أكد وكيل وزارة الداخلية، الفريق سليمان الفهد، أن الأوضاع الأمنية على الحدود الشمالية جيدة ولا تستدعي القلق، موضحا أن كل القطاعات والأجهزة الأمنية على أهبة الاستعداد، بدءا من القوات المسلحة والحرس الوطني وقوات تأمين الحدود.ونفى الفهد، في لقاء مع الصحافيين صباح أمس بمقر الوزارة، بحضور المدير العام للإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام الأمني، العميد عادل الحشاش، ومدير «الإعلام الأمني» المقدم ناصر أبوصليب، وجود أي تظاهرة ضد الكويت، «وإنما مجرد تجمعات تتعلق بانتخابات مرتبطة بالشأن العراقي»، مبينا أن ما حصل من تأمين هو «إجراءات احترازية تتخذها جميع الدول، وهو حق مشروع لأي دولة»، مبينا أن «ما حدث في اليومين الماضيين على الحدود شأن داخلي عراقي لا نخوض به»، مشيدا في الوقت نفسه بتعاون السلطات الأمنية العراقية مع نظيرتها الكويتية.
وأضاف أن الاتفاقات والقرارات الدولية واضحة في ما يتعلق بخور عبدالله، وكل تلك الاتفاقيات مثبتة دوليا، لافتا الى «أننا نحصن أوطاننا وشعوبنا وجبهتنا من أي إشاعات تتداول، سواء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من تلك الوسائل، وكل ما يثار حول تظاهرات على الحدود الكويتية غير صحيح، ولابد أن يكون تناقل الخبر من مصدره الصحيح»، موضحا أن الأوضاع في منطقة الخليج أو العالم بأسره تتأثر بأي خبر، وتتأثر بتداعياته وظروفه وكيفية حدوثه، وتحدث بلمح البصر، وواجب علينا في هذا الدور أن يكون الخبر صحيحا، وهناك أخبار لا تستحق كل هذه الضجة.
صراعات سياسية
وقال الفهد: في الحقيقة لم تكن هناك أي تظاهرة على الحدود موجهة لدولة الكويت، ولكن هناك صراعات سياسية، والإخوان في العراق مقبلون على فترة الانتخابات، وحسب المعلومات التي وردت إلينا فإن هناك تجمعات للاحتجاج على النظام الانتخابي في بغداد وليس الجنوب، وما رصدناه في المنطقة الجنوبية لم يكن أي تظاهرات موجهة لدولة الكويت، وإنما تظاهرات خاصة بالشأن العراقي والموقف الرسمي في العراق، وأكد المسؤولون أن الأمور مثبتة، والقانون الدولي والاتفاقيات الدولية مثبتة، وكل ما يتعلق بخور عبدالله، مشيرا الى أن القوات الخاصة عندما تشاهدون خروجها للشمال أو الجنوب فهذا جزء من نشاطهم الروتيني، والأمر طبيعي، وفي أي دولة في العالم تتخذ إجراءاتها الاحترازية والوقائية، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هناك حدث معين، ما رصد في الأجهزة المختصة لم يكن في تظاهرة.وذكر الفهد أنه بالنسبة إلى الحركة بالحدود الشمالية وحركة المنفذين، سواء صفوان العراقي أو العبدلي، طبيعية، وحركة الشاحنات مستمرة، وهناك انسيابية وطبيعية، وعدد الشاحنات يوميا لا يقل عن 300 الى 400 شاحنة تخرج الى العراق، والعلاقة مع الإخوة المسؤولين في الجانب العراقي أكثر من أخوية، وهناك تعاون كبير، وكانوا على تواصل معنا، وكانوا يطمئنون بأن الأوضاع جيدة، والتعاون كبير وإيجابي لأبعد حدود.الهيكل التنظيمي
وحول الضابط الذي نشر فيديو لما يجري في الحدود الشمالية يثير الرعب، قال الفهد إن الأجهزة الأمنية تبحث عن صاحب الفيديو، وسيخضع للتحقيق، وجار متابعته.ولفت الفهد الى مشروع تطوير منظومة أمنية للحدود ورفع مستوى الإجراءات على الحدود أكبر من الوضع العالي من خلال تجهيز الكاميرات والرادارات والأجهزة المختصة بمراقبة ومتابعة الحدود.وفي ما يتعلق بالهيكل التنظيمي لوزارة الداخلية، قال الفهد: سنبلغكم بالهيكل قريبا إن شاء الله.وحول إمكان وجود مهلة لتعديل أوضاع الوافدين المخالفين لقانون الإقامة، قال الفهد: لا توجد أي نية لمنحهم مهلة لتعديل أوضاعهم.وردا على سؤال عن الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية لتأمين الاحتفالات الوطنية قال الفهد: «حقيقة هذه عادة سنوية، الشعب الكويتي كله يفرح بشهر الفرحة والسعادة، وهذا ينبع من الوطنية من التفاعل الكبير من الشعب الكويتي بكل فئاته، وهذا يسعدنا وفي نفس الوقت همنا الأكبر تأمين هذه التجمعات بشكل كبير، وإن شاء الله ننجح في هذه السنة، كما نجحنا في السنوات الماضية.دفعة جديدة
