بريطانيا تعد استقبالاً ملكياً مثيراً للجدل لدونالد ترامب

ماي تتطلع إلى «علاقة خاصة» تدعم مركزها التفاوضي مع أوروبا

نشر في 11-02-2017
آخر تحديث 11-02-2017 | 00:04
No Image Caption
تتسم زيارة الدولة في المملكة المتحدة بأهمية خاصة. وهناك في العادة زيارتان من هذا النوع في السنة، ويأتي معظم رؤساء الدول الأجنبية في زيارات عمل أو زيارات رسمية. ومن بين الـ 109 من زيارات الدولة التي جرت منذ 1952 كانت اثنتان منها لرئيسين أميركيين، هما: جورج دبليو بوش عام 2003، وباراك أوباما في 2011.

وعرضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال زيارتها الأخيرة إلى واشنطن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب القيام بزيارة دولة إلى لندن في وقت لاحق من هذه السنة. وقبل ترامب الدعوة على الفور.

من جهة أخرى، وقع أكثرمن 1.8 مليون بريطاني عريضة تطالب الحكومة بإلغاء هذه الزيارة، فيما تحمل رئيس مجلس العموم جون بيركو دعوات إلى استقالته، بسبب رفضه دعم دعوة إلى ترامب لإلقاء كلمة أمام مجلسي النواب. وحتى من دون إلقاء كلمة أمام المشرعين، تظل التوقعات لهذه الزيارة عالية. وتأمل ماي بالتأكيد إعادة توطيد تلك «العلاقة الخاصة» التي تشكل دفعة طيبة مع شروعها في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي. ويحصل ترامب على لحظة اعتراف تاريخية على المسرح الدولي وتصنيفات قياسية تلفزيونية وكل الظروف التي عرضت على سابقيه وخصومه السياسيين.

واشتمل احتفال الترحيب بالرئيس السابق أوباما على 41 طلقة مدفعية وعلى عرض من فرقة الحرس الاسكتلندي، كما أن في وسع ترامب أن يتوقع أيضا المشاركة في مهرجان العربات المذهبة بمرافقة جنود من فرسان الملكة.

ويعقب الترحيب الرسمي عدة أيام من بناء العلاقات مع الكثير من المهرجانات والمواكب، بما في ذلك وليمة رسمية في قصر بكنغهام.

وتشير بعض التقارير إلى احتمال القيام بلعبة غولف في قلعة بالمورال وعشاء في قصر بلينهم، مسقط رأس ونستون تشرشل. وسوف تكون الدعوة إلى إلقاء كلمة أمام مجلسي البرلمان حدثا نادرا، لأنه من بين كل زيارات الدولة وجهت الدعوة إلى القاء مثل تلك الكلمة إلى شارل ديغول عام 1960، ونلسون مانديلا في 1966 وأوباما في 2011. وكما لاحظ بيركو، فإن ذلك ليس حقا آليا، بل «شرف مكتسب» لم يحققه ترامب، وتفوقت ماي على نفسها في عرض ذلك على ترامب.

لكن يتعين علينا أن نتذكر أن هذه الدعوات تنطوي على جوانب سياسية، وليست عاطفية. وربما لم تعد بريطانيا امبراطورية، لكن لا يزال في وسعها طرح عرض مؤثر، واستخدام فخامة قصورها لتعضيد العلاقات وتحقيق غايات سياسية. وكانت ماي تعلم ما تقوم به.

ورغم ذلك ينطوي الأمر بالنسبة للعديد من البريطانيين على شيء من المبالغة. ومن المؤكد أن بريطانيا تستعد للانفصال عن الاتحاد الأوروبي، لكن هل كان على ماي أن تشرك الملكة في هذه الدعوة؟ ويجادل المعترضون على الزيارة في أن حضور ترامب سوف يحرج الملكة. وأنا أشك في ذلك. وهذا ليس لكون جلالتها لم تستضف شخصيات مثيرة للجدل من قبل، فقد استضافت دكتاتور زيمبابوي روبرت موغابي في 1994، وزعيم رومانيا نيكولا تشاوشيسكو في 1978، وفلاديمير بوتين في 2003، كما كانت زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني زي جنبينغ مثيرة للجدل أيضا.

back to top