوبي استعان في تنفيذه بأسماء كبيرة في عالم الإبداع (رمسيس مرزوق في إدارة التصوير وراجح داود في الموسيقى التصويرية وعادل منير في المونتاج)، ولم ينس توجيه الشكر إلى المتخصصين (د. أحمد جلال عز الدين الخبير الدولي في مكافحة الإرهاب ود. عاطف أحمد اختصاصي الطب النفسي) لكن المفارقة الأكثر إثارة أن القليوبي وجه الشكر أيضاً إلى ممدوح الولي الصحافي في جريدة «الأهرام»، الذي أرجح أنه استعان به في الجزء الخاص بالإرهاب، وهو الذي اتهم لاحقاً بأنه أحد المحسوبين على «الإخوان المسلمين»!