طالب مجموعة من الفنانين التشكيليين الكويتيين، في اجتماع عقد مساء أمس الأول، بالمرسم الحر بتجنيب الحركة الثقافية والفنية في البلاد التجاذبات السياسية التي ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، وضرورة العمل الجاد من أجل المحافظة على المكتسبات التي جاءت نتيجة جهود أجيال أعطوا خلالها البلاد من جهدهم وإبداعاتهم وأوقاتهم الكثير، لكي تكون الكويت في هذه المكانة المتميزة كمنارة للخليج ودرة إشعاع حضاري امتد أثره الى المنطقة بأسرها، فقادت مسيرتها نحو نور العقل وجمال الحس.

حضر الاجتماع عدد من الفنانين التشكيليين الكويتيين، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: د. عبدالله الحداد ومحمود أشكناني وعلي نعمان وثريا بقصمي ونورة عبدالهادي ومنى الغربللي وسهيلة النجدي ونواف الحملي ومرزوق الجناعي وجاسم مراد.

Ad

وأجمع الحضور على أن الحركة الثقافية بشكل عام والفنون التشكيلية بصفة خاصة شهدت حالة من الازدهار غير مسبوقة في عهد الثلاثي الموقوف من دون ذنب أو جريرة، وهم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش.

وأشاروا إلى أن المجلس الوطني وضع الفنون التشكيلية وشيوخها وشبابها في أهم أجندات أنشطته وبرامجه السنوية في جميع مجالتها كالرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي وفن الكاريكاتير والخط العربي، واستقطاب فنانين كبار من مختلف دول العالم الأجنبية والعربية ودول مجلس التعاون لعرض إبداعاتهم الفنية لتحقيق تواصل إنساني وثقافي وتبادل خبرات وأفكار مع الفنانين الكويتيين الكبار الذين لديهم خبرات وأعمال حائزة جوائز دولية.

لا دخل لنا بالسياسة

واستهل الاجتماع بكلمة من الفنان التشكيلي علي نعمان، الذي قال: ليس لنا دخل بالأمور السياسية، وما آلت إليه الأوضاع خلال الفترة الماضية والتي غطت على الرؤية المستقبلية بضبابية شديدة القتامة، لدرجة أننا لا نعرف الآن مصير الملتقيات التي ينبغي أن تستضيفها الكويت خلال الأيام المقبلة، ومنها الملتقى الخليجي الذي يستقطب فنانين من كل الدول الخليجية يومي 25 و26 الجاري لإقامة معرض خليجي وورشة بمناسبة احتفالات دولة الكويت بالأعياد الوطنية، لإبراز الابداعات الخليجية على شكل أعمال تؤكد الوحدة الخليجية بين أهل الخليج.

وأضاف نعمان: ولا نعرف أيضا مصير ملتقى فن النحت الدولي، الذي يفترض أن يبدأ 5 مارس المقبل، وهو ملتقى يعنى بالنحت بكل أنماطه، حيث يستضيف أفضل نحاتين على مستوى العالم، إلى جانب اشراك النحاتين الكويتيين.

بدوره، طمأن د. عبدالله الحداد الحضور بأن الأمور ستمضي كما مرسوم لها في الخطة لاسيما أن المجلس الوطني انتهج خلال الفترات الماضية، نهج المؤسسية وعدم المركزية في تنفيذ الخطط والبرامج.

وأضاف أن قرار إيقاف الثلاثي القيادي مردود عليه، وهو بمنزلة إيقاف من أجل الإيقاف لا أكثر ولا أقل، وسوف يعودون إلى مناصبهم، لأن ما حدث لهم عزز مكانتهم.

وشدد على أنه من المستحيل أن تعود الحركة الفنية في الكويت التي شملت الاهتمام بالأدب والفنون والمسرح والسينما والتلفاز والموسيقى والفنون والمتاحف والفنون التشكيلية إلى الوراء.

من جانبها، أكدت الفنانة والكاتبة ثريا بقصمي أن كل ما حدث جزء من محاولات البعض من أصحاب الأفكار التي تهدف العودة بالحركة الثقافية والفنية إلى الوراء.

حفر التخلف

وأكدت أن الحركة الثقافية والفنية دائما تعود أقوى وأفضل عقب أي موقف ضدها، ودورنا كفنانين أن ننقذ الحركة الفنية من خلال اتحادنا وعدم إعطاء الفرصة لمن يريد النيل منا وجرنا إلى حفر التخلف.

من جهته، أكد الفنان محمود أشكناني أن الحق سيعود إلى أصحابه، لاسيما أن اليوحة والعسعوسي والدويش تميزوا بالروح العالية والتواصل المتميز مع الجميع من خلال سياسة الباب المفتوح، وتقديم كل أنواع التسهيلات، سواء في احتضان الفاعليات الخارجية أو الداخلية والانفتاح الثقافي والفني مع كل المدارس وألوانها من مختلف قارات العالم.

وشددت الفنانة سهيلة النجدي على أن قرار الإيقاف سياسي، والكل غير راض عنه، لأنه صوب نحو رجال كان كل همهم الارتقاء بالحركة الثقافية والفنية.

وقالت الفنانة منى الغربللي: إحقاقا للحق، قيادات المجلس الوطني لم تقصر مع كل العاملين في مجالات الثقافة والفنون، وشهدت الحالة الثقافية والفنية بوجودهم طفرات غير مسبوقة في الأنشطة والمهرجانات والمشاركات حتى العالمية، ولا يجب أن يتحملوا وزر الآخرين او يدفعوا ثمنا لشيء لا دخل لهم فيه.

وطالبت الفنانة نورة عبدالهادي بضرورة عودة الوضع إلى ما كان عليه، من أجل أن تسير المركب إلى الأمام، ويجب عدم خلط الأمور ببعضها البعض، فالحق يعلو ولا يعلى عليه.

المسارح الأهلية تتضامن مع القيادات الموقوفة

أصدرت الفرق المسرحية الأهلية: مسرح الخليج العربي والمسرح الكويتي والمسرح الشعبي، والمسرح العربي، بيانا تضامنيا مع قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، جاء فيه: إن القطاع المسرحي، المتمثل في الفرق الأهلية وشريحة كبيرة من فناني المسرح، بجميع أطيافهم، ليؤسفهم ويقلقهم في الوقت نفسه ما حدث لقيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهم: م. علي اليوحة، د. بدر الدويش، محمد العسعوسي، إثر صدور القرار الوزاري بإيقافهم عن العمل لمدة ثلاثة شهور.

وتابع البيان: "مثل هذا الإجراء يؤثر على مسيرة الحركة المسرحية بالذات، بعد أن بدأت خلال السنوات الأخيرة في الانتشار عربيا، وإثبات وجودها وحضورها في الساحة العربية، بفضل من الله، ثم بجهود هذه القيادات الوطنية التي دعمت وخدمت بإخلاص وتفانٍ المسرحيين الكويتيين".

وأضاف: "تناشد الفرق المسرحية الأهلية رئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام، ألا يطول مثل هذا الإجراء، وأن تعود قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلى مواقعها، لتكمل عطاءها، لرفعة الشأن الفني والثقافي للبلاد، بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد".