سعت مرشحة «الجبهة الوطنية» اليمينية المتطرفة مارين لوبن إلى إقناع الفرنسيين ببرنامجها الانتخابي الرئاسي، خلال ظهورها في حلقة تلفزيونية تابعها 3.5 ملايين مشاهد ليل الخميس- الجمعة، والذي جاءت خطوطه العريضة منادية بالعودة إلى الجذور المسيحية، وإعطاء «الأولوية لفرنسا»، ومناهضة الهجرة والمهاجرين واللاجئين والرموز الدينية في المجتمع.

وانطلقت الحلقة التي حضرتها وزيرة التربية نجاة بلقاسم، منذ بدايتها في أجواء متوترة، وبأسئلة عن الأحداث السياسية والاجتماعية التي شهدتها فرنسا مؤخرا والمشهد الداخلي لحزب «الجبهة الوطينة».

Ad

وقالت لوبن: «تراثنا الحضاري تمتد جذوره في المسيحية، وهذه حقيقة»، واعتبرت أن «الحجاب الإسلامي هو فعل إخضاع للمرأة»، وأشارت إلى أنها ستقوم بتوسيع قانون منع الرموز الدينية في المدارس الذي أقر في عام 2004 ليشمل الفضاء العام.

وكشفت لوبن أنه إذا فازت بالرئاسة، فستجبر اليهود الفرنسيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية على الاختيار بين إحدى الجنسيتين.

وعن الهجرة، قالت: «لدينا 7 ملايين عاطل عن العمل و9 ملايين فقير، فهل نواصل استقبال الاشخاص الذين يأتون الينا»؟ وأضافت أن «السلطة تعيد إسكان عشرات المهاجرين في قرى فرنسية هي أصلا لم تطلبهم وليست بحاجة اليهم». وطالبت بانتهاج سياسة أكثر حمائية على الحدود، وطرد اللاجئين.

وتعهدت بفرض قيود قاسية على منح الجنسية الفرنسية من خلال الزواج، مضيفة أنه من الطبيعي جداً أن يعطي أي بلد أولوية التوظيف لمواطنيه. وكررت تهديدها بالخروج من منطقة اليورو وبفرض ضريبة على كل مهاجر يغير عمله.

وهاجمت لوبن مرشح الحزب الاشتراكي بنوا امون واصفة إياه بـ«الإسلامي- اليساري». ولم تخف إعجابها بمواقف الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.

وتوجهت لوبن، في أشد لحظات التوتر بالحلقة، إلى وزيرة التربية نجاة بلقاسم بالانتقاد، وقالت إن الوزيرة التي تتحدر من أصول جزائرية لديها «قدر قليل من السلطة لدرجة أن المدرسة الإسلامية التي أرادت اغلاقها لا تزال مفتوحة حتى الآن».

واتهمت الوزيرة الاشتراكية لوبن بالرغبة في تفضيل التعليم الخاص على العام، وفي تحويل المؤسسات التعليمية العامة إلى «مدرسة انتقائية»، في إشارة إلى مواقف لوبن السابقة التي طالبت فيها بإلغاء التعليم المجاني لأبناء المهاجرين.

ضبابية ودفاع

وجاءت تلك المواقف في وقت تظهر استطلاعات الرأي أن 70 في المئة من الفرنسيين يرغبون في انسحاب مرشح اليمين فرانسوا فيون على خلفية فضيحة «بينيلوبي غايت». وترجح الاستطلاعات فوز الوسطي إيمانويل ماكرون على لوبن في الجولة الثانية من الانتخابات بنسبة 63 في المئة بالرغم من حلولها في المركز الأول في الدورة الأولى.

إلى ذلك، أوقفت الشرطة أربعة أشخاص أمس في مدينة مونبولييه، بينهم فتاة في الـ16 من العمر، يشتبه في تخطيطهم للقيام بهجوم في فرنسا بعد شرائهم مادة تستخدم لصنع عبوة ناسفة.