لاتزال هناك محالاوت حثيثة لإنضاج قانون الانتخابات الجديد، بدءاً من الاجتماع الذي عقد بين رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، قبل جلسة مجلس الوزراء أمس الأول، ومن ثم طرح الموضوع داخل الجلسة من قبل نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني متحدثاً باسم وزراء "القوات"، طالباً من رئيس الجمهورية أن "يضعه على طاولة البحث في أقرب وقت ممكن لمناقشته بجدية، لأن مناقشته تتم خارج المجلس منذ فترة"، وصولاً إلى عودة "اللقاء الرباعي" إلى الاجتماع خلال الأيام المقبلة من أجل التوافق حول قانون جديد.

وقالت مصادر متابعة لـ"الجريدة" إن "الكتل السياسية تغرد إعلاميا بالمفرق، وكل يسوق لصيغة"، لافتة إلى أن "هناك صيغة لا تزال سرية نالت موافقة مبدئية من معظم الكتل طرحها تيار المستقبل عبر نادر الحريري".

Ad

وأضافت المصادر أن "الصيغة تأخذ بعين الاعتبار اكثرية الملاحظات التي أدلت بها الأحزاب"، مشيرةً إلى أنها "قريبة من المختلط، لكن بمعيار موحد ويراعي خصوصية الحزب التقدمي الاشتراكي". وختمت: "المطلوب انجاز الصيغة التوافقية خلال 11 يوما هي مساحة المهل الدستورية لدعوة الهيئات الناخبة".

إلى ذلك، احتفل الموارنة أمس بعيد القديس مارون، حيث اقيم احتفال مركزي في الكنيسة التي تحمل اسم القديس في محلة الجميزة في بيروت، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعقيلته السيدة ناديا الشامي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب ميشال موسى، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

وهذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس الجمهورية قداس مار مارون منذ 2014 بعد شغور الرئاسة الأولى، وهو ما اشار اليه رئيس أساقفة بيروت المارونية المطران بولس مطر في عظته، مخاطبا رئيس الجمهورية قائلا: "ملأتم بحضوركم كرسيا شغر بالأمس في مناسبة عيدين مماثلين ومتتاليين، بعد أن ملأتم لبنان الوطن والدولة والشعب، بانتخابكم رئيسا للجمهورية، رجاء وطيدا بقيادة سفينته، مع معاونيكم المخلصين، إلى وضع تغييري جديد وسلام زاهر أكيد".

وأشار مفوض الإعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" رامي الريس أمس الى "اننا اكدنا مرارا وتكرارا اننا نملك القدر الكافي من الانفتاح حول قانون الانتخاب، ولا بد للصيغة التي ستعتمد ان تراعي هواجس جميع الفرقاء".

ولفت الى ان "الرئيس عون يتعاطى على انه اب للجميع، معتبرا انه انتصار لكمال جنبلاط بعد 45 سنة ان تطالب كل القوى السياسية بالنسبية التي طالب بها".

وشدد على انه "من غير المفيد مقاربة قانون الانتخاب من زاوية ابعاد اي فريق"، مؤكدا ان "النسبية والطائفية لا يلتقيان".

ولفت الى ان "قانون الانتخاب مفصلي ويتطلب توافق جميع الافرقاء، ولا يستطيع احد ان يستبعد اي فريق".

في سياق منفصل، أُقيمت عند الساعة الثانية من بعد ظهر أمس صلاة الجنازة لراحة نفس والدة رئيس حزب "القوات اللبنانية" ماري حبيب جعجع في كاتدرائية مار سابا في بشري، وترأس الجنازة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلاً بالنائب البطريركي العام المطران حنا علوان وعاونه لفيف من الكهنة. وكان لافتاً حجم الحشد السياسي الذي شارك خصوصاً الحزب "التقدمي الاشتراكي" إذ مثل رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط نجله تيمور ونجلته داليا. كما كان لافتا حضور وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان والمسؤول على رأس وفد سعودي الى بشري لتعزية جعجع. وانتشرت صورة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وأمين سر تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان وهما يترجلان من طوافة عسكرية بعد وصولهما إلى بشري على متنها.