الحجي: لا واسطة في اختبار القيادة وأرواح الناس «إشارة حمراء»

أكد مدير إدارة التعليم بالإنابة بالإدارة العامة للمرور، العقيد سالم الحجي، أنه لا مجال للواسطة في اختبارات رخصة القيادة، مشددا على أن أرواح الناس غير قابلة للتهاون، وهي "إشارة حمراء". ولفت الحجي، في حوار مع «الجريدة» ، إلى أن مراعاة الحالات الإنسانية لا تخرج عن تطبيق روح القانون، موضحاً إلى ذلك لا يتجاوز المساعدة في تقديم موعد الاختبار.

وأضاف أن الحفاظ على الأرواح، ومنح الرخصة لمن يستحق هو ما تصبو إليه الإدارة، مشيرا إلى أن العمل جارٍ لمواكبة التغييرات السريعة في الشارع الكويتي، وهو ما ظهر بوضوح في اختبارات "النظري"، حيث تم العمل على تحديد اختبارات خاصة لكل فئة، سواء لطالبي الرخص الخاصة، أو العامة، أو حتى الدراجات.

وأشار الحجي إلى أنه لا مانع من دخول السائق، خاصة سائقي المنازل بسيارة الكفيل، كاشفاً عن تحديد فترة شهر لإنجاز رخصة العمالة المنزلية، بعد أن كانت تنجز بعد وقت طويل من الاختبار.

ولفت إلى وجود فاحصين بلباس مدني، لا عسكري، مؤكدا أن الأهم تأهيل الفاحص واختيار الفاحصين بالصورة السليمة، وحسب أسس علمية، وتأهيلهم عبر دورات خارجية، كما كان في السابق، على أن تكون تلك الدورات في دول متقدمة في الأنظمة المرورية كأستراليا، وألمانيا، وبريطانيا، وسنغافورة، لتحقيق الاستفادة المرجوة، أو الاستعانة بمن يقومون بهذه المهمة في الكويت.

وأكد أن النظرة السلبية قد تمسّ جميع العاملين في المرور، وفي جميع أجهزة الدولة، وليس من الإنصاف حصرها في القائمين على اختبارات المرور، مبيناً أنه لم يتم رصد حالات رشوة في صالات الاختبار، لكن ومن خلال المشاهدات على أرض الواقع، فالحديث عن رشا وما شابه ذلك "حكي فاضي"... وفيما يلي نص الحوار:

• هل صحيح أن هناك تعسفاً ضد الوافدين في اقسام الاختبار؟

- هذا كلام غير صحيح جملة وتفصيلاً وبعيد عن الواقع ومثالا على ذلك أن عدد المختبرين من الوافدين خلال الأسبوع الماضي في جميع أقسام الاختبار بلغ قرابة 800 مختبر، وما تجاوز منهم الاختبار بنجاح لا يتجاوز 49 في المئة، مشيرا إلى أن ذلك لا يعني أي تضيق على الوافدين في الاختبارات، فليس معنى أن يطلب الفاحص من المتقدم صف السيارة رغبته في تعقيد الأمر، لكن هناك نظرة للفاحص في المتقدم للاختبار، ومدى قدرته على قيادة السيارة، والأمر مطبق على الجميع، سواء كان مقيما أو مواطنا، مؤكدا أن الباب مفتوح لأي شكوى، حيث يتم التعامل معها بجدية ومن دون محاباة، ومن خلال حالات متشابهة يتم إعادة الاختبار مع ضابط آخر، ومن ثم إعطاء المختبر حقه في حال كان يستحق.

• هل هناك دور رقابي لادارة التعليم على شركات تدريب المختبرين؟

نعم هناك شروطا كثيرة يحتاج إليها المدرب في الشركات الخاصة للعمل في مهنته كمدرب، ويتم اختباره، والتأكد من قدرته على إنجاز مهمته، مؤكدا ضرورة حصول المتقدم للاختبار على ساعات معينة من التدريب، والحصول على تعهد من الشركة بذلك، وفي حال وجود أي خلل يتم محاسبة الشركة، وصولا الى سحب ترخيصها، واريد أن أؤكد أن تخصيص مدارس التعليم ساهم في تقليل الحوادث المرورية، وأن المعتقد السائد حول دخول المدرسة الخاصة بتعليم القيادة يعني إدراك النجاح، أمر غير صحيح، حيث إن النسبة تتراوح بين 50 و55 في المئة فقط.

• بعيدا عن المدارس، ماذا عن أقسام الاختبار؟

6 أقسام... إلى جانب قسم الخدمات المساندة وقسم شؤون مدارس التعليم.. تصاريح ونظام الدور، وما شابه ذلك.

