شهدت الساحة الثقافية المحلية إصدارات متنوعة تُعنى بقصص الحب والرومانسية، من بينها رواية «ضلعي الأعوج» للكاتبة الشابة فاطمة محمد، التي تنسج تفاصيل حكاية حب لم تعشها، بحثت عنها، لكنها لم تعثر عليها. ومن أجوائها نقرأ: «أخبريني آنسة حنان، ما بك؟ قد أتمكن من مساعدتك، ما زال الصمت سيد المكان، دنوت منها، مُنحنٍ جسدي نحوها، لأبين صدقاً واهتماماً أكبر». وكررت: «أعلن أنه قد يصعب عليك تسليمي أسرارك الشخصية، خصوصاً أنه لا مسمى لأي مفهوم للعلاقة المرسخة بيننا سوى أني زميل لك بالعمل، ولكن قد يكون رب العباد سخّر حضوري في هذا المكان ليجمعني بك، وأكون عوناً لهمك أو مزيلاً لغمك، ثقي بي آنسة حنان».ومن خلال الحديث السابق، تظهر الرغبة في المساعدة، فيما ثمة صمت يطبق على الفتاة التي تحلم بأن تحمل شيئاً من اسمها: «ابتلعت ريقها، وكفكفت دموعها، وقالت وهي منحنية الرأس تحاول أن تخفي ثورة البراكين المتأججة باحمرار مقلتيها: من عيوبي أنه لا يوجد لدي أسرار لأتجنب مشاطرتها معك أو مع أي غريب أو قريب في حياتي، أنا مجرد فتاة بسيطة أحلم بأن أعيش في هذا الزمان بسلام هانئة بشبابي، أُعوض نفسي عن طفولتي التي لم أفرح بها، وألبي لذاتي بعد كل تلك السنين رغباتها الأساسية التي اجتهدت لتوفيرها لنفسي في يوم ما، سئمت من إيثاري الآخرين على نفسي، وفي حين حاجتي إليهم أجدهم يتحججون بأعذار واهية، تجنباً لمشاطرتي فرحي أو لحظات ترحي، حتى أجدني في نهاية المطاف وحيدة، لا يسامحني سوى دمعي، سئمت انشغال والدي عني بملذاته الخاصة، متشبثاً بعذر أنه عاش ماضيه ليبني مستقبلنا، وآن الأوان ليستريح الآن كما يحب ويشتهي! وليتني أفهم عن أي مستقبل يتحدث! وأي بنيان قد سعى له وهو ما عهدنا منه إلا انشغاله بأعماله الخاصة التي لا طائل منها سوى سخطه علينا وغضبه. حتى قوت سواعد أخي بعدما ضحيت لأجله بحلم عمري بالشهادة الجامعية وقدمت كل التنازلات اللازمة لأخلد حلمي ذاته، فيكون جزائي أن يهديني هجره، ويتهرب مني، خشية أن يراني أحد من أصحابه المرموقين فيتعرف إلى بساطة مستواه الاجتماعي الذي أخفاه عن العموم طوال تلك السنين التي كنت أحرم نفسي لذة التنعم بمدخرات عملي».
وتتابع حنان تجرع الألم، وتبوح له بجزء من معاناتها مع والدها: «آثرته على نفسي، لأعلي شأنه، وأزيد قدره، فلا تحنى له هامة أو يقل له قدر! ليكون جزائي بعد أن أنعم الرحمن عليه بوظيفة مرموقة أن يتنكر لي ويطردني من مكتبه حينما رأتني إحدى زميلاته معه، متحججاً بأنني إحدى مندوبات التسويق المزعجات!لم يكن والد حنان الرجل المثالي لديها، فانعكس سلبا على حياتها الخاصة، وساهم في ولوجها إلى دوامة من الألم. لم تستطع الفكاك من شراكها، فباتت تخشى الجنس الآخر، وتصرح بحاجتها إلى رجل يسد هذا النقص الذي تركه والدها في نفسها». وتقول: «إلى من ألجأ؟ لا أرغب في كل شيء سوى أن يشاطرني أحدهم وجودي، كرهت وحدتي، كرهت عالماً أعيش فيه لوحدي من دون خليل يسامرني، الوحدة شبح كنت أخشاه، فقدمت كل التنازلات اللازمة مرفقة بأكوام صحتي وراحتي الشخصية، حتى لا أحياها، لكن قدر الزمان أن أهدي ولا أجني المقابل من عطائي، لأجد نفسي رغم تضحياتي ما زلت وحيدة».
