اتخذ البيت الأبيض موقفا يتعارض مع الثوابت التي التزمت بها الإدارات الأميركية المختلفة من النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي مع الإعلان أمس الأول أنه لم يعد متمسكا بحل الدولتين قبيل لقاء أمس بين دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

وبعد أن شكل هذا الحل على مدى عقود مرجعية لكل مفاوضات السلام وللمجتمع الدولي في مساعي تحقيق السلام بالشرق الأوسط، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض أمس الأول، طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن الإدارة الأميركية لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط أي اتفاق لحل النزاع، بل ستدعم أي اتفاق يتوصل اليه الطرفان، أيا يكن.

Ad

وقال المسؤول الأميركي إن "حلا على أساس الدولتين لا يجلب السلام ليس هدفا يريد أي كان أن يسعى إلى تحقيقه"، مضيفا أن "السلام هو الهدف، سواء أتى عن طريق حل الدولتين، إذا كان هذا ما يريده الطرفان، أو عن طريق حل آخر إذا كان هذا ما يريدانه".

وتابع: "الأمر عائد إليهما، لن نملي ما ستكون عليه شروط السلام".

وحل الدولتين، أي إسرائيل وفلسطين، "تعيشان جنبا الى جنب بأمن وسلام"، هو ركيزة التسوية السلمية في الشرق الأوسط التي سعى إلى التوصل إليها كل الرؤساء الأميركيون، ديمقراطيون وجمهوريون، على امتداد ربع قرن ونيف.

من جانبه، ندد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أمس، في حديث للصحافيين بمحاولات حثيثة وواضحة من الإسرائيليين لدفن حل الدولتين وإلغاء فكرة إقامة دولة فلسطين وفق حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية من خلال الإملاءات وتوسيع الاستيطان وسرقة الأرض".

واعتبر عريقات أن "البديل الوحيد لحل الدولتين هو دولة ديمقراطية واحدة وحقوق متساوية للجميع، للمسيحيين والمسلمين واليهود".

وأوضح قائلا: "لذلك تحاول الحكومة الإسرائيلية فرض واقع الدولة الواحدة بنظامين، أي دولة الأبارتهايد (الفصل العنصري)، مشددا على أن ذلك "مستحيل في القرن الحادي العشرين".

وشدد قائلا: "كمنظمة تحرير ودولة فلسطين، خيارنا حل الدولتين على حدود عام 67 وقدمنا لهذا الغرض تنازلات كبيرة ومؤلمة، وفي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كان مطلوب منا أن نعترف بدولة إسرائيل على حدود 1967 بمساحة 78 في المئة من فلسطين التاريخية، وقمنا بذلك، الآن 6 ملايين فلسطيني يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية، و6 ملايين في المنافي ومخيمات اللجوء".

وأضاف عريقات: "رغم ذلك مازلنا نتمسك بخيار حل الدولتين وبالمسار السلمي والقانون الدولي، ونقول لجميع من يريد دفن خيار حل الدولتين، أو من يريد مساعدة الحكومة الإسرائيلية في دفن خيار حل الدولتين، البديل لن يكون الدولة بنظامين".

أمميا، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريس، أمس، في القاهرة انه "ينبغي عمل كل شيء للحفاظ على حل الدولتين".