قدمت فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية عرضا بعنوان «حكاية الرجل الذي صار كلبا» في الليلة الأولى من عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت الدولي للمسرح الأكاديمي السابع، وهو من تأليف الأرجنتيني أوزفالدو دراغون، وإعداد إبراهيم نيروز وعلي المرهون، إشراف د. شايع الشايع، وإخراج غدير زايد.

يتناول نص المسرحية اللامعقول قضية إنسانية بحتة، تجسد إسقاطا على معاناة دول أميركا اللاتينية من اضطهاد الدولة العظمى، وتمثل أيضا إسقاطا آخر على حال الكثير من المعوزين، واستغلالهم دون أي رحمة، وبعيدا عن كل مفردات الإنسانية.

Ad

من خلال حكاية رجل في عمر الشباب يمثل هذه المنطقة ومعاناته من الذل والاضطهاد والنظرة الدونية من أصحاب العمل، فهو عاطل عن العمل يبحث جاهدا عن وظيفة تضمن له عيشا كريما مع شريكة حياته، لكن كل الأبواب تغلق في وجهه، حتى بحثه في الصحف عن وظيفة لم يثمر شيئا، فذهب بنفسه إلى صاحب أحد المصانع، الذي يتجاهله في المرة الأولى، لعله يفلح في إيجاد وظيفة شاغرة، حتى وإن كانت عامل نظافة.

يعامله صاحب المصنع بقسوة، وبعد توسلات ملحة، يعرض عليه أن يعمل بوظيفة كلب الحراسة، لأن الكلب مات، بأجر يومي قدره 30 سنتا، فيقبل به، يختبره في النباح إلى أن يصل إلى الأداء الذي يريده، والوقوف على أربع قوائم كالكلاب، ويربطه بسلسلة، ويقدم له طعام الكلاب وقطعة من العظم، ثم يتابع تدريباته، ويسكنه في بيت الكلب الخشبي، وكان عليه أن يبيت ينبح، ليبعد اللصوص عن الشركة.

سلوك جديد

يبشر الشاب زوجته بحصوله على وظيفة، وبعد مرور الزمن ينسى أنه من الإنس، ويعيش كالكلب، ما أدى إلى استياء زوجته من سلوكه الجديد. ثم يعلم أن شريكة حياته حامل، لكن زوجته يتملكها الرعب، خشية أن تلد كلبا، وليس طفلا بشريا سليما، ما يعمق إحساس الرجل بالقهر والضياع، فيعود إلى رشده، ويستقيل من تلك الوظيفة، لكن في نهاية الأمر ينتهي به المطاف ليعيش في حظيرة للكلاب، بعد أن نزعت عنه إنسانيته، وعاش بلا كرامة كالكلب. وينتهي العرض بهدم الجدار الرابع، بتسليط كشافي الإضاءة على الجمهور.

مقدرة مخرجة

من اللافت في هذه المسرحية مقدرة المخرجة على تقديم معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض. وتميز الإيقاع بالسرعة المتناغمة، من خلال أداء الممثلين وحركتهم، واستغلال مناطق الخشبة والمؤثرات السمعية والبصرية.

وعلى صعيد الأداء التمثيلي، أجاد عبدالله الدرزي تجسيد شخصيتي الراوي وصاحب المصنع، وكذلك نور الغندور بدور الزوجة، وناصر حبيب بدور الزوج.

الندوة التطبيقية

أقيمت ندوة تطبيقية للعرض أدارتها الطالبة شهد طارق، وقالت المعقب الرئيس عن المسرحية الطالبة عهد حكمت، إنها تعتبر عبثية رمزية والمسرحية الأصلية كانت تتكون من 5 شخصيات، وهي تتحدث عن القضايا الاجتماعية والبطالة، وتعامل أصحاب العمل بمستوى دنيء مع العاملين، وما رأيناه في هذا العرض أنه تم تقليص الشخصيات إلى شخصيتين فقط.

وأضافت: «كان الديكور عبارة عن صندوق، وهو مكان صعود الراوي، وأود أن أسال: ما المقصود بالصندوق الذي تواجد فيه الرجل؟ وهناك أيضا القطعة الحمراء التي تدل على الصراع بين الزوج والزوجة، لكن ثمة قطعة حمراء رفعت المقصود من تلك الحركة، والاستعراضيون كانوا يعبرون عن إيقاع العمل، وكانوا يقومون بعدة استعراضات مختلفة، لكن أيضا ليس لها دلالة واضحة».