لبى عشرات الآلاف من العراقيين أمس، دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى التظاهر في بغداد للمطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها، التي عدها بأنها أساس فوز نخب سياسية بعينها مع رموزها ما أدى إلى تفشي الفساد وإهدار أموال العراق وثرواته وعدم تحقيق أي تقدم منذ عام 2003 وحتى الآن.

ورفع المتظاهرون الأعلام العراقية وشعارات تطالب بالإصلاح وتغيير المفوضية، وأخرى أشادت بانتصارات القوات العراقية على تنظيم "داعش".

Ad

ويشارك في التظاهرات، بالإضافة إلى أنصار التيار الصدري، التيار المدني واللجان التنسيقية للتظاهرات وائتلاف الوطنية، الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي أياد علاوي.

وقال باهر الفدعم أحد قيادي الحزب الشيوعي العراقي، المحسوب على التيار المدني، في كلمة ألقاها على منصة نصبت في ساحة التحرير، إن "مفوضية الانتخابات متهمة بالتزوير والتلاعب بأصوات العراقيين، والتجاوز على حقوقهم، الأمر الذي يتطلب إسقاطها وتشكيل مفوضية حيادية جديدة تضمن أصوات الشعب وحقوق المرشحين.

الاقتراب من البوابات

وألقى أحد ممثلي الصدر بياناً في "ساحة التحرير" وسط العاصمة، نيابة عن زعيم التيار، خاطب فيه المتظاهرين قائلاً: "إذا شئتم الاقتراب من بوابة المنطقة الخضراء لإثبات مطالبكم وإسماعها لمن هم داخل الأسوار بتغيير المفوضية وقانونها حتى غروب شمس هذا اليوم، فلكم ذلك وخيارنا سلمية حتى تحقيق المطالب"، محذراً من دخول المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة ومفوضية الانتخابات.

الصدام

وعند اقتراب المتظاهرين من البوابات، أطلقت قوات الأمن العراقية قنابل مسيلة للدموع والرصاص المطاط لتفريقهم، متحدثة عن محاولتهم العبور من ساحة التحرير إلى المنطقة الخضراء.

وبعد تقارير عن تمكن عدد من المتظاهرين من عبور جسر الجمهورية، وصلت تعزيزات عسكرية إلى هناك، وحصل إطلاق نار أدى إلى مقتل 7 بينهم رجل أمن.

وأفاد مصدر أمني، بأن نحو مئة شخص أصيوا باختناقات ورصاص مطاطي بينهم مدير مكتب الصدر الشيخ إبراهيم الجابري.

بيانات «صدرية»

وذكر بيان صدر عن مكتب الصدر، أن "بعض الجهات المجهولة استعملت القوة المفرطة ضد المتظاهرين العزل"، مطالباً "الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية بالتدخل فوراً لإنقاذ المتظاهرين السلميين".

وفي بيان آخر، دعا الصدر متظاهري ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد إلى "الانسحاب التكتيكي".

وقال الصدر في بيان، إن "بعض الجهات المجهولة استعملت القوة المفرطة ضد المتظاهرين العزل، فعلى الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية التدخل فوراً لإنقاذ المتظاهرين السلميين".

وحمل الصدر "المسؤولية لرئيس الوزراء، الذي يدعي مناصرته للإصلاح"، وتابع: "سيكون ردنا نحن الثوار أقوى في المرة القادمة فدماء شهدائنا لن تذهب سدى".

وختم الصدر بيانه قائلاً "حفاظاً على دماء الأبرياء وإنقاذها من أيادي الإرهاب الحكومي أرجو الانسحاب التكتيكي إلى إشعار آخر".

ميليشيات

وكشفت مصادر مطلعة أن القوة التي استخدمت العنف المفرط ضد المتظاهرين في ساحة التحرير تابعة لـ "لواء بغداد"، وقوى أمنية تابعة لميليشيات مسلحة "مناوئة لمقتدى الصدر".

مفوصية الانتخابات

من ناحيتها، طالبت مفوضية الانتخابات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والمجتمع الدولي بحماية موظفيها زاعمة تعرضهم لتهديدات مباشرة من قبل بعض مسؤولي التنسيقيات الخاصة بالتظاهرة.

وأعلن رئيس المفوضية سربست مصطفى أمس، أنه لن يستقيل من منصبه وأن ما يحدث هو "صراع شيعي- شيعي"، داعياً ممثلي الصدر في المفوضية إلى الاستقالة.

من ناحيته، قدم عضو مجلس المفوضين في المفوضية العليا للانتخابات محسن الموسوي أمس، استقالته من منصبه استجابة لطلب المتظاهرين.

وأبلغ مدير إعلام المفوضية عزيز الخيكاني الصحافيين، باستقالة الموسوي استجابة لطلب المتظاهرين، وفي وقت لاحق، أعلن البرلمان أنه سيخصص جلسة لاستجواب المفوضية.

العبادي

من جانبه، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس، أيضاً على حق التظاهر السلمي والحرص على حماية المتظاهرين والحفاظ على الأملاك العامة والخاصة، داعياً المتظاهرين إلى الالتزام بالقانون والنظام العام وعدم الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.

مقتل جهادي فرنسي

في سياق منفصل، رجحت مصادر أميركية وفرنسية مقتل الجهادي الفرنسي رشيد قاسم عضو تنظيم "داعش" الذي يعتبر ملهم العديد من الاعتداءات في فرنسا، وذلك في غارة للتحالف الدولي ضد التنظيم هذا الأسبوع.