متى ظهرت موهبتك؟

منذ الصغر، تحديداً في الثانية عشرة من عمري. كانت هوايتي القراءة ومطالعة روايات وأعمال الأديب نجيب محفوظ وغيره، وما ساعدني على ذلك وجود مكتبة كبيرة في منزل خالي المخرج الكبير الراحل فؤاد الشطي، الذي حرص على تزويدي بالكتب، وتنبأ لي بأن أكون كاتبة في المستقبل، وأدخلني المعهد العالي للفنون المسرحية لصقل موهبتي.

Ad

حدثينا عن نوع كتاباتك.

عبارة عن خواطر، وقصص قصيرة، وشاركت في مسابقات المدرسة وكنت من الفائزات فيها، كذلك تفوقت في اختبارات مادة التعبير وكتابة القصة. وبعد ممارسة الكتابة لفترة طويلة، أحببت ولوج عالم تأليف النصوص المسرحية، فحرصت على مشاهدة المسرحيات ومعرفة فن الكتابة المسرحية وقواعدها من خلال المواقع المتخصصة في هذا الحقل عبر شبكة الإنترنت إضافة إلى قراءة النصوص، فتعلمت كيفية الكتابة للمسرح.

ما أول نص مسرحي؟

«القطار»، كتبته وأنا في السنة الدراسية الأولى في قسم النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعرضته على أحد الأساتذة، فأبدى إعجابه وشجعني على الاستمرارية، ثم كتبت نصوصاً عدة، لكنني لم أشعر بأنها قوية جداً.

ما أقوى نص لك؟

أُعلن عن مسابقة النصوص في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكنت حينها تخرجت في المعهد، وشاركت فيها، من خلال نص «الطابور السادس»، ولله الحمد حصدت جائزة أفضل مؤلف عام 2014، وقبل منحي الجائزة طلب أحد أعضاء لجنة التحكيم مقابلتي لشكه بأنني لست كاتبة النص، وطرح علي بعض الأسئلة، بعدها قال لي: «تأكدت أنك من كتب النص، مبروك، والكويت بخير ما دامت لديها كاتبة درامية بهذا المستوى».

مسرح وجوائز

ما هو أول نص أدخلك الساحة المسرحية؟

«شارع أوتوقراطيا»، عام 2014، إذ منحتنا فرقة «مسرح الخليج العربي» الفرصة، وتبنّت مواهب فنية تشارك لأول مرة من الكاتب والمخرج والممثلين ومصمم الإضاءة والديكور، عدا الفنان إبراهيم الشيخلي ومنال الجارالله. كذلك شاركنا بهذا العمل في مهرجان «أيام المسرح للشباب» بدورته العاشرة 2014، ودخلنا المنافسة مع من سبقونا في المجال المسرحي، أمثال عبدالله التركماني ويوسف الحشاش وأحمد العوضي.

كم جائزة حصدتم؟

فزنا بتسع جوائز من أصل 13 جائزة، وهي: أفضل عرض متكامل، أفضل مؤلف (فاطمة العامر)، أفضل إخراج (علي بدر)، أفضل ممثل دور أول (إبراهيم الشيخلي)، أفضل ممثلة دور أول (منال الجارالله)، أفضل ممثل دور ثان (سعود بوعبيد)، أفضل ديكور (عمر الظفيري)، أفضل أزياء (فهد الهاجري)، أفضل إضاءة (سعود الرغيب).

ما شعورك بعد فوزك بالتأليف؟

انتابني شعور جميل جداً بحصدي الجائزة الثانية في التأليف المسرحي، بعد المهرجان الأكاديمي، وما أعجبني أكثر تلك الأصداء الطيبة وردود الفعل الإيجابية تجاه «شارع أوتوقراطيا» من الجمهور والنقاد.

ماذا يعني لك عرض العمل في «أيام قرطاج المسرحية»؟

تعاطف الجمهور التونسي مع العرض والشخصيات، وما أسعدني أن رسالتي غير المباشرة وصلت إليه.

هل كثرة المهرجانات ظاهرة إيجابية أم سلبية؟

أعتبرها إيجابية، لكن ثمة سلبية إذا كانت لجنة التحكيم تهتمّ بالمحسوبيات، وهو ما يضايقني فعلاً ويظلم المشاركين. لذا أتمنى اختيار المحكمين بدقة أكبر.

لماذا انضممت إلى فرقة «الخليج» وليس «العربي»؟

لأنني أختلف فكرياً مع فرقة «المسرح العربي» التي لها أسسها وتقاليدها التي أحترمها، لكنني وجدت نفسي مع «مسرح الخليج العربي» التي تهتم بالفكر الشبابي وتحتضن بين فترة وأخرى أسماء جديدة. أذكر هنا أن «مسرح الخليج» دعاني كي أنضم إليه ودعمني.

رقابة ونوعان مسرحيان

ما العراقيل التي تواجهك كمؤلفة؟

الرقابة التي تصعب كثيراً من الأمور على كاتب الدراما التلفزيونية، وأحياناً يقول أعضاؤها إن نصوصنا تقليدية، وردنا عليهم «أنتم من وضعتم المحاذير وضيقتم المساحات أمام الكاتب، لذا تكون الأعمال تقليدية». كذلك ثمة كتّاب يعتاشون من خلال الأجر المادي، هذا التضييق جعل المنتج يصور أعماله خارج الكويت.

ماذا عن رقابة المسرح؟

لم أعان منها، فأنا ملتزمة بالمحاذير والملاحظات، وبعض الكتاب تُرفض نصوصهم بسبب تفسيرات أعضاء الرقابة الخاطئة لها.

هل ثمة اختلاف في نمط الكتابة بين المسرحين النوعي والجماهيري؟

يعتمد المسرح التجاري أو الجماهيري على المكسب المادي، وعلى الدعاية وما يريده الجمهور والمنتج والمخرج. أما على صعيد العمل النوعي فهو مختلف ويتوجّه إلى النخبة.

إلى أي نوع تميلين أكثر؟

التجاري، خصوصاً مسرح الطفل، لأنني أفهم عقلية الطفل، ولدي المقدرة على إيصال رسالتي إليه.

عيد وثنائية

كيف تقيمين تجربتك بتقديم ثلاثة أعمال في موسم العيد؟

إنها تجربة رائعة بالنسبة إلي. خضت موسمي العيد بثلاثة أعمال، لكنني لم أكتب نصوصي في اللحظة ذاتها، بعضها مكتوب منذ فترة زمنية معينة، وأجازته الرقابة، ولكن يبدو أن عين الحسود أصابتني الآن!

ما رأيك في ثنائيتيك مع كل من المخرجين عبدالعزيز صفر وعلي بدر؟

المخرج صفر قدوتي في أموري كافة، ويعود الفضل إليه في أي نجاح لي. شكّلنا ثنائياً جميلاً لأننا متقاربان في الفكر ونفهم بعضنا بعضاً جيداً، والأمر كذلك مع المخرج بدر. عموماً، العمل أولاً وأخيراً جماعي.

ما آخر مسرحياتك؟

«صلبوخ وعائلته الكريمة» لفرقة مسرح عُمان من إخراج خالد أمين، التي عرضت في مسقط لعام كامل، والجميل في الموضوع أن هذه الفرقة جديدة وأول عمل لها من تأليف وإخراج كويتيين.

دراما وأمنيات

هل خضت الكتابة للدراما التلفزيونية؟

نعم خضت غمار التجربة في مسلسلين، نصوّر أحدهما بعد شهر رمضان الفضيل المقبل، والآخر سلمته لأحد المنتجين.

هل نعاني راهناً إفلاساً فنياً في الدراما؟

أجل، ثمة أسماء كبيرة الآن لم تعد مصدر جذب للمشاهدين، وغالبية الأعمال بلا روح، وتبتعد عن ملامسة واقعنا ومشكلات المواطن. كذلك يقدمون الطبقة الغنية أو الفقيرة، وقصص الحب الفاشلة، فيما لا يتطرقون بتاتاً إلى الطبقة الوسطى. وأعتقد أن قيود الرقابة تسببت في وصولنا إلى هذا التكرار والتقليدية.

ما الأمنية التي لم تحقق حتى الآن؟

أن أثبت قدميّ كمؤلفة تلفزيونية، كذلك أطمح إلى كتابة فيلم سينمائي.

دفعة متميزة في المعهد العالي للفنون المسرحية

أشارت الكاتبة فاطمة العامر إلى أنها التحقت بقسم النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2009، لافتة إلى أنها من دفعات

المعهد المتميزة، إذ كان في دفعتها الدراسية كل من أحمد العوضي، وعبدالله النصار، وعلي الحسيني، ومحمد صفر، وعبدالعزيز النصار، وعلي البلوشي، وفلول الفيلكاوي، وهديل الفهد.

وأكدت العامر أنها استفادت كثيرا ًمن المعهد وأساتذته، خصوصاً د. علي العنزي، رغم أنه السبب في إعطائها دوراً ثانياً بمادته لكثرة غيابها، لكنها بينت أنها استفادت منه الكثير، نظراً إلى معلوماته الجميلة، وطريقته غير التقليدية في التدريس، وهي أحبّت المسرح السياسي من خلاله، كذلك الأمر بالنسبة إلى د. خالد عبداللطيف رمضان الذي كان أيضاً مشرفاً على رسالة البكالوريوس، ود. نرمين الحوطي، وغيرهما.

وحول اختلاف الساحة الفنية الواقعية عما درسته، أوضحت العامر أن المعهد يعلمك المثاليات والأسس، وعندما تدخل الساحة ترى الواقع مختلفاً، وتواجهك حرب فإما تخوض غمارها أو تعلن انسحابك، أي إما أن تحقق الفوز أو تفشل.