ترامب يستأنف جولاته.. ويهاجم وسائل الإعلام مجدداً

نشر في 18-02-2017 | 12:18
آخر تحديث 18-02-2017 | 12:18
ترامب خلال زيارته أحد مصانع شركة بوينغ الأميركية في كارولاينا الجنوبية
ترامب خلال زيارته أحد مصانع شركة بوينغ الأميركية في كارولاينا الجنوبية
يستأنف دونالد ترامب السبت جولاته بحضوره تجمعاً في فلوريدا لإعادة الاتصال مع قاعدته الانتخابية ومحاولة تحسين الوضع بعد شهر أول من الفوضى في البيت الأبيض وعلاقة سيئة مع وسائل الإعلام.

وسيشارك الرئيس الأميركي في تجمع شعبي في اورلاندو بولاية فلوريدا، وهو نوع من التعبير الشعبي الذي يقدره، بعدما «احتفى» الجمعة في أحد مصانع بوينغ بالوظائف الأميركية التي كانت من القضايا التي سمحت بفوزه في الانتخابات.

وقال ترامب وهو يبتسم أمام حشد متحمس في قاعة هائلة لمجموعة الصناعات الجوية الأميركية «نحن هنا احتفاءً بالهندسة الأميركية والانتاج الأميركي وكذلك الوظائف»، وهتف الحشد «أميركا أميركا».

وأضاف الرئيس الذي تحدث بالارتياح نفسه الذي كان يبدو عليه خلال حملته الانتخابية «ليبارك الله أميركا وليبارك الله بوينغ».

وكرر النقاط نفسها أي عقوبات على الشركات التي تنقل وظائف إلى الخارج ووعد بخفض الضرائب.

ويتناقض الحماس الذي ساد خطابه في تشارلستون بكارولاينا الجنوبية (جنوب شرق الولايات المتحدة) مع اللهجة الاتهامية التي تبناها قبل يوم في مؤتمر صحافي غير معهود في البيت الأبيض ليدافع عن بداية ولايته الرئاسية.

وبعيد هبوطه في فلوريدا حيث سيمضي عطلته الأسبوعية الثالثة منذ توليه الرئاسة، في منزله الفخم في مارا لاغو، أطلق ترامب دفعة جديدة من التغريدات ضد وسائل الإعلام.

وكتب «وسائل الإعلام الكاذبة (نيويورك تايمز، ان بي سي نيوز، ايه بي سي، سي بي اس، سي ان ان) ليست عدوة لي بل عدوة للشعب الأميركي».

ولم تكن بدايات ترامب في البيت الأبيض مريحة، من ملايين الأشخاص الذين تظاهروا في الشوارع ضد تنصيبه، إلى تعطيل القضاء لمرسومه الذي حد من الهجرة، وكشف معلومات عن اتصالات بين مقربين منه ومسؤولين روس أدت في نهاية المطاف إلى استقالة مستشاره للأمن القومي مايكل فلين.

العراقيل

آخر العراقيل التي واجهها ترامب هي رفض الأميرال السابق روبرت هارورد تولي هذا المنصب الاستراتيجي بدلاً من فلين.

وقد ذكرت وسائل إعلام أميركية أن هارورد لم يحصل على ضمانات كافية تؤكد أن مجلس الأمن القومي سيحدد سياسته، وليس مستشارو ترامب.

وفي محاولة لتجاوز هذه العقبات، ألمح ترامب على تويتر الجمعة إلى أنه يمكن أن يعين الجنرال كيث كيلوغ الذي يشغل المنصب بالوكالة حالياً، وتحدث عن ثلاثة مرشحين آخرين.

وخلال مؤتمره الصحافي الخميس، نفى ترامب بقوة أي تواطؤ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحمل بعنف على وسائل الإعلام والقضاء والديموقراطيين المتهمين بتقويض جهوده وحتى «باختلاق» القضية الروسية.

وخلافاً لما هو واضح، قال الرئيس الجمهوري أن الإدارة الجديدة «تعمل مثل آلة مضبوطة بدقة».

وبعد نكستين قضائيتين لمرسومه حول الهجرة، أعلن ترامب أنه لن يستأنف قرار تعليقه بل سيصدر مرسوماً جديداً الأسبوع المقبل.

صنع في أميركا

وخلال زيارته لتشارلستون الجمعة، شدد ترامب على سياسة «صنع في أميركا» في مجال التصنيع.

وقد اختار زيارة مصنع لمجموعة الصناعات الجوية بوينغ رفض موظفوه مؤخراً الانضمام إلى نقابة ويصنع أحدث انتاج لها وهي النسخة الجديد لطائرات الرحلات الطويلة دريملاينر.

وكارولاينا الجنوبية معروفة تاريخياً بعدائها للعمل النقابي وهو ما يعتبره كثير من المحللين أحد العوامل الأساسية التي دفعت بوينغ إلى انشاء مصنعها في هذه الولاية.

وتوظف بوينغ في كارولاينا الجنوبية 7500 شخص وتؤمن وظائف لمئة ألف آخرين بشكل غير مباشر في المنطقة.

وقال ترامب أمام الحشد «هذا هو شعارنا، أن نشتري المنتجات الأميركية ونوظف أميركيين، نريد منتجات مصنوعة في أميركا مصنوعة بأيد أميركية».

في الواقع يتم انتاج عدد كبير من مكونات طائرة «دريملاينر» في أوروبا أو اليابان ثم تصدر إلى الولايات المتحدة.

وقال ترامب «يجب أن يكون التصنيع في بلدنا أكثر سهولة والمغادرة أكثر صعوبة، لا أريد أن تغادر شركات بلدنا»، وأضاف «لن نسمح بحصول ذلك مجدداً، صدقوني، ستكون هناك عقوبة كبيرة جداً يجب أن تدفع عندما يطردون ناسهم وينتقلون إلى بلد آخر».

وكرر الرئيس الأميركي تعهده خفض الضرائب على الشركات و«الحد بشكل كبير من أنظمة العمل القاسية»، وقال «سنعزز، وبقوة، قواعد تجارتنا ونوقف غش الأجانب، الغش الهائل».

ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض، ضاعف ترامب التصريحات حول الوظائف والدعوات الموجهة إلى رؤساء مجالس إدارات المجموعات في هذا المجال.

وأعلنت المجموعة الأميركية للاستشارات والخدمات المعلوماتية «اكسينتشر» الجمعة أنها تريد استحداث «15 ألف وظيفة لمؤهلات رفيعة» في الولايات المتحدة حتى 2020.

وكل هذه الإعلانات تحفز يوماً بعد يوماً البورصة الأميركية.

دبلوماسياً، أرسل ترامب هذا الأسبوع إلى أوروبا وزير الخارجية في إدارته ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس ليحاولا طمأنة حلفاء الولايات المتحدة.

كما يختتم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس السبت أسبوعاً من الجهود الأميركية في أوروبا للهدف نفسه.

back to top