أعاد كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أمس الأول، التفاؤل الذي طغى على الساحة السياسية بعد انتخاب رئيس للجمهورية، إلى الصفر. عملياً، نسف نصرالله الجهود التي بذلها رئيس الجمهورية ميشال عون لإبعاد لبنان عن الصراعات الخارجية، واحترام ميثاق جامعة الدول العربية واعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي، بما يتماهى مع خطاب القسم.وعاد التوتر إلى الساحة الداخلية بعد فترة من "الهدوء" تخللها تشكيل حكومة لبنانية وزيارات رسمية لرئيس الجمهورية إلى بلدان خليجية وعربية. وانعكس ذلك بكلام تيار "المستقبل" الذي اعتبر أنه "لا يمكن لأي عاقل إلا أن يقرأ إصرار السيد نصرالله، على تخريب علاقات لبنان العربية، على أنه حلقة في المسلسل الايراني الطويل، لإثارة الفتن في مجتمعات المنطقة. وخطابه الاخير يزخر بمعاني التخريب على هذه العلاقات، ويشير الى نيات متعمدة في الإساءة للنهج الذي اعتمده العهد، في تصحيح الخلل الذي اصاب مصالح لبنان، جرّاء سياسات التطاول على الدول الشقيقة".
وأضاف التيار، في بيان أمس، أن "الأمين العام لحزب الله يوجه من خلال التحامل على المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، صفعة قوية للتحرك الذي يقوم به الرئيس ميشال عون، والزيارات التي ستشمل بعد الرياض والدوحة والقاهرة وعمان، دولة الكويت والإمارات العربية، التي خصها السيد نصرالله، هذه المرة، بفيض من كلامه التخريبي، الذي لا وظيفة له سوى الطعن بمصالح لبنان وأبنائه".وتابع: "إن تيار المستقبل، بإزاء ما تقدم، لن يتأخر أبداً عن وضع النقاط على حروف التعمية على الحقائق التي يمارسها حزب الله، والوقوف إلى جانب الحق العربي والمصلحة اللبنانية العليا، دفاعاً عن المملكة العربية السعودية، وكل الدول العربية الشقيقة، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لم تقصر يوماً في الدفاع عن لبنان وسيادته واستقلاله، والوقوف إلى جانب شعبه، والمساهمة في إعمار لبنان بعد كل عدوان إسرائيلي".وقال: "لن يرضى تيار المستقبل أبداً، بأن يستمر مسلسل التطاول على المملكة العربية السعودية وقيادتها، أو أن يمر ذلك مرور الكرام، خصوصاً أن هذه الاساءات المتكررة والمتعمدة تصيب أول ما تصيب العهد، الذي دشن رئاسته عربياً، بزيارة المملكة العربية السعودية، ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤكداً الحرص اللبناني على تنقية العلاقات اللبنانية – السعودية من الشوائب التي يعلم الجميع أن حزب الله تسبب بها".وختم التيار: "مواقف نصر الله هي برسم العهد، الحريص على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية، بقدر ما هي أيضاً، إساءة لخطاب القسم، قبل أن تكون إساءة للسعودية أو للإمارات. ومسؤولية كل لبناني، معني بحماية الاستقرار السياسي وتجنيب البلاد خطر الانزلاق الى السياسات الخارجية الهوجاء، أن يرفع الصوت في مواجهة الحملات الخرقاء، ووضع الأمور في نصابها تحت سقف المصلحة الوطنية، وألا يسمح لحزب الله وغيره بالإساءة لعلاقات لبنان بأشقائه العرب، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء".إلى ذلك، عقدت أمس في السراي الحكومي جلسة لمجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، وتركز البحث في الجلسة حول موضوع الموازنة.
دوليات
«المستقبل» يُصعّد ضد نصرالله: مواقفه خرقاء
18-02-2017