ترامب يواجه خطراً حقيقياً مع تدحرج كرة «ملف روسيا»

• الرئيس الأميركي: أجهزة الاستخبارات ووسائل الإعلام تعمل وفق «الطريقة الروسية»
• مناهضوه يشيرون إلى اتصالات مسجلة بين فريقه وموسكو
• كونواي قد تلقى مصير فلين

نشر في 16-02-2017
آخر تحديث 16-02-2017 | 00:04
شارك وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أمس في اجتماع لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل، وأكد أن الحلف محوري في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا ومهم لواشنطن، وحث الحلفاء الأوروبيين على زيادة الإنفاق الدفاعي. وفي الصورة ماتيس مع بعض نظرائه الأوروبيين أمس (أ ف ب)
شارك وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أمس في اجتماع لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل، وأكد أن الحلف محوري في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا ومهم لواشنطن، وحث الحلفاء الأوروبيين على زيادة الإنفاق الدفاعي. وفي الصورة ماتيس مع بعض نظرائه الأوروبيين أمس (أ ف ب)
تخطى الهجوم السياسي الذي يواجهه الرئيس الأميركي دونالد ترامب كل الحدود، وأصبح يشكل خطراً حقيقياً على شرعية الرئاسة، بعد أن تدحرجت القضية التي باتت تعرف باسم «ملف روسيا» في وجه الإدارة التي تعاني أصلاً ارتباكاً. واتهم ترامب أجهزة الاستخبارات ووسائل الإعلام الرئيسية في البلاد بالعمل ضده بعد اتهامات لفريقه بالاتصال بروسيا.
شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس هجوما لاذعا على أجهزة المخابرات الأميركية ووسائل الإعلام الرئيسية في البلاد المحسوبة على الليبراليين، بعد أن شن معارضوه أعنف هجوم عليه مستفيدين من الارتباك الذي ساد فريقه بعد استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين تحت وطأة ما بات يعرف إعلامياً باسم "ملف روسيا".

واتهم ترامب أمس على "تويتر" أجهزة الاستخابارت الأميركية، وقال إنهم يسربون معلومات بطريقة غير قانونية متبعين النموذج الروسي.

وغرد قائلاً: "تم إعطاء معلومات بطريقة غير شرعية لصحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست المتدنيتين من قبل أجهزة الاستخبارات (وكالة الأمن القومي والـ اف بي آي) تماما كما يجري في روسيا".

وأضاف: "شكرا ايلي لايك (صحافي) من بلومبرغ فيو. وكالة الأمن القومي والـ أف بي آي يجب ألا يتدخلا بسياساتنا"، خاتما القول بأن "الوضع حساس في الولايات المتحدة".

ورفض ترامب الاتهامات التي وجهت اليه والى فريقه بوجود صلات لهم مع روسيا، وقال في هذا السياق: "الكلام عن تواصل مع روسيا كلام فارغ ومجرد محاولة للتستر على الأخطاء الكثيرة التي ارتكبتها حملة المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون".

وفي تغريدة أخرى، هاجم الرئيس وسائل الإعلام، قائلاً: "مؤسسات الإعلام الكاذبة مصابة بجنون نظريات المؤامرة والكره الأعمى مثل ام اس ان بي سي، وسي ان ان التي لا يشاهدها أحد"، مضيفاً: "فوكس نيوز اند فريندز عظيمة".

وتعهد ترامب بإلغاء او استبدال برنامج أوباما كير للرعاية الصحية وتوفيرها لكل المواطنين في تغريدة أمس الأول.

وأعرب في تغريدة عن استيائه من "تسريبات غير مشروعة اتت من واشنطن"، في إشارة الى صراع نفوذ بين أعضاء فريقه.

اتهامات بالتجسس

تأتي هذه التغريدات بعد أن قام مناهضو ترامب باستخدام السلاح الروسي للتشكيك في نزاهة إدارته، حيث اتهم أعضاء فريق حملته بالتخابر مع المخابرات الروسية، في وقت تثار فيه شكوك حول مصير إدارة ترامب، خاصة بعد خسارته مستشاره للأمن القومي مايكل فلين وتعليق القضاء لمرسومه المناهض للهجرة.

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أعضاء في فريق حملة ترامب أجروا اتصالات متتالية مع مسؤولين كبار في أجهزة الاستخبارات الروسية خلال العام الذي سبق فوزه بالرئاسة.

وذكرت الصحيفة نقلا عن "أربعة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين" أن مكالمات هاتفية مسجلة وسجلات هاتفية كشفت عن هذه الاتصالات المتكررة مع أجهزة الاستخبارات الروسية.

وكتبت الصحيفة استنادا إلى ثلاثة من المسؤولين طلبوا عدم ذكر أسمائهم بسبب التحقيق الجاري حاليا أن "المحققين وأجهزة الاستخبارات الأميركية اعترضوا هذه الاتصالات في الفترة ذاتها التي اكتشفوا خلالها أدلة على محاولات روسية لبلبلة سير الانتخابات الرئاسية من خلال قرصنة حسابات اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي".

والعضو الوحيد من فريق ترامب الذي ذكرت الصحيفة اسمه هو بول مانافورت، الرئيس السابق لحملة رجل الأعمال والمستشار السياسي السابق في روسيا وأوكرانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تحقق لمعرفة "ما إذا كانت حملة ترامب متواطئة مع الروس في عمليات القرصنة أو محاولات أخرى للتأثير على سير الانتخابات".

وقال المسؤولون الذين تحدثوا إلى الصحيفة إنهم لم يجدوا حتى الآن أي أدلة تشير إلى مثل هذا التعاون.

زالزال فلين

وكان مستشار ترامب للأمن القومي مايكل فلين استقال الاثنين الماضي من منصبه بعد أربعة أيام

على تقارير صحافية سربت من اجهزة المخابرات تبين أنه اعترف أخيراً بعد أن نفى ذلك بأنه ناقش بالفعل مع السفير الروسي خلال اتصالات جرت قبل تسلمه منصبه امكانية رفع العقوبات. كما تبين انه اخفى هذه الملعومات عن نائب الرئيس مايك بنس الذي وضع مصداقيته على المحك عندما نفى بقوة أن يكون فلين ناقش موضوع العقوبات.

وقالت تقارير إعلامية، إن بنس علم بتحذير وزارة العدل لفلين بعد 15 يوماً من ابلاغ ترامب بذلك.

جمهوريون وديمقراطيون

من جهته، اقترح السناتور الجمهوري روي بلانت العضو في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ فتح تحقيق شامل والاستماع الى إفادة فلين "سريعا جدا".

أما السيناتورة الديمقراطية اليزابيث وورن فقد قالت "على دونالد ترامب أن يقدم ايضاحات كاملة للاميركيين حول علاقات إدارته مع روسيا قبل الانتخابات وبعدها".

وحاول البيت الابيض أمس الأول التقليل من الاضرار وتحدثت كيليان كونواي مستشارة ترامب لعدة قنوات تلفزيونية لتفسير المسألة.

وقالت "الرئيس شخص مخلص جدا. لكن الوضع اصبح لا يحتمل مساء الاثنين وقبل استقالة الجنرال فلين. اليوم طوى صفحة هذا الملف".

من جهته، شدد المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر على أن الجنرال فلين لم ينتهك القانون أبدا. وأضاف: "المضحك في الأمر أن الرئيس كان حازما مع روسيا بصورة لا تصدق"، مستعينا للتدليل على ما يقول بتصريحات للسفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة حول شبه جزيرة القرم.

كونواي للتأديب

من جهة أخرى، طلب مكتب الأخلاقيات التابع للحكومة الأميركية أمس الأول معاقبة كونواي لأنها انتهكت الأنظمة بدعوتها في مقابلة تلفزيونية المشاهدين إلى شراء منتجات ابنة الرئيس.

وقال مكتب الأخلاقيات الحكومية في رسالة إلكترونية موجهة إلى مسؤول الأخلاقيات في البيت الأبيض، إن الدعوة التي وجهتها كونواي في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز من البيت الأبيض إلى المشاهدين لشراء منتجات إيفانكا ترامب، هي "انتهاك واضح لمنع إساءة استغلال المنصب".

وأضافت الرسالة أن على مكتب الرئاسة الأميركية أن "يفكر في اتخاذ إجراء تأديبي بحقها"، موضحا أن على الموظفين "أن يستخدموا سلطاتهم لمصلحة الشعب الأميركي لا لمنافع شخصية".

أول لقاء

يأتي ذلك، في حين يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم نظيره الأميركي الجديد ريكس تيلرسون بمناسبة انعقاد الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين في بون بألمانيا.

back to top