سقطت ورقة التوت الأخيرة عن الجميع في القادسية، وفتحت كل الجبهات النار على بعضها، للنجاة من الاستياء العارم الذي أصاب الجماهير بعد الخسارة الأخيرة أمام الكويت في الدور قبل النهائي لكأس سمو امير البلاد.

وجاء هدف المدفعجي حسين حاكم كالرصاصة التي اخترقت جدار الصمت في القادسية، فتحدث امين السر العام رضا معرفي بعد غياب طويل عن الشأن الكروي في النادي، ولم يستمر المجتهد محمد بنيان والجهاز الإداري في الردود الدبلوماسية التي تكررت منذ بداية الموسم لتبرير الخسائر الفادحة التي تكبدها البطل القدساوي، كما خرج اكثر من لاعب عن صمته، ومنهم القائد صالح الشيخ، ونجم الفريق بدر المطوع.

Ad

البداية كانت لجماهير الأصفر التي هتفت بقوة ضد إدارة النادي مطالبين اياها بالرحيل بعد الفشل الذريع في الموسم الحالي، وبعد ان ضاعت ثالث البطولات على الفريق أمام الكويت بالذات والذي بات عقدة الاصفر.

واعتبرت الجماهير ان تفريط إدارة النادي في ابرز نجوم الفريق وعدم القدرة على تعويضهم سواء بمحترفين او لاعبين محليين، الى جانب رفع ايديهم عن الفريق وترك المهمة للجهاز الإداري من دون اي دعم هي الاسباب التي أدت الى الانهيار التام للأصفر.

حالة فوضى

من جانبه، كشف أمين سر القادسية رضا معرفي عن اجتماع مرتقب لإدارة النادي بعد غد من أجل مناقشة وضع فريق الكرة بعد الخسارة أمام الكويت.

وكتب معرفي على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ان الاصفر عانى فوضى فنية وإدارية ولا بد من وقفة حاسمة لاعادة ترتيب البيت ليعود الاصفر في البطولة الوحيدة المتبقية، في اشارة الى بطولة الدوري، "والتي يجب أن يقاتل الجميع في القادسية من أجلها"، مضيفاً ان الأصفر عانى الامرين في هذه المرحلة على أكثر من صعيد بدء من الأخطاء التحكيمية ووصولا الى المسؤولية الفنية والإدارية.

والتمس معرفي العذر للاعبين، مؤكدا انهم تحت الضغط، وهو ما يتطلب العمل على اعانتهم بقرارات حاسمة في هذه الفترة. ولم يفوت الفرصة لانتقاد اتحاد الكرة، معتبراً ان ناديه لا يزال يدفع ثمن مواقفه، وأن فريقه تعرض للظلم تحت مرأى رئيس اللجنة المؤقتة فواز الحساوي الذي طالبه بمحاسبة من تسبب في ضياع الحلم القدساوي.

أسباب السقوط

من جهته، صرح نائب رئيس جهاز الكرة محمد بنيان بأن الكويت استحق الفوز على القادسية لعبا ونتيجة، مبيناً أن القادسية عانى ظروفا صعبة قبل المباراة بعدم توافر الأوراق المطلوبة لمواجهة فريق جاهز على كل الصُّعد كالكويت.

وأوضح ان الأصفر عانى في وسط الملعب في ظل تراجع مستوى بعض اللاعبين، والذين لم يجد الجهاز الفني بدا من اشراكهم في ظل اصابة محمد خليل، وعدم جاهزية طلال العامر، الى جانب النزيف الذي أصاب هذا الخط منذ بداية الموسم برحيل اكثر من خمسة لاعبين مؤثرين، معترفا بأن عدم تعويض القادسية ببدائل، ادى الى وصول الفريق الى تلك الحالة.

وعن الانباء التي تشير الى اقتراب محمد إبراهيم من تدريب الأصفر، أكد بنيان انه لا يعارض وجود ابراهيم في القادسية، وسيكون أول الداعمين له. واستبعد بنيان أن يتقدم باستقالته من موقعه، مشددا على انه لم يتعود الهروب وقت حاجة القادسية إلى خدماته.

ظروف سيئة

في السياق، كتب نجم الفريق صالح الشيخ عن هزيمة فريقه أمام الكويت على صفحته بموقع "انستغرام": " لايوجد فريق بالعالم يستطيع ان يعمل وسط الظروف السيئة التي يمر بها النادي، والمشاكل التي تضرب الفريق من جميع النواحي"، مبيناً أنه رغم ذلك فإن اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والطبية حاولوا واجتهدوا حبا في النادي والجماهير الوفية، في وقت تخلى البعض عن الفريق في ظروف صعبة.

وأشار الشيخ إلى ان القادسية فقد الكثير من اللاعبين سواء محترفين أو محليين، وحاول أن يقدم شيئا لكن الظرف كانت اقوى، مقدما اعتذاره لجمهور القادسية، في وقت انتقد من تخلى عن الفريق في أصعب الأوقات.

واتفق معه نجم الفريق بدر المطوع ما ذكره الشيخ، لاسيما بخصوص محاولة اسعاد الفريق رغم الامكانات المتاحة، وبارك للكويت وانتقد الحكم احمد العلي، مؤكدا ان المباراة كانت اكبر منه.

التضحية بداليبور

ورغم ما سبق وابتعاد مدرب الفريق الكرواتي داليبور عن النقد بصورة مباشرة، فإن سير الأحداث في النادي يشير الى انه سيكون ضحية كل الظروف التي تمر على النادي منذ توليه المسؤولية.