وثيقة لها تاريخ : ويكلن يسعى للاستحواذ على إدارة «بيت الكويت» في القاهرة
أرسل الوكيل السياسي البريطاني في الكويت رسالة إلى الشيخ أحمد الجابر أمير الكويت، تاريخها 28 نوفمبر 1946، ضمنها مقتطفات من تقرير أعده المستر ويكلن، أحد التربويين في المجلس الثقافي البريطاني بالقاهرة، تتناول كيفية إدارة الأموال التي تُصرف على طلبة الكويت في القاهرة آنذاك. وسنتناول هذه المقترحات بالتفصيل بمقالنا اليوم، وفي مقالات مقبلة، إن شاء الله. تقول رسالة الوكيل السياسي البريطاني للشيخ أحمد الجابر، ما يلي:"أتشرف أن ألفت نظر سموكم إلى المقتطفات التالية المقتطفة من رسالة واردة من المستر وِكلن، أحد رجال المجلس الثقافي البريطاني في القاهرة، وأن أوصي بالاقتراحات التي قدمها المذكور لالتفات سموكم".
ويبدو أن دائرة المعارف كانت قد طلبت من المعهد الثقافي البريطاني في القاهرة أن يقوم بإدارة بيت الكويت هناك، وهو ما دفع المعهد إلى تقديم مقترحات بهذا الشأن. وبيت الكويت عبارة عن سكن داخلي لطلبتنا المبتعثين للدراسة في مصر. وكانت إدارة هذا السكن تحت إشراف شخصية مصرية، وهو الأستاذ أحمد صادق حمدي، ويساعده في ذلك الأستاذ عبدالعزيز حسين. ويبدو أيضاً من خلال تفاصيل الرسالة أن المعهد البريطاني يرغب في سلطة أكبر على إدارة بيت الكويت بالقاهرة، لذلك كتب هذا التقرير، مطالباً بمسؤوليات أوسع على شؤون الطلبة وإدارة شؤون البيت. وإليكم الملاحظات أو المقترحات البريطانية كما وردت في شكل نقاط: ■ تقوم دائرة المعارف بتحويلات مالية إلى حساب المعهد البريطاني في القاهرة بين فترة وأخرى، ويقوم المعهد بدفع فواتير الكهرباء والماء والصيانة وأجور الموظفين ومصاريف أخرى منوعة من حساب خاص لهذا الغرض في بنك باركلي. ويقدم المعهد كشفاً شهرياً إلى مدير المعارف بالكويت حول ذلك، إضافة إلى ملخص ربع سنوي.■ يقول وِكلن في ملاحظاته إنه يقدم اقتراحات كلما أمكن هدفها التوفير والاستخدام الأمثل للأموال، إلا أن ذلك لم يؤخذ بعين الاعتبار، وأن الأموال تصرف بشكل غير حكيم.■ ويقول أيضاً إن المعهد مسموح له أن يدفع المصاريف العادية، وأن يدفع أيضاً مصاريف مرتفعة بأوامر شفوية من الأستاذ عبدالعزيز حسين، رحمه الله، وتعليمات من مدير المعارف الكويتية بالقاهرة أحمد صادق حمدي، ويقوم المعهد بالتحقق من هذه المطالبات قبل أن يدفع المبالغ.■ أبدى كاتب الملاحظات أنه سعى مراراً إلى تخفيض بعض المصروفات، إلا أن ذلك قوبل بشعور من عدم الثقة من قبل عبدالعزيز وحمدي، ولكن في نهاية الأمر نجح في إقناعهما بذلك، بعد صرف مبالغ كثيرة كان يمكن التوفير فيها.في الأسبوع المقبل، إن شاء الله وما بعده، نستكمل مقترحات وِكلن، التي تبدو كأنها محاولة جادة للاستحواذ على إدارة بيت الكويت في القاهرة، ونعرض أيضاً رد دائرة المعارف على هذه المقترحات.