«شبهات الاقتباس» آخرها «القرد بيتكلم»... بين السرقة والمصادفة
بين السرقة من أفلام عالمية وتوارد الأفكار يتخبّط الاقتباس السينمائي في السينما المصرية، علماً بأن النقل يأتي غالباً متطابقاً مع العمل الأصلي من دون أية إضافات وبدرجة أقل جودة. حتى أن الملصق الدعائي كثيراً ما يكون متشابهاً مع النسخة الأجنبية أيضاً.
شهدت الساحة السينمائية المصرية أخيراً حالة اقتباس حملها «القرد بيتكلم» من بطولة عمرو واكد وأحمد الفيشاوي. بمجرد الإعلان عن الفيلم، بدأت التعليقات تتداول حول تشابه جوه العام مع الفيلم الشهيرNow You See Me، لأن أحداثه تدور حول السحر والسرقة واستخدام أوراق اللعب.اتهامات البعض بالسرقة أزعجت صانعي العمل، ما دفع مخرجه بيتر ميمي إلى أن يؤكد ألا تشابه بين فيلمه وبين أي عمل آخر، وإذا صودف وجود أفكار فيه قريبة من الفيلم الأجنبي فهي نتيجة للمصادفة وليس بدافع السرقة والاقتباس، مُضيفاً أن عمرو واكد فنان عالمي وليس من المنطقي أن يفعل ذلك، خصوصاً أن لديه صداقات مع أبطال Now You See Me، وأنه لن يسرق فكرة فيلم من أصدقائه. وكان مُخرج العمل بيتر ميمي شارك في إنجاز ستة أعمال سينمائية، اتهمت بالسرقة أو الاقتباس، لعل أبرزها تجربته في «الهرم الرابع» الذي جاء مشابها تماماً لـ Mr.Robot، حتى أن ملابس الشخصية التي قدّمها أحمد حاتم مماثلة لملابس «رامي» في المسلسل الأميركي الشهير، فضلاً عن نقل بعض المشاهد حرفياً.
رأي النقد
الناقدة ماجدة خير الله، قالت في هذا السياق: «سمعة المخرج بعد فيلمه قبل الأخير «الهرم الرابع» كانت عاملاً مهماً في ترقب الجمهور تجربته التالية، وبشغف وتوقع كبيرين، فتجاربه السابقة أو الراهنة يبدو أنها ستكون ظاهرة نظراً إلى اقتباسها من أفلام أميركية، وما يزيد حزني أن الاقتباس يأتي من أفلام ليست ناجحة لمن يتابع السينما العالمية».وأضافت: «الاقتباس في حد ذاته ليس أمراً سيئاً في المطلق، ولكن يحتاج إلى حرفة ومهارة وإبداع مواز. مثلاً «يوم من عمري» الذي اقتبسه يوسف جوهر، أكثر كُتّاب السينما المصرية مهارة، من «إجازة في روما»، كان أحد أرقى وأجمل الأفلام المقتبسة في تاريخ السينما المصرية، لأن كاتب السيناريو صنع مجتمعاً سينمائياً مصرياً خالصاً، وتجنّب سلوكيات ومنطق «الخواجة» في الفيلم الأميركي، فبدت فكرة الفيلم قابلة للتصديق، والاستطعام».بدوره الناقد السينمائي محمود قاسم يؤكد أيضاً أن السينما المصرية منذ نشأتها تعتمد على أفكار الأفلام الغربية. «في ثلاثينيات القرن الماضي»، كما قال، «لم يقتبس الصانعون من الأفكار سوى القليل ولكن مع مرور الوقت تزايدت هذه الظاهرة حتى وصل الأمر إلى اختفاء الإبداع والابتكار وسيطرة الاستسهال»، لافتاً إلى أن الإفلاس الفني هو سبب اتجاه المؤلفين إلى سرقة الأفكار العالمية، وأرجع ذلك إلى الأزمة التي تعيشها السينما المصرية المتمثلة في الافتقار إلى نصوص مبتكرة».صناعة أفلام جيدة
علّق الفنان عمرو واكد على الاتهامات التي مسّت فيلمه عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»، قائلاً: «معلومة لمن يحبون أن يفتوا. أنا أيضاً أحبّ أن أفتي. من المستحيل أن تشاهد نصف دقيقة من عمل ما وتؤكد أن التسعين الدقيقة منه مأخوذة من فيلم آخر. لو أن الأمر على هذا النحو، كان من الأجدر أن تكون مدة أي الفيلم عموماً 30 ثانية فقط». وأكمل ساخراً: «من المستحيل أن تقرّر أن العمل مأخوذ من فيلم آخر وأنت لم تشاهده بعد!»، مؤكداً في نهاية كلامه أن باستطاعة المصريين صناعة أفلام جيدة، ويجب أن نثق في ذلك.
بيتر ميمي شارك في إنجاز ستة أعمال سينمائية اتهمت بالسرقة أبرزها «الهرم الرابع»