القضاء يصفع «حظر ترامب»... والانقسام السياسي يتفاقم
• تثبيت تعيين وزير الصحة
• خطوة إضافية للتهدئة مع الصين
• تيلرسون يتصل بالملك سلمان
في توتر غير مسبوق بين السلطة التنفيذية والقضاء، يذكّر باختبار القوة الذي حصل بين الرئيس فرانكلين روزفلت والمحكمة العليا عام 1937، وجه القضاء الأميركي صفعة جديدة إلى الرئيس دونالد ترامب هي الثالثة من نوعها بخصوص الحظر الذي فرضه على 7 دول تسكنها أغلبية إسلامية.
قضت محكمة استئناف فدرالية أميركية باستمرار تعليق الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب، بحظر سفر مواطني 7 دول إلى الولايات المتحدة، رافضة محاولة استئناف العمل به.وأجمعت هيئة محكمة استئناف الدائرة التاسعة الأميركية، المكونة من 3 قضاة، في بيان أصدرته أمس الأول، على أنها لن تبطل قرارا أصدرته محكمة فدرالية أدنى درجة بتجميد الأمر التنفيذي.وأوضحت هيئة المحكمة أن الإدارة الأميركية لم تثبت أن التهديد الإرهابي يبرر الحظر.
وشدد القضاة وليام كانبي وريتشارد كليفتون وميشيل فريدلاند على أن الإدارة "لم تقدم إثباتا على أن أجنبيا من إحدى الدول المعنية نفذ اعتداء في الولايات المتحدة" في الماضي.
كلينتون تحتفل
وفوراً غردت المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون عبر "تويتر" كاتبة "ثلاثة - صفر"، في إشارة للقضاة الثلاثة اللذين أصدروا الحكم، في وقت انكب فيه مؤيدو ترامب على التشكيك بنزاهة القضاء وبإلصاق الإرهاب بمواطني الدول السبع لتعليل المنع.ترامب يعترض
وبعد دقائق من صدور الحكم، تعهد ترامب الذي دخل البيت الأبيض منذ 3 أسابيع بخوض معركة قضائية، قائلا: "سأراكم في المحكمة، أمن بلادنا على المحك!".ووصف لاحقا في حديثه الى صحافيين، قرار المحكمة بأنه "سياسي"، مؤكدا أن "هذا مجرد قرار صدر للتو، لكننا سنكسب القضية".وعلق قاض في سياتل بولاية واشنطن مؤقتا الجمعة الماضي المرسوم الرئاسي إلى حين النظر في شكوى قدمها وزير العدل في هذه الولاية.ترحيب ديمقراطي
وقال حاكم ولاية واشنطن جاي إنسلي الذي طعن في القرار أمام القضاء "لا أحد فوق القانون، ولا حتى الرئيس". كما أبدى وزير العدل في إدارة الولاية المحلية بوب فيرغوسون، وهو ديمقراطي، ارتياحه لـ "انتصار كامل"، مضيفا أن "على الرئيس أن يسحب مرسومه الخاطئ والمتسرع والخطير".كما أكدت الجمعية الأميركية للحريات المدنية أن رفض محكمة الاستئناف معاودة العمل بمرسوم ترامب قرار "صحيح"، ووصفت المرسوم بأنه "حظر للمسلمين".وأضافت الجمعية الواسعة النفوذ أن "المحاولات الفوضوية من جانب الإدارة لإعادة فرض حظر غير دستوري، كان لها تأثير فظيع على أفراد أبرياء وعلى قيم البلاد وعلى مكانتنا في العالم".اعتراض جمهوري
من الجانب الجمهوري، أصر السيناتور توم كوتون مجددا على أن المرسوم الرئاسي "قانوني تماما"، واعتبر أن محكمة الاستئناف التي قال إنه "معروف عنها أنها تميل إلى اليسار"، أظهرت عن "سوء تقدير"، مشددا على أن قراراتها غالبا ما "تكسرها المحكمة العليا".وأضاف: "لا يملك أي أجنبي الحق الدستوري في الدخول الى الولايات المتحدة، والمحاكم يجب ألا تشكك بقرارات الرئيس الحساسة المتعلقة بالأمن القومي".صراع روزفلت
ويذكر الصراع الحالي بنزاع حصل بين الرئيس فرانكلين روزفلت والمحكمة العليا حول الاتفاق الجديد عام 1937 والقاضي بجعل أعضاء المحكمة العليا 15، غير أن الرئيس روزفلت لم يجعل من الأمر مسألة شخصية إلى هذا الحد".الاستئناف
وأمام البيت الأبيض الآن 14 يوما ليطلب من محكمة الاستئناف إعادة النظر في قرارها أو رفع المسألة إلى المحكمة العليا.وزير الصحة
وفي شأن التعيينات، ثبت مجلس الشيوخ الاميركي بغالبية ضئيلة، أمس، توم برايس الجمهوري المعارض للإجهاض ولإصلاح الضمان الصحي المعروف باسم "أوباما كير"، وزيرا للصحة، بعد أن عينه ترامب. وصوت مجلس الشيوخ بتأييد 52 صوتا من الأعضاء الجمهوريين ومعارضة 47 ديمقراطيا على تثبيت برايس (62 عاما).لكن أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين المعارضين لتعيينه أكدوا خلال النقاش الذي استمر حتى الفجر أنه سيضر بملايين الأميركيين الذين يعتمدون على إصلاح الضمان الصحي الذي أجراه الرئيس السابق باراك اوباما.تيلرسون
