الصحف ترى في الحرب مع الرئيس فرصة لزيادة القراء والإعلانات

نشر في 17-02-2017
آخر تحديث 17-02-2017 | 00:00
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
يبدو أن انتقاد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوسائل الإعلام الإخبارية التقليدية ووصفها بأنها حزب المعارضة ومصدر الأخبار الكاذبة بدأ يتحول إلى أفضل أمل في 2017 للصحف، التي تكافح من أجل اجتذاب أعداد أكبر من القراء لمواقعها الإلكترونية وبالتالي الإعلانات.

وبدأت صحف "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" و"فاينانشال تايمز" وشركة "غانيت" ناشرة شبكة صحف "يو.إس.ايه توداي" تعمل على تدعيم الزيادة التي شهدتها مواقعها الإلكترونية في عدد القراء خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية وذلك بتسويق التغطية المتجردة كاستراتيجية للمبيعات.

ويبين استطلاع للرأي أجرته شركة "إدلمان" شارك فيه أكثر من 33 ألف شخص في 28 دولة أن الثقة في وسائل الإعلام بلغت أدنى مستوياتها على الإطلاق، فهبطت إلى 35 في المئة فقط.

وحتى الآن، ثمة ما يدعو للتفاؤل بين مديري الصحف والمستثمرين فيها. فقد زاد عدد المشتركين في خدمات الأخبار الإلكترونية بـ"نيويورك تايمز"، التي وصفها ترامب بأنها "فاشلة" بعدد قياسي بلغ 276 ألف مشترك في الربع الأخير من العام.

وأضافت "وول ستريت جورنال" 113 ألف مشترك بخدماتها الإلكترونية في الربع السابق بزيادة تبلغ نحو 12 في المئة.

وقفز عدد الاشتراكات الإلكترونية بـ"فاينانشال تايمز" بنسبة 6 في المئة في الربع الأخير ليصل إلى 646 ألفاً وزاد عدد الاشتراكات الإلكترونية بشبكة "يو.إس.أيه توداي" التابعة لشركة جانيت والمؤلفة من 110 صحف في مختلف أنحاء البلاد بنسبة 26 في المئة إلى 182 ألفاً في الربع الأخير.

وبخلاف انتشار المواقع الإلكترونية "للأخبار الكاذبة" التي تنشر تقارير زائفة لأغراض الدعاية أصبحت وسائل الإعلام التقليدية تواجه تحدياً آخر يتمثل في عداء ترامب لها الذي دفعه لوصف تغطيتها الإخبارية بأنها "أخبار كاذبة".

وقال ستيفن بانون المستشار المقرب من ترامب لصحيفة "نيويورك تايمز" في مقابلة أجرتها معه في يناير: "وسائل الإعلام هي حزب المعارضة" لا الحزب الديمقراطي.

ولاكتساب ثقة المعلنين والقراء نشرت "وول ستريت جورنال" خلال الحملة الانتخابية إعلانات على خدماتها الإلكترونية وفي الصحيفة المطبوعة للتأكيد على نزاهة تغطيتها الإخبارية.

ونشرت الصحيفة إعلانات بعد الانتخابات لتسليط الضوء على أن محتواها الإخباري يحظى بالمراجعة والضوابط اللازمة.

أما صحيفة "نيويورك تايمز" التي ركزت على زيادة إيرادات الإعلانات فقد أطلقت في يناير حملة بعنوان "الحقيقة" تتألف من إعلانات الكترونية تحث القراء على الاشتراك في خدماتها تحت شعار "الحقيقة تحتاج لدعمكم" وهي تعتزم إطلاق حملة تسويق أخرى في الأسابيع المقبلة.

ونشرت "فاينانشال تايمز" حملة تحت عنوان "حقائق ووقائع" تروج فيها لتغطيتها للانتخابات ولإدارة الرئيس ترامب الآن.

وقالت ناتالي براوت خبيرة الاستراتيجية في شركة فينومينون، وهي وكالة إعلانية مقرها لوس أنجلس، إن حالة الانقسام، التي ولدتها الحملة الانتخابية جعلت المؤسسات صاحبة الأسماء التجارية الكبرى تتجنب المنشورات، التي يبدو في الظاهر أنها منحازة سياسياً.

وأضافت أن ثمة شعوراً متصاعداً، على سبيل المثال، في أعقاب الانتخابات أنه إذا اشترت شركة إعلاناً في موقع "هافينغتون بوست" فمن الممكن أن يفهم القراء أنها تدعم التيار الليبرالي.

كما تخشى الشركات صاحبة الأسماء التجارية أن تظهر إعلاناتها وسط ما يتصور الناس أنها "أخبار كاذبة"، لذلك تتوخى قدراً أكبر من الحرص عند استخدام الإعلانات التي تشتري فيها تلقائياً مساحات لنشر إعلانات إلكترونية من خلال طرف ثالث.

وقال باري لوينتال رئيس شركة ذا ميديا كيتشن ومقرها نيويورك، إن الشركات بدأت تتجه بدرجة أكبر لاختيار المواقع التي تريد نشر إعلاناتها فيها بدلاً من ذكر المواقع التي لا تريد ظهور إعلاناتها فيها.

وقال كين دكتور المحلل المتخصص في متابعة الصحف، إنه رغم الزيادة الأخيرة في أعداد المشتركين، فإن الصحف مازالت تواجه عوائق كبرى.

غير أن سوزي واتفورد مديرة التسويق في داو جونز، التي تنضوي وول ستريت جورنال تحتها، قالت إن تزايد المشتركين في الخدمات الإلكترونية يمكن أن يسهم في جذب المعلنين إلى مجالات أخرى مثل المؤتمرات.

back to top