تحولات متوقعة
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهذا التحول في المواقف يجب ألا يعتبر مفاجئاً، والمثل يقول: "حديث السرايا يختلف عن حديث القرايا"، وترامب بعدما أصبح في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بات يتصرف كرجل مسؤول وكرئيس لأهم وأكبر دولة في العالم، وهذا من المفترض أنه ليس مستغرباً، خصوصاً أن كبار المحيطين به يعتبرون، خلافاً لقناعات باراك أوباما، أن الشرق الأوسط لا يزال منطقة مصالح استراتيجية- حيوية للولايات المتحدة، ولهذا فإن تأييد أميركا لإسرائيل يجب ألا يعني إدارة الظهر للعرب الذين مازالوا يواصلون الإصرار على أن قضية فلسطين هي قضيتهم الأساسية والأولى، وخصوصاً أن هذه المنطقة الشرق أوسطية تشهد كل هذا الذي تشهده الآن، إضافة إلى أن بها تمدداً روسياً وإيرانياً لا بد من وقفه ووضع حدٍّ له.وهكذا فإن ترامب بعد انتقاله من ميادين معركة الانتخابات الرئاسية إلى موقع المسؤولية الأولى في دولة تواجه تحديات فعلية في هذه المنطقة الاستراتيجية، أي منطقة الشرق الأوسط، كان عليه أن يتصرف بطريقة مختلفة، ولذلك فإنه استبق زيارة نتنياهو لواشنطن بهذه التصريحات الواضحة كل الوضوح، والتي اعتبر فيها أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي لا يخدم السلام، وأن نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة ليس أمر سهلاً.ولذلك فعلى العرب، إن لم يكن كلهم فمعظمهم، أن يواجهوا هذا التغيير في مواقف ترامب على أساس أنه صديق، وعلينا أن نواجه هذه الخطوة بعشرين خطوة وأكثر، والمهم هنا هو أننا قد تخلصنا من "ميوعة" باراك أوباما السياسية ومن مواقفه الرمادية... وهنا فإنه لا بد من دعم الرئيس الأميركي الجديد أولاً في التخلص من اتفاقية "النووي" التي أبرمها الرئيس السابق مع طهران، وثانياً في إنهاء تدخل "أصدقائنا"! الروس وجيراننا "الإيرانيين" في الشؤون الداخلية العربية، وبخاصة التدخل العسكري الذي بات بالنسبة للعراق وسورية يشكل احتلالاً بكل معنى كلمة الاحتلال!