رئيس تركمانستان يفوز بولاية ثالثة بـ 98% من أصوات الناخبين

نشر في 13-02-2017 | 13:38
آخر تحديث 13-02-2017 | 13:38
No Image Caption
فاز رئيس تركمانستان قربان قولي بردي محمدوف الذي يحكم البلاد منذ 2006، بأصوات كل الناخبين تقريباً لولاية رئاسية ثالثة في الانتخابات التي جرت الأحد في إحدى أكثر دول العالم انغلاقاً.

وأعلنت اللجنة الانتخابية في تركمانستان في مؤتمر صحافي الأثنين أن الرئيس الذي نافسه ثمانية مرشحين شكليين شبه مجهولين، حصل على 98 بالمئة من الأصوات.

وأعلنت اللجنة أيضاً أن نسبة المشاركة في التصويت كانت كبيرة وبلغت أكثر من 97 بالمئة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة تهنئة إلى الرئيس بردي محمدوف أن «نتيجة الانتخابات تؤكد سلطتكم السياسية الكبيرة وتدل على الامتنان لخدماتكم كرئيس دولة وكذلك على دعم عملكم لتعزيز الاقتصاد وتحسين مستوى معيشة مواطني تركمانستان».

وبعد ولايتين مدة كل منها خمس سنوات، يُفترض أن يبقى بردي محمدوف في السلطة هذه المرة سبع سنوات على الأقل بعد تعديل دستوري أقر في سبتمبر وألغى أيضاً شرط السن المحددة للترشح للرئاسة.

ووصل بردي محمدوف إلى السلطة قبل عشر سنوات بعد وفاة سلفه صابر مراد نيازوف في البلد الواقع في آسيا الوسطى.

وكان بردي محمدوف طبيب الأسنان الخاص لنيازوف قبل أن يصبح وزيراً للصحة، وقد انتخب للمرة الأولى في 2007 بـ 89 بالمئة من الأصوات، وأُعيد انتخابه في 2012 بـ 97,14 بالمئة من الأصوات.

ويرى الخبراء أن نتائج هذه الانتخابات الجديدة في البلد الغني بالغاز والبالغ عدد سكانه خمسة ملايين، كانت معروفة سلفاً بينما لا وجود لوسائل إعلام حرة ومستقلة في البلاد التي يحكمها بقبضة من حديد بردي محمدوف.

وصرّح الرئيس التركماني بعد الادلاء بصوته مع أسرته في مدرسة في عشق اباد الأحد أن «الاقتراع سيقرر مصير الشعب في السنوات السبع المقبلة»، وأضاف «إذا انتخبت فسنواصل سياستنا لتحسين المساعدة الاجتماعية للشعب».

تعزيز السلطة

وولد قربان قولي بردي محمدوف في 29 يونيو 1957.

بعد وفاة الرئيس نيازوف الذي كان يقود تركمانستان بلا منازع منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، وصل بشكل مفاجىء إلى رأس الدولة بدعم أساسي من أجهزة الاستخبارات.

ومنذ السنوات الأولى لحكمه، بدأ يزيل رموز سلفه المنتشرة في كل مكان، ومنها نقل تمثال من الذهب لنيازوف من وسط العاصمة إلى ضاحيتها.

وعزز سلطته بسرعة على غرار الرؤساء الآخرين في معظم دول المنطقة وكرس مجدداً عبادة الشخصية.

في 2015، أزاحت السلطات الستار عن تمثال من الذهب الخالص لبردي محمدوف يمثله وهو يحمل حمامة بيده اليسرى.

ولا صحافة حرة في البلاد بينما تنشر قصائد لتمجيد الرئيس على الصفحات الأولى للصحف، وقامت جوقة بغناء قصيدة كتبها الرئيس بنفسه.

وقد أثر حادث صغير على صورته الرئاسية في 2013 عندما نشر تسجيل فيديو له على الانترنت وهو يسقط من على حصان خلال سباق، لكن وسائل الإعلام لم تأت على ذكر الحادث.

وكان نيازوف يبقي عائلته بعيدة عن الناس، لكن نجل الرئيس الحالي سرداء بردي محمدوف انتخب عضواً في البرلمان في نوفمبر.

ويظهر الرئيس بنفسه في أغلب الأحيان مع حفيده كريم قولي هاوي الفروسية.

ومع أنه وعد عند وصوله إلى السلطة بـ «الاعتدال» في الإنفاق، استخدم بردي محمدوف عائدات الغاز لتشييد قصور هائلة من الرخام الأبيض في العاصمة التي صنفت في موسوعة «غينيس» المدينة التي تضم أكبر عدد من المباني المشيدة من الرخام الأبيض في العالم.

كما تم تشييد مطار على شكل طائر بلغت كلفته أكثر من ملياري دولار، على الرغم من قطاع سياحي صغير جداً في البلاد.

وتشهد البلاد صعوبات مرتبطة بتراجع أسعار النفط، ويتحدث الرئيس عن امكانية فرض رسوم على الغاز والكهرباء والمياه، وكلها خدمات مجانية حالياً.

وتملك تركمانستان رابع أكبر احتياطي من الغاز في العالم، وتسعى إلى اعطاء انطباع بازدهارها، لكنها أخفقت حتى الآن في تنويع اقتصادها وما زالت تعتمد على عائدات صادراتها إلى الصين.

رسمياً، بقيت تركمانستان على الحياد على الساحة الدولية، لكنها تزداد اعتماداً على الصين التي تشتري أكثر من ثلاثة أرباع صادراتها من المحروقات.

وبات في امكان سكان تركمانسان الوصول إلى الانترنت التي كانت ممنوعة خلال عهد نيازوف، لكن هناك رقابة مشددة على الشبكة، واتخذت الحكومة اجراءات لحض السكان على إزالة اللواقط عبر الأقمار الصناعية التي تسمح لهم بمشاهدة محطات التلفزة الأجنبية.

ولا تفوت وسائل الإعلام فرصة لتذكير مواطنيها بانهم يعيشون «عصراً من السعادة القصوى» دشنه رسمياً الرئيس قربان قولي بردي محمدوف في 2012.

back to top