غضب عارم في الأهواز يُخرج الناس إلى الشوارع

أغنى محافظة في إيران تعاني التهميش والتمييز العرقي

نشر في 14-02-2017
آخر تحديث 14-02-2017 | 00:10
 سجن المواطنين الإيرانين دون ماء أو كهرباء في محافظة خوزستان الإيرانية
سجن المواطنين الإيرانين دون ماء أو كهرباء في محافظة خوزستان الإيرانية
بعد قطع الماء والكهرباء عن محافظة خوزستان الإيرانية (الأهواز) يوم السبت الماضي، فجأة، مدة يوم كامل تقريباً، مما أدى إلى سجن المواطنين دون ماء أو كهرباء وحصارهم وسط غبار كثيف، أعلن المحافظ أن سبب المشكلة هو غبار آت من العراق، وأنها حُلت ولن تتكرر مجدداً.

ولكن مع سقوط الأمطار، فوجئ سكان المحافظة، أمس، بقطع الكهرباء والمياه مجدداً عن بيوتهم، ما أثار غضبهم، فنزل العديد منهم إلى الشوارع، ورموا المؤسسات الحكومية وإدارة المحافظة بالحجارة.

وما أثار غضب الأهوازيين هو عدم اكتراث الحكومة لظروفهم المعيشية الصعبة، واهتمام مساعدة رئيس الجمهورية لشؤون البيئة معصومة ابتكار (في صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي) بنجاة كلب جرفه سيل مياه، بدل الاهتمام بظروف معيشة 5 ملايين عربي يسكنون هذه المحافظة.

ويعزو أهالي خوزستان سبب تردي ظروفهم البيئية إلى قطع مئات الآلاف من أشجار النخيل التي كانت حامية لمدنهم من الغبار الآتي من العراق إبان الحرب الإيرانية - العراقية، وبعدها بسبب إنشاء مشاريع صناعية لم يؤد معظمها إلى نتيجة غير قطع الأشجار من جهة، وإيجاد سدود كبيرة غير مدروسة على منابع نهر كارون، وتحويل مياه هذا النهر إلى محافظات أخرى مثل أصفهان ويزد وكرمان وسط البلاد.

وعلى الرغم من أن منظمة البيئة وعدت بزراعة أشجار النخيل مجدداً لإيجاد سد أمام الغبار الآتي من الغرب، فإنها لم تنفذ هذه الوعود.

ومع أن محافظة خوزستان تعد أغنى محافظة في إيران من حيث الإمكانات الاقتصادية والزراعية والنفطية، فإن معظم سكانها، وهم من العرب، يعيشون ظروف حياة صعبة جداً، حيث إن كل موارد المحافظة تذهب إلى خزينة الدولة، ولا تصرف أي إمكانات تذكر للمحافظات العربية في إيران.

وما يؤلم سكان تلك المحافظات أن عليهم الوقوف في طوابير طويلة لتأمين غازهم المعبأ في أنابيب الغاز، في حين أن الغاز الذي يحصل من أرضهم يرسل إلى المحافظات الشمالية للبلاد، والبيوت هناك لديها إمدادات غاز داخلها، ويصرفون ما يشاؤون من الغاز، كما أن الغاز المستخرج من أراضي المحافظات العربية يستخدم لتشغيل مولدات كهرباء متطورة في المحافظات الأخرى، ويتم تصديره، بينما يحصل أبناء المحافظات العربية على مولدات كهربائية تتعطل بين الفينة والأخرى لأسباب مختلفة وتتأثر بالعوامل الجوية.

إضافة إلى ذلك، فإن نهر كارون، وهو أكبر نهر في إيران، وهو الوحيد الذي كان تمكن الملاحة فيه يؤمن مياه 15 محافظة أخرى، في حين أن مياه بيوت أصحاب هذا النهر مقطوعة.

وما زاد الطين بلة أن إمدادات المياه والكهرباء التي تصدرها إيران للبصرة العراقية من خوزستان لم تقطع، في حين أن الإمدادات لداخل خوزستان قطعت.

ومنذ ما قبل الثورة في إيران وحتى اليوم، لم يسمح بتعيين محافظ من أبناء المحافظة لهذه المنطقة، على العكس من بقية المحافظات.

كل هذه الأمور تكدست وضغطت على أعصاب الأهوازيين الذين يتحملون شتى الضغوط، مما أنزلهم إلى الشوارع أمس.

back to top