وفيما يتعلق بوجود دفعة جديدة من أبناء الكويتيات الخليجيات قال: «نعم مددنا فترة التسجيل لاستقبال أبناء الكويتيات، والتسجيل حاليا مفتوح».وحول استقبال طلبة الثانوية العامة للدخول في أكاديمية سعد العبدالله للأوضاع الأمنية بعد إيقافها لمدة عامين، قال الفهد: حاليا لا يوجد تصور، والكلية مكلفة بإعداد دراسة وتقييم لمناهج الكلية الحالية، وسيزدونا بتصور الشهر المقبل، بعدما منحناهم فترة سنتين للاستمرار أو لديهم رأي آخر.وردا على سؤال عن استقبال الطلبة الحاصلين على الشهادات الجامعية ويريدون الالتحاق بدورة الضباط أو اعتماد تلك الشهادات قال الفهد: «حسب تعليمات الخدمة المدنية أي موظف يدرس دون علم وزارته لا يعتد بشهادته، وعلى ضوئها أصدرت وزارة الداخلية قرارا تنظيميا في ذلك، والموظفون الذين حصلوا على إذن يتم اعتماد الشهادات، وهذا القرار عمم على كل الوزارات، وآخر دفعة كان العام الماضي كان 480.الهاكرز
قال الفهد: بالنسبة إلى التعقيد بالأنظمة الإلكترونية فإنه من الصعب أن تفند العطل فيها أو نوع الضرر فيها إلا بعد الاستعانة بخبراء مختصين، والبنوك بطبيعتها لم تعطنا الصورة عن مدى الاختراق الذي حصل لديها لأسباب متعلقة بها وبعملائها، والنظام المصرفي فيه سرية للعملاء، وفيما يتعلق بالبلاغات التي سجلت، نعمل الآن على تحديد الخلل، حتى وإن تطلب استدعاء خبراء من الخارج.عقوبات بحق المقصرين في «الباص الخليجي»
رداً على سؤال لـ«الجريدة» حول دخول «باص خليجي» قادم من العراق عبر منفذ العبدلي الحدودي دون إجراءات ختم القدوم، قال الفهد إن «ما نقل عن هذا الخبر تنقصه الدقة»، موضحا أن «الحادثة وقعت بالفعل، وكان هناك تقصير من شرطة البوابة في المنفذ».وعن تفاصيل الواقعة، ذكر الفهد ان «الباص الخليجي القادم من العراق سلك طريق الشاحنات في المنفذ، وخضع لعملية التفتيش الجمركي، وتم إنهاء إجراءاته جمركيا، ثم غادر المنفذ دون ختم جوازات الركاب المسافرين». ولفت الفهد إلى انه «عند استدراك الأمر من مسؤولي المنفذ تم إبلاغ مركز النويصيب الحدودي واستيقاف الباص والتدقيق على جميع الركاب وجوازات سفرهم وختمها بختمي الدخول والمغادرة، وغادر جميع الركاب الذين لم يعثر بحوزتهم على أي ممنوعات، كما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي».وأوضح أن «إجراءات إدارية مشددة اتخذت بحق جميع المقصرين في المنفذ بعد إجراء عملية تحقيق مع أفراد النوبة من الشرطة والمدنيين».مركز نظم معلومات جديد
أكد الفهد أن مركز نظم المعلومات الجديد «المركز المساند» الذي أنشئ بعد حادث حريق مركز المعلومات الرئيس، والذي خرجنا منه بأقل الأضرار، وتبين أن الجهاز الرئيس سليم، وتمت معالجة جميع الأضرار التي نجمت عن الحادث، وافتتحنا مركز نظام بديلا لنظم المعلومات، وتم شراء الأجهزة وعمل تجارب عدة عليها، وتعمل بشكل جيد، ونحن بصدد إنشاء مركز بديل ثالث مساند للمركزين.وشدد الفهد على أهمية دور الإعلام في نقل ما يقدمه رجال الأمن من تضحيات وواجبات، وإبراز دورهم في العمل على مكافحة الجريمة والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين.الصحافة الكويتية مصدر اعتزاز
نقل الفهد تحيات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح، واعتزازه بالصحافة الكويتية، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يأتي في إطار استراتيجية وزارة الداخلية وتوجيهاته بضرورة التواصل الدائم مع جميع وسائل الإعلام بكل شفافية ووضوح، لضمان إيصال المعلومة الصحيحة والدقيقة، بعيدا عن التهويل والمبالغة، مثمنا دور الصحافة الكويتية وتعاونها الوثيق مع وزارة الداخلية من خلال الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني التي يقع ضمن مسؤولياتها الرد على أي معلومة او استفسار فيما يتعلق بالشأن الأمني وتوضيحها بكل شفافية، وتبيان الحقيقة، فأبواب وزارة الداخلية مفتوحة لمصلحة وأمن الوطن. وأشار الى أن الظروف الإقليمية في هذه الفترة تحتاج منا الى الدقة والتحري، والتأني قبل نشر أي أخبار تتعلق بالشأن الأمني لتكون الصورة واضحة، فالأوضاع الداخلية تتأثر بما تتم إثارته عبر وسائل الإعلام، وبعض الأخبار قد تخلق حالة من ردة الفعل، خصوصا في ظل الظروف الإقليمية التي لا تحتمل التأويل أو التفسير، وما نتخذه من إجراءات احترازية يهدف إلى تحصين الجبهة الداخلية والحفاظ على أمن وسلام الوطن والمواطنين. ودعا الفهد الى ضرورة مراعاة وسائل الإعلام الالتزام بثوابت مجتمعاتنا.