فجر رئيس الجمهورية ميشال عون قنبلة سياسية من العيار الثقيل، إذ تناول في الإعلام موضوع سلاح «حزب الله» لأول مرة منذ انتخابه رئيسا للحمهورية. وعادة ما كان عون خلال تصريحاته يتجنب الكلام عن سلاح الحزب ودوره في الداخل اللبناني، مكتفيا بالإشارة إلى أن وجوده في سورية «أمر ضخم جداً بالنسبة إلى قدرة الدولة اللبنانية على المعالجة».

وقال عون إنه «طالما هناك أرض تحتلها إسرائيل التي تطمع أيضا بالثروات الطبيعية اللبنانية، وطالما أن الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة إسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود سلاح حزب الله لأنه مكمّل لعمل الجيش، ولا يتعارض معه، بدليل عدم وجود مقاومة مسلحة في الحياة الداخلية».

Ad

وأضاف في حديث إلى قناة «سي بي سي» المصرية أمس: «من المهم الإشارة الى أن حزب الله هو سكان الجنوب وأهل الأرض الذين يدافعون عن أنفسهم عندما تهددهم أو تحاول إسرائيل اجتياحهم، فهم ليسوا بالجيش المستورد، ولا يمكن مطالبة مواطن لبناني بتسليم سلاحه وأرضه قد احتلت أكثر من مرة منذ عام 1978، ولم تنسحب إسرائيل من معظم الأراضي اللبنانية إلا بضغط المقاومة».

وتابع: «في عام 2006، شنت إسرائيل حربا جنونية واستهدف السلاح الإسرائيلي في حينه مناطق لا وجود للحزب فيها. وبالتالي، سلاح حزب الله لا يتناقض مع مشروع الدولة الذي أدعمه وأعمل لأجله، وإلا لا يمكن التعايش معه، فهو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان، وعدم استعمال السلاح في الداخل اللبناني هو حقيقة قائمة وليس فقط ضمانة تعطى، لأن الحزب يعلم حدود استعمال السلاح، ونحن لدينا ثقة بذلك، كما أننا لن نرضى أن تتطور القضية إلى المس بالأمن في لبنان». وأعرب عون عن قبوله بوساطة لبنانية لحل الخلاف العربي - الخليجي مع إيران.

وعبر عضو المكتب السياسي لـ «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش، في تصريح لـ «الجريدة»، أمس، عن استغرابه للكلام الصادر عن رئيس الجمهورية. وقال: «أستغرب أن يصدر هكذا كلام عن قائد سابق للجيش ورئيس للجمهورية، فهو فعليا يسلم السلطة التي يجب أن تكون محصورة به ويعطي الشرعية إلى قوى مسلحة لا تتبع إلى القرار السياسي للدولة اللبنانية». وأضاف: «أعتقد أن رئيس الجمهورية عليه بعض الديون لحزب الله التي يريد أن يوفي بها».

وقال: «حزب الله يخشى التغير الحاصل في الإقليم وتأثيرات انتخاب دونالد ترامب على المنطقة»، لافتا إلى أن «الحزب يطالب حلفاءه بمواقف واضحة المعالم ولا لبس فيها».

وضغط الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمس، على الحكومة اللبنانية للتنسيق مع الحكومة السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد لإعادة النازحين إلى مناطقهم بعدما باتت «مساحات كبيرة» في سورية «آمنة وهادئة».

وأكد نصر الله في خطاب متلفز ألقاه في ذكرى أسبوع وفاة أحد قادة حزبه، إن «الحزب منذ البداية مع النسبية رغم أنها لا تخدم مصالحنا»، ورغم أن «القانون الأكثري هو قانون الغائي».

وتوجه إلى الدروز بالقول: «النسبية تحفظكم وهي لا تلغي المستقبل أو الحزب التقدمي الاشتراكي، بل تعطي لكل صاحب حجم حجمه».

وقال معلقاً على سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب «ما الفارق، الذي قبل ترامب كان يضع غطاء على وجهه ويفرض عقوبات ويصنع داعش كي يسيء الى دينك، أما الرئيس الجديد فانه كشف عن الوجه الحقيقي للإدارة الأميركية القاتلة والمتآمرة».

وختم: «نحن لسنا خائفين، لانه عندما يسكن في البيت الابيض أحمق ويجاهر بحماقته فان، في ذلك باب فرج للمستضعفين في العالم».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة تلفزيونية إنه «إذا كانت أولوية الرئيس الأميركي دونالد ترامب هي محاربة الإرهاب، فإن من الضروري الاعتراف بأن الجيش السوري هو من يحارب الإرهاب بالدرجة الأولى، بمساندة القوات الجوية الروسية، وكذلك فصائل أخرى تدعمها إيران، بما فيها حزب الله، ولذلك سيكون من الضروري تحديد الأولويات».