دار لغط والتباس في غير محله حول مضمون كتاب "النقود الإسلامية" في القرن الهجري الأول، والذي صدر في عام 2016 ضمن الإصدارات الخاصة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بمناسبة احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية.

ويعد كتاب "النقود الإسلامية في القرن الهجري الأول- شرح النقود العربية الساسانية من مجموع المأمون" لمؤلفه د. مأمون القصير، من المؤلفات المهمة، إذ أسهم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بجهوده في احتفالية الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية 2016 في إنارة جانب مشرق من جوانب الحضارة الإسلامية.

Ad

وثائق تاريخية

ويقدم د. القصير شرحاً مجملاً لتاريخ النقود العربية الساسانية، التي كانت أول النقود إنتاجاً في الإسلام، وتداول بها الصحابة رضوان الله عليهم وكبار التابعين، وكانت متزامنة مع العديد من الاحداث التاريخية المهمة، التي أثرت على انتاجها، وانعكست على تصميمها، فهي وثائق تاريخية سجلت تطور السياسة الاقتصادية في دولة الاسلام، وأرخت لكثير مما عاصرها من أحداث.

ويتضمن الإصدار أجوبة على محاور مهمة في شكل العملة المتداولة في الدولة الإسلامية، وأين كانت تسك هذه العملة، ومتى بدأ ضرب النقود في الدولة الاسلامية، ولماذا، ويتناول الإصدار الكثير من المحاور حول تطور النقود في الدولة الاسلامية، ويمضي الإصدار في اتجاه تحديد المدن التي اشتهرت بضرب النقود.

واستمراراً في هذا البحث الدقيق، يسرد الكتاب الاحداث التي أدت الى تغيير تصميم النقود والإتيان بتصميم ذي طابع إسلامي خالص.

إصدارات نادرة

وفي جزء آخر، يستعرض الكتاب الإصدارات النادرة من هذه الفئة من العملات، كما يقدم قراءة بصرية لمحتوى الكتابات المطبوعة على هذه العملات النقدية.

لقد شكلت هذه النقود آية خالدة على صدق وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته، ففي ما لا يزيد على 30 عاماً من هجرته الكريمة من مكة إلى المدينة سقطت فارس والشام، وضرب المسلمون النقود التي تحتوي على صورة كسرى، وكتبوا اسم الله عليها، في إشارة عظيمة إلى عزة الاسلام ومنعته وقوة الدولة الإسلامية.

بين الساسانية والبيزنطية

ويؤكد الكاتب أن المسلمين الأوائل بدأوا ضرب نقودهم وسكها على شاكله النقود التي ألفوها مسبقاً، والتي كان معظمها من مملكة الفرس الساسانية، ومملكة الروم البيزنطية، وقد سمَّى هذا النوع من النقود بالنقود الاسلامية الانتقالية، وسبق إنتاجها إنتاج النقود الأموية ذات التصميم الاسلامي.

الخرائط المنشورة

وفيما يتعلق بالخرائط المنشورة في الإصدار والتي تحمل مسمى الخليج الفارسي، فإن ذلك لا يعد محاولة علمية تاريخية لتغيير هوية الخليج العربي أو إثبات شيء ما، لكن المؤلف استعان ببعض الخرائط لبيان الأماكن التي كانت تسك فيها النقود كمدينة ميسان في البصرة، أو بيان بعض الأحداث التاريخية ومنها ما تعرضت له الدولة الاموية من فتن، أو توضيح المناطق التي كانت شهدت أعمالا عسكرية لإخماد تمرد بعض الفرق الخارجة في زمن الدولة الإسلامية.

الهدف الأسمى

​وتتضمن تلك الخرائط حقائق عن الأوضاع العسكرية، وبيان أماكن وجود القوات الإسلامية، مما يؤكد ان الغرض من نشر تلك الخرائط كان بغرض بيان تفاصيل لحقب تاريخية دقيقة مرتبطة بالحركة الاقتصادية الاسلامية، لا أكثر من ذلك. وعلى ما سبق فإن الادعاء بأن نشر خرائط تحمل اسم الخليج الفارسي يعد طرحاً مغالى فيه، ويبعد المتلقي والقارئ عموما عن فهم الهدف الأسمى للكتاب.