زواج مع وقف التنفيذ

نشر في 10-02-2017
آخر تحديث 10-02-2017 | 00:10
 محمد العويصي بينما يحرس عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، المدينة مر بامرأة في بيتها تنشد شعراً تشتكي فيه من فراق زوجها، وأنها بحاجة ماسة إليه، ولولا خوفها من رب العباد وتقواها لارتكبت فاحشة الزنى، فسأل عمر عن هذه المرأة فقيل له، هذه فلانة زوجها غائب في سبيل الله، وبعث عمر إلى زوجها فأرجعه ثم دخل على حفصة فقال لها: يا بنية كم تصبر المرأة على زوجها؟ فقالت: خمسة أشهر... ستة أشهر، فوقّت للناس في مغازيهم ستة أشهر يسيرون شهراً ويقيمون أربعة أشهر ويسيرون راجعين شهراً.

عندما قرأت هذه الحادثة تبادر إلى ذهني سؤالٌ: كم يصبر الرجل على زوجته؟ اتصلت على فضيلة الشيخ الفاضل عبدالله نجيب سالم الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف، فأجابني مشكوراً: يصبر الرجل على زوجته أربعة أيام.

والشيء بالشيء يذكر، حدثني أحد الشباب عن زواجه من فتاة كويتية اختارها عن طريق أهله، وفي السنة الأولى من زواجهما اكتشف أنها مادية درجة أولى تحب المظاهر والماركات والألماس والسفرات والمقارنة مع أخواتها المتزوجات، ويا ويله ثم يا ويله إذا لم يلبّ زوجها طلباتها فإنها تزعل منه ولا تكلمه، وتهجره في الفراش، وتنام عند أولادها، ويطول هجرانها لشهر وأكثر.

لذا أحببت في هذا المقال أن أسلط الضوء على الحقوق المشتركة بين الزوجين وهي:

- حق الاستمتاع وحسن العشرة. فلكل من الزوجين حق الاستمتاع بصاحبه، وهذا أمر فطري يتوقف عليه إنجاب الأولاد، فعلى كل منهما أن يلبي حاجة الآخر، ولا يمتنع ما لم يكن هناك مبرر لذلك كالحيض والنفاس والمرض، كما لا يجوز شرعا للزوجة أن تصد زوجها وترفض رغبته في مقاربتها في أي وقت، وإن لم تستجب لزوجها فهي آثمة وتلعنها الملائكة.

فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح". وروى الترمذي والنسائي عن طلق بن علي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته، وإن كانت على التنور".

يكمل الشاب حديثه: عندما تهجرني زوجتي شهراً كاملا فإن نفسي الأمارة بالسوء تزين لي ارتكاب الفاحشة مع الخادمة الآسيوية الفاتنة والصغيرة في السن التي تعمل لدينا، لكني أتعوذ من الشيطان الرجيم وأكبت رغبتي الجنسية الملحة خوفا من الله والفضيحة.

وبالمناسبة تحضرني قصة حقيقية يرويها الخبير في شؤون الأسرة والعلاقات الزوجية الدكتور محمد رشيد عويد وهي: استعدت الزوجة للذهاب إلى عرس إحدى صديقاتها، فلما رآها زوجها بكامل زينتها ومكياجها وأناقتها ورائحة عطرها الفواح أثاره جمالها الفتان فدعاها إلى فراشه فامتنعت عنه وصدته ولم تلب رغبته.

فقال لها زوجها لا تتأخري في العرس أنا في انتظارك، لكن الزوجة لم تسمع كلام زوجها، وعادت إلى بيتها قبل أذان الفجر بقليل، وهي تظن أن زوجها مازال ينتظرها بشوق ولهفة، دخلت غرفة نومها فوجدت زوجها ممدداً على الأرض قد فارق الحياة، فأخذت تبكي وتصرخ بأعلى صوتها نادمة أشد الندم لعدم تمكين زوجها منها.

فإلى كل زوجة مقصرة بحق زوجها أقول: زوجك هو جنتك ونارك، يقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "أيما امرأة ماتت وزوجها راضٍ عنها دخلت الجنة"، ويقول عليه الصلاة والسلام: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها". رواه الترمذي.

* آخر المقال:

"حرمان + زعل + نكد = شقاق وطلاق".

back to top