ألعاب الفيديو وقلة الأدب!

نشر في 11-02-2017
آخر تحديث 11-02-2017 | 00:02
 جري سالم الجري صغارنا ولجوا إلى عوالم إلكترونية لا يدري عنها الأب قبل الأم، فتسالي العالم الافتراضي حقيقة تفرض نفسها، حيث أقحمت الناس في قصص غرافيكية (مصورة حاسوبياً) تحوي صوراً خليعة ومشاهد عنف فظيعة، عبر سيناريوهات مخلة بالآداب ومواضيع وضيعة تَخدش الحياء.

فثمة لعبة شهيرة بطلها لص يعيش في جغرافيا افتراضية تامة التضاريس والأحوال المناخية الموسمية، حيث ينام ويأكل ويَسكر ويقتل ويسرق ويمارس المحرمات ويفر من الشرطة، لتكون تجربة هذا البطل التعيسة تسليةً لأطفال دون الـ15، ولعبة أخرى يكون البطل إلهاً يقاتل البشرية، فثمة خوارق مروءة، ونوافٍ للتقوى في هذا المد الزاحف من الخيالات المريضة، فما العمل؟

صاحب هذه المقالة، مدمن ألعاب فيديو غير تائب، لقناعته بأنها مثل السينما؛ فمسؤوليته باختياره للفيلم، من وعيه بنوع وأجندة المنتج؛ فاللعبة النظيفة البريئة التي تعلمنا اللغات مرغوبة، والتي تقوي عضلة الحساب بالمخ مطلوبة، وألعاب استراتيجيات التسويق التجارية والتخطيط العسكري الاستراتجية منشودة، وألعاب الطفل بتصميم الفساتين لأخواته محبوبة، وألعاب الهندسة الميكانيكية والعمرانية بالفضاء الافتراضي الحر معشوقة!

ثمة لعبة تمنح اللاعب كل معادن الأرض وأدوات الصناعة الأساسية لينشئ لنفسه دولة كاملة يتشاركها مع رفاقه في الإنترنت، فخيارات كهذه محترمة من ألعاب راقية لا يصدنا عن استيرادها وتصديرها سوى التخلف، غير أن ما يجب علينا هو تسليح المستهلك بإشارات موجودة على جميع سِلع ألعاب الفيديو، سواء المنتج الموجود بالسوق أو الرقمي من متاجر الإنترنت، إذ إن جميع ألعاب الفيديو ملزمة بأن تسوق منتجاتها بختم من العلامات العالمية، (T-M-PG-eC-E-E10-A-RP) وهي اختصارات يعرفها كل أميركي وأوروبي وياباني لئلا يُوقع نفسه وأولاده في منتجات بشعة؛ فحتى إن كان الوالدان جاهلين باللغة الإنكليزية، تبقى هذه العلامات مرشدهم الخاص، فحرف T يعني أن المنتج شبابي، فيه عنف طفيف ورموز جنسية، و M يعني أنه لسن الفوق 18+، وPG تعني PUPLIC GENERAL، أي أنه منتج لعموم المجتمع، أما A فهي لكبار السن، بمعنى أن هذا المنتج فيه إباحية ودموية فاحشة من الخيال السوداوي، في حين تعني علامة RP أن المنتج مقيد الحكم، ولكن باقي الرموز أهون ضرراً.

حكومات الخليج مشكورة على منعها أغلب ألعاب الـ(A-M )، فمنتجات الفيديو الحاوية لمشاهد سامة الإثارة، مثبت علمياً أنها تسبب خللاً هرمونياً للدماغ، أما الألعاب التي لا تكون عنيفة ولا جنسية، وتحظى بإحدى الإشارتين، فإنها تكون محتوية إما على مواد سياسية فوق خيال الأطفال، أو وثائقيات عِلمية جافة لا تلائم المراهقين.

back to top