أول العمود:

Ad

الظهور الإعلامي لبعض القياديين يضر ولا ينفع في غالب الأحيان، وهو دليل على الاستهانة وإهمال الجهاز الإعلامي للمؤسسات.

***

الحدث اليومي، ومتطلبات تسيير الحياة الشخصية، والحاجات، كلها مؤثرات تخطفنا بشكل لا إرادي يوميا من أن نعرف ماذا نريد؟ وإلى أين نتجه؟ ومن نحن؟

تطوف الساعات والأيام بسرعة البرق، نعتقد من خلالها أننا ننجز مهام معينة فيما لا نعي أننا نفقد الكثير من الأشياء الأكثر أهمية! من ذلك الصحة الجسدية والسلام الداخلي والالتفات إلى مبادئ ضرورية في الحياة، بينها الاهتمام لحاجات صغيرة جدا لأناس من حولنا تعني لهم الكثير.

الوقت كائن قوي له القدرة على تغييبنا ونقلنا من عالم إلى آخر دون شعور منا، وفقدان ميزة الإرادة الواعية له تعدمنا أشياء كثيرة في حياتنا، فمعظم الناس هم من المستسلمين للوقت، وقلة هم من يتحكمون فيه، وربما كان ذلك وراء قلة عدد الحكماء في العالم الذين غلبوا الوقت واستفادوا من تطويعه. تحية لكبار الفلاسفة هنا.

في أوقات العزلة التي تأتينا من غير تخطيط- كوفاة عزيز أو التعرض لموقف قاس- نشعر في الغالب وعبر حديث النفس بكثير من الندم أو الأسف في أننا قصرنا في مسائل حياتية: اجتماعية أو شخصية أو دينية وغير ذلك، وهذه فرصه تأتي وتذهب سريعا ثم نعود ليخطفنا الوقت ثانيا وهكذا.

ولعل أسوأ نماذج البشر من يتظاهر بالانشغال اليومي بتوافه الأمور، فهو كأي أداة من أدوات البناء تستخدم طوال النهار متسخة بالتراب، ولا تلبث أن تركن في الليل مستندة إلى جدار استعدادا لليوم التالي.

في مثل هذه الأحوال أيضا تبدو أجسادنا- أقرب شيء منا- بعيدة جدا عنا وكأنها في كوكب بعيد، ننساها ولا نلتفت لها حتى يصدمنا مرض ما محملا برسالة قاسية تقول: توقف... التفت.

الهروب من قوة الوقت فن يتطلب قدرة جيدة على الموازنة بين ما أريد وما يطلبه مني المحيط الذي أعيش فيه، وقد خلصت لجنة الكويت الوطنية للتنافسية في دراسة لها إلى أن ٩٠٪ من وقت القيادات الإدارية يضيع في لقاءات ليس لها أي صلة أو فائدة بالمهام الأساسية الموكلة إليهم، وهو أحد أسباب مرض الدولة الإداري. إذاًنحن مخطوفون من الوقت حتى إشعار آخر!