«البنتاغون» تعتزم نشر قوات بسورية... وصعوبات في آستانة

• دمشق تصعّد ضد أنقرة... وطهران ضد المعارضة
• الأسد: «حظر ترامب» لا يستهدف السوريين

نشر في 17-02-2017
آخر تحديث 17-02-2017 | 00:04
تعتزم «البنتاغون» اقتراح إرسال قوات برية قتالية إلى شمال سورية ضمن خطتها الجديدة لتسريع محاربة تنظيم «داعش»، في وقت قلل الرئيس بشار الأسد من أهمية استعادة السيطرة على مدينة الرقة عاصمة التنظيم المتشدد، وقال إن التنظيم موجود بكل مكان وبالقرب من دمشق.
في خطوة من شأنها زيادة انخراط الولايات المتحدة في الصراع السوري الذي يقترب من بدء عامه السابع، أفاد تقرير لشبكة "سي إن إن" الأخبارية، نقلا عن مصدر بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن الأخيرة ستقدم مقترحا إلى الإدارة الأميركية يتضمن نشر قوات قتالية دورية في سورية لأول للمشاركة في الحملة على تنظيم "داعش".

وأشارت "سي إن إن"، في تقرير مساء أمس الأول، إلى أن "البنتاغون" لم تعرض الاقتراح على البيت الأبيض، موضحة أن هذه مبادرة تدخل ضمن مجموعة من المبادرات التي تدرسها وزارة الدفاع حالياً، بعد تلقيها أمرا من الرئيس دونالد ترامب، بوضع خطة جديدة للإسراع في سير محاربة "داعش" حتى نهاية فبراير الجاري.

وقال المصدر العسكري للقناة: "من الممكن أن تروا قريبا وحدات عادية من القوات العسكرية الأميركية تنتشر في سورية لمدة زمنية قصيرة".

واعتبرت الشبكة الأميركية أن اتخاذ القرار بنشر وحدات قتالية في سورية سيمثل "تغييرا جذريا بالنسبة للولايات المتحدة"، التي تنفذ، منذ 22 سبتمبر 2014، بالتعاون مع حلفائها في إطار التحالف الدولي ضد "داعش"، حملة عسكرية أطلق عليها اسم "العزيمة الصلبة".

وتقتصر العمليات الأميركية في سورية، التي تجري دون أي موافقة من قبل حكومة دمشق، رسميا، على توجيه ضربات جوية إلى مواقع التنظيم المصنف إرهابيا على المستوى العالمي، وتدريب قوات محلية لمحاربة مسلحيه، إلا أن تقارير تحدثت عن مشاركة عسكريين أميركيين في أعمال قتالية ضد "داعش" بمناطق محيطة بمدينة الرقة، في صفوف "قوات سورية الديمقراطية".

في السياق، اعتبر وزير الدفاع التركي فكري إشيق، أمس، أن الولايات المتحدة لا تصر على مشاركة "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية في العملية المزمعة لطرد "داعش" من الرقة.

ترنح ووثائق

إلى ذلك، شهد اليوم الأول من مباحثات السلام السورية "آستانة 2"، التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران، في كازاخستان، أمس، صعوبات.

وعقدت جلسة عامة ضمت ممثلين عن الوسطاء الثلاثة ووفودا من جانب حكومة الرئيس بشار الأسد والمعارضة المسلحة، بحثت إمكان ضم بلدات جديدة للهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ منذ 6 أسابيع.

وهاجمت طهران المعارضة، واعتبرت أنها تعرقل المفاوضات، بينما هاجم رئيس وفد الحكومة مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، تركيا والمعارضة، وطالب أنقرة بوقف انتهاكاتها لأراضي بلاده وسحب قواتها.

ولاحقا، قال رئيس الوفد الروسي بالمحادثات، ألكسندر لافرنتييف، إن فريق مهام مشتركا لروسيا وتركيا وإيران سيبحث قضايا تسوية سياسية للصراع في سورية.

وكشفت مصادر في الوفود المشاركة، عن حزمة مسودات ووثائق من المقرر إصدارها رسميا في ختام الاجتماعات.

وقال مصدر في أحد الوفود إن من بين المسودات المقترحة للنقاش خطة مفصلة لخطوات يجب اتخاذها من قبل الحكومة والمعارضة من أجل تثبيت الهدنة.

وتابع أن هناك وثيقة أخرى تتعلق بإنشاء مجموعة عمل مشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار بمشاركة روسيا وتركيا وإيران.

وترأس وفد المعارضة بالمباحثات غير المباشرة مع الحكومة، رئيس الجناح السياسي لـ "جيش الإسلام"، محمد علوش.

خريطة سيطرة

من جانب آخر، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنه يتوقع من اجتماعات آستانة إقرار "خريطة تظهر بدقة مناطق سيطرة المعارضة المعتدلة والتنظيمات الإرهابية". وأوضح أن رسم هذه الخريطة يأتي على أساس إحداثيات قدمتها الحكومة السورية والمعارضة على حد سواء، مشددا على ضرورة إيلاء أهمية خاصة لتحديد مواقع تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، لتسهيل مواصلة محاربة هذين التنظيمين لاحقا بالتعاون مع المعارضة المعتدلة وتركيا وإيران.

الأسد والرقة

في هذه الأثناء، أدلى الأسد، بتصريحات قال فيها إن الرقة ليست هدفا ذا أولوية بالنسبة إلى القوات الحكومية.

وأضاف الأسد في مقابلة مع بعض وسائل الإعلام الفرنسية أن "الرقة رمز" فقط، مؤكدا أن الهجمات التي حدثت في فرنسا "لم تكن بالضرورة أعدت في معقل داعش".

وأشار إلى أن "مسلحي التنظيم يوجدون قرب دمشق، وفي تدمر، وفي الجزء الشرقي من سورية وأن الأولوية "تعتمد على تطورات المعركة. وأن الرقة، أو تدمر، أو إدلب متماثلة، وواجب الحكومة هو استعادة السيطرة على كل شبر".

ونفى الأسد بشكل قاطع في المقابلة أن يكون نظامه يمارس التعذيب، وقال: "نحن لا نفعل ذلك، هذه ليست سياستنا... التعذيب من أجل ماذا؟ من أجل السادية؟ للحصول على معلومات؟ لدينا كل المعلومات".

وفي ما يتعلق بالمفاوضات الدولية لإنهاء النزاع، قال الأسد إن الدول الغربية "أضاعت فرصتها في إنجاز أي شيء في جنيف مرتين". واعتبر أن قرار ترامب منع السوريين من دخول الولايات المتحدة "لا يستهدف السوريين بل الإرهابيين".

إعدامات جهادية

من جهة ثانية، ذكر موقع "سايت" الذي يراقب أنشطة الجماعات المتشددة على الإنترنت أن جماعة "جند الأقصى" القريبة فكريا من "داعش" أعدمت 150 عضوا في فصائل معارضة، من الجيش السوري الحر" وعناصر لتنظيم "القاعدة"، في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب.

back to top