• البعض يرى أن اختبار المرور لا يواكب التطور الحاصل في الكويت؟

- نسعى لمواكبة التغييرات، وهو ما ظهر بوضوح في اختبارات النظري، حيث تم العمل على تطوير الأمر، وتحديد اختبارات خاصة لكل فئة سواء لطالبي الرخص الخاصة، أو العامة أو حتى الدراجات، الى جانب تسهيل أمر المتقدم الى الاختبار، وتسهيل أمور تقدمه للاختبار أو الحصول على موعد عن طريق موقع «الداخلية»، أمام فيما يخص الاختبار العملي، فالتغيير لم يتجاوز الـ30 في المئة.

ضغط كبير

• إذا الاختبار العملي لا يواكب واقع الشارع حاليا؟

- نتطلع إلى مزيد من التطور، لكن الأهم حسب ما نصبو اليه هو الحفاظ على الأرواح، ومنح الرخصة لمن يستحق، خصوصا للسائقين في المنازل، حيث يكون الضغط كبيرا من الكفيل لتجاوز سائقه الاختبار، ومن ثم لا يتم إنجاز الرخصة إلا بعد وقت طويل من الاختبار، وعليه تم تحديد فترة شهر واحد لإنجاز الرخصة بعد الانتهاء من الاختبار.

• هناك تفاوت بين نوعية السيارة التي يدخل بها السائق الاختبار، وبين التي يقودها في الشوارع... ماذا عن هذا الأمر؟

- لا نمانع في دخول السائق في المنازل بسيارة الكفيل، لكن الحرية مكفولة أيضا للدخول بسيارة التعليم.

• البعض من المختبرين يرى في الفاحص عائقاً أمام خوض الاختبار بالصورة الصحيحة.. من باب رهبة البدلة العسكرية؟

- في السابق كان هناك امكانية لركوب الفاحص مع المتقدم للاختبار، وفي الوقت الحالي تم ترك المختبر بحرية داخل سيارته، وفي حالة وجود ارتباك فإن الأمر يعود للمختبر وليس للفاحص.

• ماذا عن تجهيز أماكن الاختبارات بالصورة اللائقة؟

- هناك توجه عام لتحسين الخدمات وصالات الاختبار.

لباس مدني

• هل هناك توجه لارتداء الفاحصين لباساً مدنياً؟

- يوجد فاحص بلباس مدني، لا عسكري، لكن الأهم في الأمر تأهيل الفاحص واختيار الفاحصين بالصورة السليمة، وحسب اسس علمية، وتأهيلهم عبر دورات.

• هل توجد مواصفات خاصة للفاحص؟

- التوجه موجود لتأهيلهم بالصورة السليمة عبر دورات في الخارج، كما كان في السابق.

• هل يوجد توجه لإعادة تأهيل واختيار الفاحصين؟

- ننظر باهتمام في التقارير القادمة من رؤساء الفاحصين، وعليه يتم تحديد مدى استمرارهم في مهمتهم أو نقلهم لأماكن أخرى.

• هناك نظرة سلبية عند البعض تجاه الفاحصين، وفساد يشوب عملهم .. كيف يتم التصدي لهذا الأمر؟

- النظرة السلبية قد تمس جميع العاملين في المرور، وأيضا في جميع أجهزة الدولة، وليس من الإنصاف حصرها في القائمين على اختبارات المرور، ولم يتم رصد حالات رشوة في صالات الاختبار، وفي حال أي شبهة يتم التعامل مع الوضع بحسم ومن خلال تحويل الأمر للسلطات المختصة، لكن، ومن خلال المشاهدات على أرض الواقع فالحديث عن رشاوى وما شابه ذلك «كلام فاضي».

إعادة الاختبار

• هل هناك مجال للاحتجاج على نتيجة الاختبار إذا رأى المتقدم أي تعسف؟

- الباب مفتوح لأي شكوى، ويتم التعامل مع الأمر بجدية، ومن دون محاباة، ويتم اعادة الاختبار مع ضابط آخر، ومن ثم اعطاء المختبر حقه إذا كان يستحق.

• البعض يرى ان النحاج من المرة الأولى مستحيل في حال غابت الواسطة؟

- العديد من المتقدمين تكون كل خبرتهم من المعلم في ساحات شاسعة، ومن خلال بعض الحصص القليلة ينتابهم احساس بأن لديهم القدرة على النجاح، وفي ساحة الاختبار تظهر قدراتهم المتواضعة، لكن قناعتهم بالنجاح تكون موجودة، كما ان بعض المعلمين لا يخلصون في التعليم لتمديد ساعات التعليم من خلال حصص اضافية.

