في خطوة قد تجنّب المنطقة وقوع اشتباك بري مباشر بين القوات التركية وقوات النظام السوري، أفادت تقارير تركية أمس، بأن مقاتلي المعارضة السوريين المدعومين من أنقرة أنشأوا مع قوات النظام ممراً أمنياً لتجنّب المواجهات بين الجانبين في المعركة لاستعادة مدينة الباب التي أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس، أن قوات بلاده والفصائل الموالية لها باتت تسيطر على أغلب مناطقها بعد طرد عناصر "داعش" منها أمس.

وتم إنشاء الممر في جنوب بلدة الباب ويتراوح عرضه بين 500 و1000 متر. ويمثل هذا التفاهم، الذي تم عبر اتصالات متفرقة تمت بين الفريقين المتحاربين، حالة نادرة في الأزمة بين النظام السوري والمقاتلين المعارضين له، الذين يسعون إلى إسقاطه.

Ad

وشبهت صحيفة "حرييت" التركية الشريط الفاصل بـ"منطقة الخط الأخضر" المنزوعة السلاح بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين في جزيرة قبرص.

وبات تنظيم "داعش" المتشدد، منذ حوالي عشرة أيام محاصراً بالكامل في مدينة الباب، آخر أبرز معاقله في محافظة حلب، بعد تقدم خلال الفترة الأخيرة لقوات النظام جنوب المدينة، في وقت تحاصر قوات تركية وفصائل معارضة المدينة من الجهات الثلاث.

ضحايا الأتراك

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر، أمس الأول، أن العمليات التركية في مدينة الباب أدت إلى مقتل 60 مدنياً وإصابة العشرات خلال ستة أيام.

وتعتبر معركة الباب الأعنف في الحملة العسكرية، التي كلفت تركيا ما لا يقل عن 67 جندياً.

خلافات أستانة

إلى ذلك، تنطلق اليوم في مدينة أستانة عاصمة كازاخستان المحادثات الخاصة بسورية، وسط تصاعد الخلافات في صفوف القوى والشخصيات المعارضة وتباين بين أنقرة وموسكو.

وقال وزير خارجية كازاخستان خيرت عبدالرحمنوف، أمس، إن "الاجتماع سيبحث آليات مراقبة وقف إطلاق النار، ومعاقبة الجهة التي تنتهك الهدنة".

وبموازاة ذلك قالت مصادر روسية وتركية خاصة، إن أنقرة ومعها المعارضة السورية تصران على تثبيت وقف إطلاق النار ومراقبته بفعالية أولاً قبل الدخول في القضايا السياسية للأزمة السورية، بينما تحاول موسكو فرض أجندة بحث الأمور السياسية والمستقبل السياسي لسورية على الاجتماع.

في الأثناء، أفادت قناة "الجزيرة" بأن مجموعة الدول الضامنة لاتفاق الهدنة في سورية، وهي روسيا وتركيا وإيران، ستوقع على وثيقة تشكيل مجموعة الرقابة على وقف إطلاق النار وآلية هذه الرقابة.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الجولة الجديدة من مفاوضات أستانة ستجري وفق التمثيل نفسه الذي شهدته الجولة السابقة لجهة حضور ممثلي المعارضة والنظام السوري، بالإضافة إلى حضور نفس ممثلي الدول الضامنة لاتفاق الهدنة، وكذلك المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بالإضافة إلى ممثل عن الولايات المتحدة. كما شدد لافروف على الأهمية الكبرى لحضور الأردن الذي تم دعوته من قبل موسكو.

وفي سياق متصل، وجّه المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان ديميستورا أمس الأول، دعوات لأطراف الأزمة السورية لحضور مفاوضات سلام تنطلق في جنيف 23 فبراير الجاري.

«كيماوي» حلب

إلى ذلك، طالبت فرنسا أمس، مجلس الأمن الدولي بالرد على استخدام أسلحة كيماوية في سورية عبر إصدار قرار يعاقب المسؤولين عن الهجمات المتكررة التي تمثل جريمة حرب.

وجاء التحرك الفرنسي بعد يوم من تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" أفاد بأن القوات الحكومية استخدمت أسلحة كيماوية في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب أثناء معارك لاستعادة السيطرة على المدينة أواخر العام الماضي.

اقتتال جهادي

من جهة أخرى، قتل نحو سبعين "جهادياً" في اقتتال داخلي، أمس الأول، بين فصيل "جند الأقصى" المتحالف مع تنظيم "داعش" و"هيئة تحرير الشام" التي تقودها "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً).

واندلعت الاشتباكات إثر توتر ناجم عن "حرب نفوذ" في المناطق الواقعة تحت سيطرة الطرفين في محافظة إدلب وريف حماة الشمالي.

«كارثة وشيكة»

في غضون ذلك، حذر المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في دمشق علي الزعتري من أن الوضع في أربع مناطق محاصرة، هي الزبداني والفوعة وكفريا ومضايا، ينذر "بكارثة إنسانية وشيكة"، مناشداً كل الأطراف السماح بإيصال مساعدات عاجلة إلى ستين ألف شخص من سكانها.