التاريخ يعيد نفسه في خور عبدالله
استقلت الكويت عام 1961م في عهد الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، وبدأت بعدها الادعاءات العراقية بضم الكويت للعراق بحجة أن الكويت كانت تابعة لولاية البصرة، وكان وقتها عهد عبدالكريم قاسم في العراق، وفي ذلك الوقت لجأ الشيخ عبدالله السالم إلى بريطانيا والدول العربية لحماية الكويت من الأطماع العراقية، وبالفعل أرسلت قوات بريطانية وقوات من بعض الدول العربية مثل مصر وسورية حتى انتهت هذه الأزمة، وبعد فترة من الزمن ومع تولي أحمد حسن البكر الحكم في العراق عادت مرة أخرى هذه الادعاءات، وهجمت القوات العراقية على منطقة الصامتة وأم قصر في 1973م واحتلتها في عهد الشيخ صباح السالم رحمه الله. واستمرت هذه الادعاءات والمشاكل الحدودية بين البلدين حتى جاء عهد صدام حسين، وبدأت الحرب الإيرانية العراقية، وما إن انتهت هذه الحرب التي عصفت بالمنطقة على مدى ثماني سنوات، حتى بدأ صدام بعدة تهم وادعاءات بضم الكويت للعراق، وحدثت الطامة الكبرى بغزو العراق للكويت واحتلالها في 2/ 8/ 1990 ضاربا بكل قيم القومية العربية والأخوة الإسلامية عرض الحائط.
وتحررت الكويت بعد مساعدة الدول الصديقة والعربية، وبعد هذا الاختصار لتاريخ الأطماع العراقية في الكويت نلاحظ أن كل 25 عاماً تقريبا تظهر مشكلة بين البلدين، طبعا من الطرف العراقي، وما أشبه اليوم بالبارحة، فالآن بدأت المظاهرات الحدودية من العراقيين للمطالبة بضم خور عبدالله، وهو خور كويتي تم الاتفاق بين البلدين على إرجاعه للكويت بعد ترسيم الحدود بين البلدين بعد تحرير الكويت، فلماذا تعاد هذه الادعاءات والمشاكل في هذا الوقت بالذات بعد ضعف قوات «داعش» في العراق من دول التحالف والجيش العراقي أيضا؟ وتتزامن هذه التهديدات والمشاكل مع وصول ترامب من الحزب الجمهوري إلى الرئاسة الأميركية، فهل هي حرب أخرى تهدد المنطقة من جديد؟ ومن الضحية القادمة هذه المرة؟ سؤال يطرح نفسه في هذا الوقت والإجابة مفتوحة ليكتبها التاريخ، ويفهمها كل من يهمه أمر الأمة العربية والإسلامية، فإلى متى نستمر كالدمى تسيرنا القوى حسب مصالحها مستغلة أطماع بعضنا في بعض؟!