من جانبها، التقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أمس الأول، في واشنطن وزير الخارجية الأميركي الجديد ريكس تيلرسون، في سياق من عدم اليقين بشأن العلاقات التي تربط ضفتي الأطلسي.ووصفت موغيريني اللقاء بتيلرسون المتحدر من تكساس (64 عاما)، بأنه كان "اجتماعا مثمرا".وناقش المسؤولان استراتيجية مكافحة الإرهاب، والعلاقات مع روسيا، والاتفاق النووي مع إيران، والازمتين في أوكرانيا وسورية.قطر والسعودية
وتلقى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز اتصالا هاتفيا من تيلرسون، حيث تم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، لاسيما في ظل تطابق توجهات البلدين في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وسبل تنمية العلاقات الاستراتيجية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.كما بحث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد مع ترامب، أمس الأول، هاتفيا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها. كما تلقى أمير قطر أمس الأول أيضا اتصالا هاتفيا من تيلرسون.الصين الواحدة
وفي خطوة أضافية تؤكد رغبته على تهدئة التوتر مع الصين، أكد ترامب في اتصال هاتفي مع نظيره الصيني شي جين بينغ دعم بلاده لسياسة الصين الواحدة.ولفت بيان من البيت الأبيض الى أن الجانبين اتفقا على عقد مباحثات بشأن عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك قريبا من جانب المسؤولين المعنيين في كلا البلدين، لاسيما في مجالات الاقتصاد والاستثمار.عجز بأفغانستان
كما شدد ترامب على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وأفغانستان ودعمه لحكومة الوحدة الوطنية الأفغانية.وقبل ساعات من الاتصال الهاتفي أبلغ الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في واشنطن بأن لديه قوات أميركية كافية لتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب ضد "طالبان" و"القاعدة" والمسلحين الآخرين، لكنه أقر أيضا بالمكاسب التي حققتها "طالبان" خلال العام الأخير. وقال نيكلسون "هناك عجز يصل إلى بضعة آلاف".ما هي خيارات الإدارة؟
تجد إدارة الرئيس دونالد ترامب، نفسها أمام 4 خيارات قانونية ممكنة، بعد قرار المحكمة الثاني من نوعه باستمرار تعليق "حظر الدول الـ 7":1- المحكمة العليا:
بوسع الإدارة الأميركية الحالية أن تلجأ إلى المحكمة العليا لطلب التحكيم في القرار التنفيذي، لكن الأمر لن يكون سهلا، مادامت المحكمة تضم في الوقت الحالي أربعة محافظين وأربعة ليبراليين.فضلا عن ذلك، قد تقرر المحكمة العليا، عدم الاستماع إلى ترامب، كما أن تأييد القرار التنفيذي لترامب يحتاج إلى موافقة الأعضاء كافة.2- إعادة استئناف الحكم:
يسمح الخيار الثاني لوزارة العدل بأن تعيد استئناف الحكم، لجلسة يقرر فيها كامل أعضاء محكمة الاستئناف، لكنها قد لا تجني عائدا من وراء ذلك، على اعتبار أن محكمة سان فرانسيسكو معروفة بتوجهها الليبرالي، ذلك أن 18 من قضاتها تم تعيينهم من رؤساء ديمقراطيين فيما تم تعيين 7 فقط من الجمهوريين.3- العودة إلى قاضي واشنطن:
يقوم الخيار الثالث على التسليم بأحكام الاستئناف الصادرة، والعودة إلى قضاء ولاية واشنطن، أي إلى القاضي الاتحادي جيمس روبارت الذي أصدر حكم تعليق قرار ترامب التنفيذي، بادئ الأمر.4- إصدار أمر تنفيذي جديد:
الخيار الرابع والأخير، هو أن يصدر ترامب قرارات تنفيذية جديدة بشأن منع مواطني الجنسيات السبع، من السفر إلى الولايات المتحدة، لكن مع تعزيز نصه وتفادي الثغرات التي سمحت للقضاء الاتحادي بإلغائه، إذ يمكن مثلا ألا تشير إلى ما يوحي باستهداف المسلمين.