أحيا عازف العود العالمي العراقي عمر بشير وفرقته التي تضم عازفين شبابا من هنغاريا التي باتت موطنا له، ليلة موسيقية متفردة في النغم والمقامات بمركز اليرموك الثقافي التابع لدار الآثار الإسلامية عنوانها الفن الجاد والملتزم، الذي يحمل قيم التراث والأصالة من خلال أسلوب متفرد في التأليف والعزف جمع بين القديم والحديث والارتجال، مع الحفاظ على الأصالة والتمسك بالتراث الموسيقي العراقي والشرقي.

وقال مدير إدارة البرامج الاعلامية والعلاقات العامة بدار الآثار الإسلامية أسامة البلهان: "يعد عمر بشير ابن الموسيقار العراقي الكبير منير بشير أحد أهم عازفي العود والمؤلفين الموسيقيين في وقتنا الحالي، الذي يمتلك ما يميزه وهو إتقانه لأساليب وألوان الموسيقى العراقية والعربية والشرقية، ومن أجل هذا حصلت بعض مؤلفاته على جوائز دولية وشهادات تقديرية عدة، لأنها مؤلفات ذات بصمة خاصة حديثة ومبتكرة تجمع احساس خاص بين الغربي والشرقي لكن بروحه وتكنيكه".‏

Ad

قدم عمر بشير الذي استهل الحفل بكلمة قال فيها: "جئت إلى هنا أحمل رسائل الحب والسلام إلى بلد الصداقة والسلام الكويت".

ثم بدأ برنامج الأمسية مع عزف منفرد على العود أبكى بسحر أنامله الأوتار تارة وأضحكها مرات، فهام معه الحضور في عوالم من الشجن والاجلال لقيمة المعنى والحس المرهف.

وبعد ذلك، انضمت فرقته الموسيقية التي ضمت عازفين من هنغاريا على آلالات الغيتار والموندولين والأورغ والطبلة، فعزفوا مقطوعة "رسائل محبة" من تلحين والده منير بشير، ثم مقطوعة من ألحانه بعنوان "القافلة" التي صورت موسيقيا مسيرة قوافل الصحراء بكل ما فيها من مؤثرات وما يحيطها من أجواء.

إتقان مذهل

وكانت المقطوعة الموسيقية الرابعة لحن أغنية من التراث العراقي "فوق النخل" بدأها عمر بشير بعزف "صولو" على العود، ثم انضمت له الفرقة وشاركته العزف بإتقان مذهل.

وفي المقطوعة الموسيقية الخامسة استحضر عمر بشير عبر لحنه قصر الحمراء التاريخي في مدينة غرناطة.

وفي المقطوعة السادسة عاد إلى أسلافه وقدم أغنية فلكورية عراقية من ألحان والده الذي يعد احد أهم الملحنين العراقيين في زمنه علاوة على صنعه لبعض آلات الوترية، التي من بينها العود، ومغنٍّ كان يتمتع بصوت رخيم وجميل.

وأهدى مقطوعته السادسة لطفلة عراقية لحنها لها خصوصا تعاطفا معها بعدما فقدت والديها بسبب الحروب الطائفية، فجاء اللحن رقيقا حزينا بعمق الحزن على الاوطان المجروحة.

وحيا عمر بشير الملحن المغني العراقي الكبير والقديم ملاّ عثمان الموصلي، الذي كان له دور كبير في تطوير المقام العراقي وتدريسه بتقديم أغنية.

وقدم بشير حوار استثنائي بين العود والغيتار في المقطوعة الثامنة، التي تحمل اسم "رحلة" والتي تصور هجرة العرب والغجر إلى اسبانيا مزج فيها الموسيقى الشرقية مع الغربية، وفي المقطوعة التاسعة مزج لحنا من ألحان والده مع أغنيتين كويتية وعراقية.

موسيقى مهداة إلى الأم

واختتم عمر بشير الحفل بمقطوعة موسيقية"إلى أمي" انساب منها أنغام الحنان والامتنان والحب والتقدير إلى والدته، كما أهداها إلى كل الأمهات.