قبل 7 أشهر من الانتخابات البرلمانية التي ستحسم مصير المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، انتخب وزير الخارجية الألماني السابق، فرانك شتاينماير، الذي طرح نفسه مناهضا لصعود التيار الشعبوي في أوروبا والولايات المتحدة، رئيسا للبلاد أمس.

وجاء انتخاب شتاينماير، المعروف بمعارضته الصريحة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد تصويت «الجمعية الاتحادية» التي تضم 1260 من كبار الناخبين ونواب ينتمي معظمهم إلى مجلسي البرلمان، مجلس النواب ومجلس المقاطعات، ومندوبين عن المجتمع المدني.

Ad

وحصل شتاينماير على دعم حزبه «الاشتراكي الديمقراطي» وحزب «الديمقراطيين المسيحيين» بزعامة ميركل، المتحالفين في إطار الائتلاف الحكومي ويمتلكون أكثرية الأصوات.

ويخلف شتاينماير، الذي كان وزيرا للخارجية لأكثر من 7 سنوات بالإجمال (2005 - 2009 و2013 - 2017) حتى نهاية يناير الماضي، في الرئاسة، المنافس السيئ الحظ لميركل إلى المستشارية في انتخابات 2009، يواكيم غاوك القس السابق المنشق في «ألمانيا الديمقراطية».

ويعتبر منصب الرئيس فخريا في ألمانيا، لكنه يتمتع بسلطة معنوية. أما المستشار والبرلمان فهما اللذان يتوليان السلطة.

وتميز شتاينماير المعروف بصراحته في وزارة الخارجية، بانتقاداته التي وجهها العام الماضي إلى ترامب. وخلال الحملة الانتخابية الأميركية، وصفه بأنه «مبشر بالكراهية».

وأعرب شتاينماير الأسبوع الماضي في ميونيخ عن رغبته في أن يكون «رئيسا يمثل الثقل الموازي للاتجاه بلا حدود إلى تبسيط الأمور»، مؤكدا أن ذلك هو «أفضل علاج للشعبويين».

من جانب آخر، يشكل انتخاب شتاينماير مؤشرا جديدا إلى الضعف السياسي لميركل قبل، في مواجهة منافسيها «الاشتراكيين الديمقراطيين»، ودليلا على إمكان إزاحتهم لحليفتهم في انتخابات سبتمبر المقبل، بعد أن كان الأمر يبدو مستحيلا حتى قبل فترة قريبة. واضطرت المستشارة المحافظة، التي باتت تشعر بالخطر المحدق، إلى الموافقة في نهاية العام الماضي على دعم منافسها السابق، لأنها لم تتمكن من الإتيان بمرشح من فريقها يتمتع بما يكفي من القوة والتوافق عليه. وشكل ذلك إهانة سياسية لها.

واعتبرت ميركل، التي تواجه ضغوطا بسبب سياستها المنفتحة تجاه اللجوء، أمس، أنه ستكون هناك مواجهة مفعمة بالحيوية أمام الحزب «الاشتراكي الديمقراطي»، الذي يواصل تقدمه باستطلاعات الرأي منذ إعلان مارتن شولتز مرشحا لمنصب المستشار، في المعركة الانتخابية المنتظرة في البرلمان (بوندستاغ) في الخريف المقبل.

في السياق، أعرب ينس شبان السياسي البارز بحزب ميركل عن اعتقاده أنه يتعين على المهاجرين المحافظين مغادرة ألمانيا إذا لم يكن بإمكانهم التعامل مع أسلوب الحياة الليبرالي دون أن يحاول فرض انغلاقه وعصبيته.