وثيقة لها تاريخ : وِكلن: الطلبة تخلفوا عن الدروس الإنكليزية... ومدبرة المنزل يجب أن تكون بريطانية
في المقال السابق نشرنا جزءاً من تقرير أو ملاحظات كتبها وكلن، الموظف في المعهد الثقافي البريطاني بالقاهرة، ونقلها الوكيل السياسي البريطاني في الكويت إلى الشيخ أحمد الجابر، وذلك في عام 1946.
واليوم نكمل نشر الملاحظات التي قلنا إنها كانت محاولة من وكلن للحصول على سلطات أكبر على بيت الكويت في القاهرة، وعلى شؤون المبتعثين الكويتيين آنذاك. ومن أبرز الملاحظات التي كتبها المسؤول البريطاني، حول توظيف سيدة بريطانية، بدلاً عن السيدة المصرية التي كانت تعمل مدبرة لشؤون البيت. يقول وكلن: "المرأة المصرية التي تشغل منصب مدبرة شؤون المنزل هي امرأة غير قادرة على القيام بأي عمل آخر سوى فرز الثياب المغسولة وتبويبها. أما المطلوب الآن هو امرأة أوروبية ذات خبرة". واقترح وكلن سيدة أوروبية اسمها السيدة ميللر، بدلاً عن السيدة المصرية، واقترح أيضاً راتباً لها قدره 20 جنيهاً مصرياً، بدلاً عن راتب المصرية، الذي هو 6 جنيهات، وقال: "الفوائد التي ستجنى من استخدامها ستكون عظيمة".وفي ملاحظة أخرى، قال وكلن إن أداء الطلبة الكويتيين غير مرضٍ، ولا سيما في اللغة الإنكليزية، وإنهم لم يواظبوا على حضور الدروس الخصوصية التي رتب لها المعهد البريطاني، رغم أن الطلبة البحرينيين واظبوا إلى نهاية البرنامج، مشيراً إلى أنه "أصبح من الضروري صرف مبالغ من الدراهم لدروس خاصة تعطى في المنزل".وأكد وكلن في تقريره، أنه تحدث مع أ. حمدي وأ. عبدالعزيز حسين، وشرح لهما المشكلة، وكان الرد أن الطلبة الكويتيين لم يكونوا راغبين في حضور دروس اللغة الإنكليزية. ولم يتوقف سعي وكلن عند هذا الحد، بل إنه طلب من الشيخ أحمد الجابر إعطاء منصب عبدالعزيز حسين لشخص مصري، قائلاً: "لقد درس عبدالعزيز بضع سنوات في مصر، وتخصص في فرع التربية بمعهد التربية، وهو مربي حاذق ومتعلم. وقد قام بأعباء منصبه كقيّم لبيت الكويت على أحسن ما يرام، وبقدر إمكانه بكل إخلاص وشرف، ولم تكن مهمته هذه سهلة البتة، ولكن الشخصية المطلوبة لإشغال هذا المنصب يجب أن يكون رجلاً أصلب عوداً، رجلاً عملياً أكثر مما يكون تصورياً... فاقتراحي هو أن شاب مصري والسيدة ميللر سيقومان بالعمل على أحسن وجه".وكشف وكلن بوضوح عن رغبته في السيطرة على بيت الكويت مالياً وإدارياً، بقوله: "فإذا يراد منا أن تكون لنا علاقة ببيت الكويت، يجب أن تكون لدينا تعليمات صريحة من الكويت مباشرة عن المصروفات، وتكون لنا سلطة على الموظفين والطلبة في القاهرة". في الأسبوع المقبل سننشر رد دائرة المعارف على مقترحات وكلن البريطاني، وسيدرك القارئ أن رد الدائرة برئاسة الشيخ عبدالله الجابر الصباح، رحمه الله، كان موضوعياً ووطنياً وشجاعاً.