يشعر السياح الصينيون بمزيد من الارتياح تجاه قدرتهم على السفر إلى أماكن بعيدة مع نضوج أسواق السياحة الخارجية. وكما كتبت سابقا، بحسب أحدث نتائج أبحاث لي صدرت من معهدي- كوتري- فإن سنة 2016 شهدت عبور 136.8 مليون صيني لحدود بلادهم متجهين الى الخارج، أي بمعدل نمو يبلغ 2.7 في المئة على أساس سنوي عن سنة 2015.ولكن بخلاف السنوات السابقة استقرت نصف تلك الرحلات في الصين الكبرى (هونغ كونغ وماكاو وتايوان)، في حين سجلت بقية دول العالم 70.1 مليون رحلة أي 51.2 في المئة من كل الرحلات وبزيادة بنسبة 11.7 في المئة مقارنة مع 62.8 مليون رحلة في عام 2015.
المقارنة مع 2015
في عام 2015 شهد العديد من الدول معدلات نمو ضخمة، وازدادت في اليابان بأكثر من الضعف، كما أن الدول الأخرى مثل تايلند وسريلانكا حظيت بزيادة معدلها 100 في المئة.وفي الشرق الأوسط رحبت مصر وتركيا بزيادة في عدد السياح الصينيين نسبتها 60 في المئة- كما أن العديد من الوجهات الأوروبية شهدت تطورات مماثلة مع تحقيق دول أصغر مثل النرويج وكرواتيا والنمسا وفنلندا نموا بأكثر من 40 في المئة محسوبا على أساس سنوي.وشهدت الوجهات الشعبية التقليدية مثل ألمانيا أو سويسرا زيادة في عدد رحلات السياح بلغت أكثر من 30 في المئة، وبلغ معدل نمو رحلات الولايات المتحدة 18 في المئة بما يعادل أستراليا، ولكن بنسبة أقل من المملكة المتحدة ونيوزيلندا.صورة مختلفة في 2016
رسمت السنة الماضية صورة مختلفة تماماً. ولم تصل أي واحدة من 60 وجهات رئيسية ترصدها كوتري بصورة مستمرة الى معدل نمو سنوي يصل الى 60 في المئة أو أكثر. وكانت الدولتان اللتان تصدرتا القائمة هما نيبال وفيتنام عبر زيادة بلغت 56 في المئة و51 في المئة على التوالي، وقد تعافتا من خسائر في عام 2015. ولا تزال الدول الأوروبية الأصغر تجتذب المزيد من السياح من الصين- بشكل فردي في الغالب- مع تمكن جورجيا والبوسنة والهرسك وآيسلندا والنرويج وبولندا وصربيا من تحقيق زيادة بأكثر من 40 في المئة- وقد شملت الزيادة وجهات متنوعة في دول مثل تشيلي ومصر وجنوب إفريقيا والمكسيك، وبلغت في كل واحدة أكثر من 30 في المئة. وعلى أي حال عانت الوجهات الأوروبية الرئيسية تراجعا- وخاصة في النصف الثاني من السنة. وقد منعت المخاوف من الإرهاب واللاجئين الصينيين المهتمين بأمور السلامة من السفر إلى اسبانيا وايطاليا وفرنسا واليونان، وعانت من خسائر ثنائية الرقم. وتمكنت ألمانيا من التعويل على مجموعة أكبر من رجال الأعمال الذين يعتبرون أقل احتمالاً لإلغاء رحلاتهم بسبب المخاوف الأمنية أو عدم توافر الراحة وتمكنت من إنهاء سنة 2016 بخسارة عدد صغير من السياح الصينيين. ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى الترويج لتنوع القارة وإصلاح صورة أوروبا كوجهة آمنة من خلال التحول إلى أول شريك إقليمي تجاري مع الصين في هذه السنة. وفي العام المقبل يفترض أن تجلب السنة السياحية الأوروبية- الصينية المزيد من الزوار الصينيين إلى العديد من الوجهات المختلفة في أوروبا.وأعلنت تركيا عن سنة سياحية صينية- تركية في 2018 أيضاً وكان الحافز واضحاً: في سنة 2016 فقدت تركيا أكبر عدد من السياح الصينيين مع هبوط عدد القادمين بنسبة 47 في المئة مقارنة مع سنة خلت. ومن جهة أخرى، تهدف سنة الصين- كندا السياحية 2018 إلى تعزيز الزيادة في الروابط الجوية المباشرة بين البلدين، كما توجد أيضاً مصلحة من جانب الصين في تطوير علاقات أوثق مع كندا نتيجة توتر العلاقات الصينية- الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب. والملاحظ أيضاً بالنسبة إلى الدولة في أميركا الشمالية أن كندا تفوقت على الولايات المتحدة لأول مرة في سنة 2016 من خلال تحقيق زيادة بنسبة 23 في المئة محسوبة على أساس سنوي في عدد السياح الصينيين.جارات الصين
في أعداد مطلقة لا تزال الدول المجاورة للبر الصيني تشهد أكبر المكاسب في سنة 2016. وكان النمو الذي بلغ 35 في المئة يعني توجه مليوني زائر صيني آخرين إلى كوريا الجنوبية و700000 أكثر إلى سنغافورة، كما شهدت اليابان زيادة بنسبة 28 في المئة فقط في السنة الماضية، ولكن بعد الزيادة الضخمة في عام 2015 لا يزال هذا يترجم إلى زيادة في عدد الزوار تبلغ حوالي 1.5 مليون.وتقع تايلند في أسفل هذه المجموعة من حيث معدلات النمو، ولكن الزيادة البالغة 10 في المئة لا تزال تعني قدوم 8.8 ملايين زائر وهو أعلى رقم للسياح الصينيين إلى أي وجهة ما عدا هونغ كونغ وماكاو.وفي سنة 2017 يستمر العرض. وكان من المتوقع توجه أكثر من ستة ملايين صيني إلى الخارج في السنة القمرية الصينية الجديدة، ويبدو أن تقريراً حديثاً يؤكد هذا التوقع. وشهدت يونيون بي التي تصدر أكثر بطاقات الائتمان قفزة في العمليات بنسبة 40 في المئة في هذه السنة مقارنة مع فترة السنة الجديدة في 2016 وخاصة في آسيا- الباسيفيكي وأوروبا وأميركا الشمالية.