عشق المرايا
في إصداره الجديد «إلى من أحبته بعدي بلا تحية»، يكتب الكاتب الشاب يوسف جاسم رمضان عن العشق والعشاق، فيروي قصة رومانسية بين زوجين حديثي العهد بهذا الرباط المقدس: «خرجنا من المحكمة بعقدنا الأصلي، واتجهنا إلى محلات الأثاث، لاختيار أثاث شقتنا، وأفراح تقفز على كل قطعة أثاث تعجبها، وكانت تعشق المرايات، حلمها أن تكون غرفتها محاطة بالمرايات بكل زاوية، حتى يتيح لها النظر لنفسها كل ساعة وكل حين. لمحت بنحونا فتيات، فصرخت بوجههن أفراح، هي كطفلة تريدني لها وحدها، وتغيرت بعض الشيء أفراح بعد زواجنا، أصبحت تريد أن تكون دائماً بجانبي، نمشي يداً بيد، لا سيما إذا ما كنّا نسير بين الفتيات، لم تكن تغار من أحد، فلا توجد من هي أجمل منها، ولكن كانت تحب التباهي بي، كانت فخورة بي، وذلك أكثر ما كنت أحبه فيها».الحلم الصغير
يرصد رمضان مشاعر الحب وتأثيره في الطرفين، ويقول ضمن هذا الصدد: «شعور جميل أن يكون من تحبه فخوراً بوجودك بحياته، كانت دنياي، وتسير كأنها ملكت الدنيا وما فيها، شعور الحب بيننا يجعلني ملك مملكتها، ويجعلها كرتي الأرضية، ونعود إلى شقتنا المطلة على البحر، والتي قد اختارت هي تفاصيلها من أصباغ وأثاث وأرضيات، كانت شقتنا الصغيرة حلمها».حكاية غرام
تقدم الكاتبة أنوار العتيبي في روايتها «عشق لا بد منه» حكاية غرام، لكنها من نوع آخر، فرصدت خلال تفاصيل عملها الأدبي حكاية فتاة تدعى دلال تعيش قصة حب، هذه الفتاة أسماها والدها دلالاً، وكانت اسماً على مسمى، إذ نهلت حناناً وطيبة من المحيط الذي نشأت فيه، لأنها كانت أصغر أبنائه، كان والدها ضابطاً في الجيش حامياً للوطن وأيضاً حامياً لأسرته، ولها بالأخص، لكن شاءت الأقدار أن يسقط طريح الفراش، ما أدى إلى تقاعده عن العمل وجلوسه في البيت، بينما كانت والدتها ربة منزل، وكان هذا الكيان منظماً جداً، بفضل والدها، الذي اكتسب هذه الصفات من عمله في السلك العسكري، وكان من الطبيعي أن تتأثر، وهو ما انعكس على شخصيتها، فكانت صارمة بعض الشيء، حرصاً على ترتيب حياة أفراد أسرتها، فكان لكل شيء وقته، وفقاً للقوانين المتبعة في الأسرة». وتقول: «لكن عقب الوعكة الصحية التي ألزمت والدها الفراش بدأت زهورها بالذبول يوماً بعد يوم إلى أن صار صوتها لا يُسمع وصارت مكبوتة، كلامها تعكسه دموعها ونظراتها الحزينة، كان أقصى أحلامها وقتها أن ترى والدها مستيقظاً، كي تحكي له وتجلس إلى جانبه تقص عليه قصص الطفولة، تشركه معها بما حصل في يومياتها، تسمع صوته يغني باسمها وأشياء أخرى خطبها كبير، وبرغم الواقع المرير كان يساورها أمل بشفاء والدها، وكان منبع هذا الأمل هو التمني، لأنها لا تتخيل مجرى حياتها من دونه، تعلم جيداً أنه غاب عنها، لكن ثمة دمية تذكرها بحب والدها وعشقه لها، إنها دمية هدية في عيد ميلادها الخامس، كانت فتاة على شكل ملاك شقراء ولديها جناحان وعلى رأسها تاج ملائكي زهري اللون، وكانت دلال تعشقها كثيراً، وتحملها معها دائماً، حتى في حقيبة المدرسة، فهي لا تفارقها، تكتم أسرارها، وتشهد بكل أخبارها، إنه عشق يختلف عن أي عشق آخر، لأن هذه الحالة ليست بين البشر، بل بين فتاة ودمية، تعلقت هذه الفتاة بعشق دمية ظنت أنها ستكون بديلاً عما فقدته».وتتابع ضمن هذا السياق: «تتعلق قلوبنا التي لا سلطة لنا عليها بأشياء، لكن إن سارت الأقدار عكس مشيئتنا وفرقتنا فسيكون السقوط مميتاً.