القزاز لـ الجريدة•: لا معارضة في مصر
أكد أن الإصلاح الاقتصادي لا يمكن تحقيقه في 6 أشهر
قال عضو حركة "9 مارس" لاستقلال الجامعات، يحيى القزاز، إنه ليست هناك معارضة في المشهد السياسي المصري، معتبراً، خلال حوار مع "الجريدة"، أن وعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بإحداث إصلاح اقتصادي خلال 6 أشهر لا يمكن تحقيقه. وفيما يلي نص الحوار:
● كيف ترى وعد الرئيس السيسي المتعلق بحدوث انفراجة اقتصادية بعد 6 أشهر؟
- كان من الممكن أن أتفهم مهلة الـ6 أشهر، إن كان للحكومة خطة واستراتيجية مستقبلية للإصلاح الاقتصادي، لكن في ظل غياب تلك الرؤية والاستراتيجية، لا يمكن تصديق تلك الوعود، ثم ما هي الأسس التي بنى عليها الرئيس السيسي وعوده بالتحسن الاقتصادي، مع العلم أن قيمة التضخم وانخفاض القيمة الشرائية للجنية في زيادة يومية، وللأمانة الحكومة لم تنجح إلا في مشروعات رصف الطرق وتشييد الجسور، وللأسف كل السياسات الاقتصادية المتبعة في الوقت الحالي تخدم فقط رجال الأعمال، على حساب الطبقة الفقيرة.
● لكنك كنت من أشد المدافعين عن النظام الحالي؟
- للأسف السيسي لم يلتزم بتنفيذ مبادئ ثورة 25 يناير و30 يونيو، فكانت السياسات المتبعة انحيازاً صريحاً للأغنياء على حساب الفقراء، فضلاً عن عدم الالتزام بمواد الدستور، إلى جانب سوء الأداء في الملف الخاص بسد "النهضة" الإثيوبي، الذي سيؤثر سلباً على حقوقنا التاريخية في نهر النيل.● كيف ترى الاتهامات الدولية لمصر بشأن ملف منظمات المجتمع المدني؟
- من المعروف أن منظمات المجتمع المدني، تتلقى تمويلات أجنبية، ويجب على تلك المنظمات أن توفق أوضاعها وفقا للقانون الجديد للمنظمات الحقوقية الذي أعاده الرئيس السيسي إلى البرلمان لتعديله، وفي المقابل على القوانين المصرية أن تراعي المواثيق الدولية التي وقعتها في المحافل الدولية، وفي حال التزام كل طرف بما له وما عليه ستنتهي حالة الاحتقان مع تلك المنظمات، أما ما حدث أخيراً تجاه مركز "النديم" الحقوقي من إغلاقه فهو قمع، لأن النظام الحالي يرفض وجود أي صوت معارض.● ماذا عن نشاط المعارضة في مصر حالياً؟
المعارضة تلاشت تماماً من المشهد السياسي المصري، الموجود حالياً هو ردود فعل الشباب الغاضبين، فجميع الأحزاب تتسارع إلى تقديم الولاء للنظام، دون أن يكون لها وجهة نظر محددة تجاه القضايا، وأنا لست ضد اختيار الأشخاص لأيديولوجياتهم، ولست ضد انحياز البعض للرئيس، إنما ضد كل من يفرط ويتهاون في أمور الدولة لحسابات شخصية ضيقة، وللأسف هناك بعض السياسيين بنوا تاريخاً نضالياً ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك بسبب عدم وجود مكان لهم بين رجال هذا النظام، لا من باب الوطنية، أما الآن بعدما أصبح له مكان في النظام الحالي ابتعد بشكل واضح والأمثلة كثيرة، وهناك بعض الصحافيين والمثقفين ممن يريدون مسك العصا من المنتصف، وكل هذه العوامل كانت سبباً في غياب المعارضة الحقيقية.