أكثر من ستين مشاركاً، تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً من جنسيات مختلفة (سورية، لبنان، العراق وفلسطين) تدربوا في دار المصور لمدة 9 أشهر على التصوير الفوتوغرافي، كتابة الخبر واستعمال وسائل التواصل الاجتماعي لإعداد تحقيقات مصورة ونشرها، تسلط الضوء على واقع وتحديات المجتمع في لبنان وفي دمشق وقصص اللجوء المختلفة.
طفولة ومنفى
«رؤى الفتاة الدمشقيّة وإليسّا البيروتيّة، جمعهما شغف بالكاميرا في صورة وحكاية.» هكذا عبر عبد اللطيف حداد في صورته وحكايته «تواصل» عن أحد أهم أهداف المشروع. «منفي» قصة مصورة لطيف قريو يختصرها بالتالي: «فِي أَلفِيّتِنا الثَانيةِ تَحَرّرنَا من لَعنةِ الارض؛ لَمَّا جَاءَنَا الفَتحُ الظَافِرْ وَخَلَّصَنَا من الرُّسُوخِ في الأرض، جَرَّدَنا من ثِقلِ الهَويّةِ وَأزَاحَ بِكُلِّ عُنفٍ وُجُودِيّتنَا. وبينَ التَشَهُّدِ والتَصَغُّرِ خُيِّرنَا؛ أَن نَكون أو لَنْ نَكُون...أَبدَاً.سكَنَّا الأصقَاعَ كَمَا فعلنا، غُربَاءٌ فِي المنفَى خَيرٌ من غُربَاءٍ فِي الوطنْ.وما عادَ الوطَنُ ولا نَحنُ عُدْنَا، بَقِينَا حيث نَحنُ الآن، مِثلَمَا كُنَّا؛ هَائِمينَ مُنقَرضِينْ!...»» «خبزٌ صنع من أمل»، قصة محمد الجندي المصورة التي تضمها دفتا كتاب «صورة وحكاية»، مما جاء فيها: «هكذا جعلن من المخبز بيتهنّ الآخر. لقد وضعْنَ كلّ آمالهنّ في هذا المخبز، إذْ إنَّ امرأة منهن وصفت حياتهابـ«الممر المظلم»، وهذا «الخبز هو الشباك الذي أدخل الضوء» إلى حياتها...»«طفولة في زمن الحرب»، قصة أخرى من تصوير وكتابة آية الخلف (14 عاماً)، يضمها كتاب صورة وحكاية مما جاء فيها: «بعض أصدقاء سلام، الطفل السوري اللاجئ في لبنان، يقولون إنّه هو من اخترع تلك المروحة الصغيرة التي ثبّتها على قلم الرصاص ليخفف من وطأة الحرّ على الطلاب في المدرسة. وبين اختراعه للمروحة وبين كيس الرمل الثقيل الذي يحمله يوميّاً في عمله مع والده، تمرّ حياة ابن الثلاثة عشر عاماً في غربة تهجّره عن بلاده.لم يتسنَّ لسلام أن يهتمّ بهوايته في الابتكارات، بعدما وجد ألا مكان للأحلام والأمانيّ في رحلة النزوح هذه، بل الآن هو وقتٌ للركض وراء ما يمكن له أن يؤمّنه من أجل الحد الأدنى للعيش الكريم...» «دمشق مدينة التاريخ لا تزال تنبض حياةً»، صورة وحكاية غزل شنتوت، وفيها: «... في دمشق لا تزال تصادف الباحثين عن فسحة أمل، ما زال بائع «العرقسوس» بجلبابه التراثي الذي عُرف عند الدمشقيين، يوم كانت مدينتُهم عاصمة التاريخ. في دمشق، الحرفيون في الصناعات القديمة التي اشتهرت بها المدينة، يعطون الطّمأنينة للقلقين...»«انقلاب الحياة»، صورة وحكاية فرح وحنان هنداوي واردة في كتاب صورة وحكاية وفيها: «...وفي ليالي العتمة الطويلة، حيث الكهرباء مقطوعة لغالبية الوقت، تستهلك العائلة التي تهجّرت من ريف دمشق أكياساً من الشّموع... حظي الأهل بحياة كريمة قبل الحرب في سورية وعذاب اللجوء، الحرب نفسها حرمت الأطفال لتغرقهم في المأساة...» أيضاً في «صورة وحكاية» قصة «جيل الحرب الضائع» لإسراء أبو عرب وفيها: «حين تزور تجمّعات النازحين السوريين، في المخيمات الفلسطينية في بيروت أو في مناطق مختلفة من لبنان، تجد الأطفال والأولاد في عمر الدراسة يلعبون في الشوارع والأحياء...»أهمية الصورة
تأسست «جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة» عام 2007، وهي منظمة غير حكومية هدفها الأساسي تعزيز التصوير الفوتوغرافي في مجتمعنا وعمل المصورين، لتقييم أهمية الصورة، تأثيرها وقوتها، وإنشاء دائرة ذات اهتمام مشترك مفتوحة للمهتمين بالتصوير الفوتوغرافي. ينتج عالم التصوير الصحافي والفن الفوتوغرافي صوراً تتفاوت بين المثالية والجودة وبين الآنية والسرعة، وفي كلا الحالين تبرز الصور مواهب المصورين وشغفهم والتزامهم بالقضايا المختلفة ومحاولة رسم مسار مغاير لهم. إلى أي حد تنجح الصور الفوتوغرافية في نقل أفكار مصوريها، وإلى أي مدى تسمح لهم مساحة الحرية في التعبير عن رؤاهم وتطلعاتهم، وما المعايير الواجب اعتمادها لتصبح الصورة جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة شعب ووطن؟ ليس المقصود من هذه الأسئلة تقديم إجابات محددة، بل محاولة فهم كيفية قراءة الصورة الفوتوغرافية من منظار شخصي أولا ومن منظار اجتماعي واقتصادي وسياسي ثانياً. تهدف مشاريع «ذاكرة» إلى زيادة الوعي بين المصورين المحترفين والهواة على حد سواء، المشترين والمراقبين والمتفرجين والمواطنين من الأعمار كافة.يوفر كل حدث فرصة للالتقاء وتبادل الأفكار حول التصوير الفوتوغرافي. في هذا السياق تنظم «ذاكرة» معارض ومسابقات وورش عمل ومشاريع وحملات توعية، فضلا عن إنشاء أرشيف للحفاظ على الصور.ملتقى الصورة في بلاد الشام
يدعو اتحاد المصورين العرب، فرع لبنان، كافة المصورين المحترفين والهواة المقيمين في لبنان، الى المشاركة في معرض للصور الفوتوغرافية تحت عنوان «ملتقى الصورة في بلاد الشام: تواصل، حضارة، ثقافات»، ويضمّ مصورين من لبنان، فلسطين، سورية والأردن. أما الصور المشاركة فيجب أن تعبر عن الوجه الجمالي والحضاري لكل بلد.