حجاب بوقذله!
دار حديث ماتع بين الجميلتين ملاك «السفور» وبسمة «المحجبة» على التلفزيون، فكانت ملاك تخاطب بسمة قائلة: «مستحيل أحط الحجاب على راسي وأطلع شعره وحده، ليش متحجبة عيل؟!»، فقاطعتها بسمة قائلة: «على الأقل حجبت ٥٠٪ أو ٦٠٪ من النظرة»، فردت ملاك: «ما يصير الصح صح والغلط غلط»، فانتهى الحوار عند هذا الحد مع ضحكة ملاك، وهي تقول «عيل لا تنتقدين حليمة»!ذكرت أن الحوار ماتع لأنه يتسم بالصراحة ويمثل واقع أحاديث المجالس ولهذا لاقى الانتشار الهائل على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض. والآن دعونا من إطلاق الأحكام على من هو المصيب أو المخطئ، ولنحلل منطق كلتا الجميلتين هدانا الله وإياكم. منطق الجميلة ملاك أشبه بالأبيض والأسود، إما أن تتحجب الحجاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وإلا فلا داعي للحجاب بتاتا. فمثلاً إما أن تصلي كل يوم خمس مرات أو لا داعي للصلاة نهائياً! وأما منطق الجميلة بسمة فهي تدلل على أنها حجبت المستطاع من شعرها، وهي بذلك أفضل من التي تركته مكشوفاً لأعين الذئاب والوحوش!
وبعد أن ذكرنا منطق الجميلتين، أتى دور الجميل كاتب السطور ليقول إن الحديث باسم الرب مرفوض جملة وتفصيلاً، فلا يوجد هناك امرأة أتقى من الأخرى فقط لأنها محجبة، ففي هذا المنطق تعدٍّ على صلاحيات الرب في إقرار من هو أفضل من الآخر بسبب لبس الحجاب، فالحكم بالتقى يرجع إلى علام الغيوب، فنحن لا ندري إن كان الحجاب وحده كفيلاً بأن يرفع من مقام الإنسان عند ربه، لكن يوجد هناك امرأة أفضل من الأخرى بتعاملها الإنساني الراقي والحكم في هذا الشأن للناس. وبالنسبة إلى منطق الأبيض والأسود، فهو في ظني يحجم من أبواب السعة والرحمة بالخلق، ونؤكد أن جمال الحياة في اختلاف ألوانها ودرجاتها، فإذا أردنا التضييق على الناس صنفناهم إلى معسكرين أبيض وأسود، وتناسينا أن ما بين الأبيض والأسود ألواناً بديعة!