• ماذا عن تكرار مرات الرسوب للمختبر؟

- الاستمارة مدتها عام، ومن بعد ذلك تخضع للتجديد حسب الشروط الحديثة؟

• هل يحق لإدارة الاختبار كتابة تقرير بعدم صلاحية المتقدم للقيادة في حال تكرر رسوبه؟

- نعم يحق، وهناك حالات مشابهة، بل ان الأمر يتمتد الى استدعاء شركة التعليم ومساءلتها عن العمل الذي تقوم به تجاه المتدرب القادم للاختبار، وقد يتم سحب ترخيص المدرب في حال تكرر الأمر.

• هل توجد رقابة على شركات التعليم؟

- هناك شروط كثيرة يحتاج إليها المدرب في الشركات الخاصة للعمل في مهنته كمدرب، ويتم اختباره، والتأكد من قدرته على انجاز مهمته، وسنعمل في الفترة المقبلة على ضرورة الحصول على اشتراطات معينة، بضرورة حصول المتقدم للاختبار على ساعات معينة من التدربيب، والحصول على تعهد من الشركة بذلك، وفي حال وجود اي خلل يتم محاسبة الشركة وصولا الى سحب ترخيصها.

7 سنوات

• وماذا عن تأمين السيارات الخاصة بالاختبار؟

- من دون شك، يتم التأكد من صلاحية تأمين السيارة، كما سيتم العمل على تحديد عمر افتراضي لصلاحية السيارة المستخدمة في الاختبار 7 سنوات فقط، من دون تجديد اي رخصة لهذه السيارات.

• هناك عقبة اللغة والتي قد تواجه بعض المتقدمين للاختبار؟

- نوفر الامتحانات باللغتين العربية والانكليزية، وعلى المتقدم ان يتعلم في حال كان لا يجيد كلتيهما، وهو أمر معمول به في العالم أجمع، لا في الكويت فقط، بل ان هناك دولا قصرت الاختبار على لغتها فقط، كما ان الاشارات موجودة وهناك تفاهم وتعاون يصب دائما في مصلحة المتقدم للاختبار.

• هل هناك نية لتوفير دورات للفاحصين خارج الكويت؟

- طلبنا ذلك، شرط أن تكون الدورات في دول متقدمة في الأنظمة المرورية كاستراليا، والمانيا، وبريطانيا، وسنغافورة، لتحقيق الاستفادة المرجوة، أو الاستعانة بمن يقوم بهذه المهمة في الكويت.

• لماذا تم تخصيص مدارس التعليم، لاسيما بعد زيادة الرسوم بشكل ملحوظ؟

- لا نستطيع التحكم في الأمر، ويقتصر دورنا داخل قاعات الاختبار، لكن قد تكون زيادة الرسوم عائدة الى الخدمات المقدمة من هذه المدارس تجاه المتدربين.

• هل من يدخل مدارس التعليم يضمن النجاح؟

- المعتقد السائد ان دخول المدرسة الخاصة بتعليم القيادة يعني ادراك النجاح، وهذا أمر غير صحيح، إذ ان النسبة تتراوح بين 50 الى 55 في المئة فقط.

خصخصة «السيارات»

• هل أنت مع خصخصة قطاع تعليم السيارات؟

- نحن مع ما يصب في مصلحة المواطن، وأرى ان تخصيص مدارس التعليم صب في صالح تعليم قائدي المركبات، وهو ما كان له دور على الطرق من تقليل الحوادث وما شابه ذلك.

• هل تغيير ساحات الاختبار ينحصر فقط على تبديل الأسفلت؟

- نسعى لأن يكون التغيير شاملا، وأن يشمل كل جوانب ساحات الاختبار، وصولا الى تبديل المباني الخاصة بالاختبار، لاسيما الموجود على الدائري السادس، وتعمل وزارة الداخلية من أجل هذ الغرض.

• لماذا تم تخصيص اختبار العاصمة للدرجات دونا عن غيره؟

- لوجود فاحصين هناك للدراجة، وهناك خطط لزيادة ساحات الاختبار للدرجات، ويتم العمل على توفير مكان في اختبار الأحمدي، كما يتم العمل على اصدار اختبار للدراجات ذات الثلاث عجلات والممنوعة حتى الآن من دخول الاختبار.

• ماذا عن أشباه السيارات ذات العجلات الثلاث، وعدم إصدار لوحات لها؟

- كما ذكرت، يتم العمل على إصدار اختبار للدراجات ذات العجلات الثلاث، والموافقة تلوح في الأفق. أما فيما يخص أشباه السيارات، فيتم التعامل معها وفق الأطر المحددة سلفا، ووفق ترخيص المركبات.

• وماذا عن الإنشائية؟

- تمنح الرخصة داخل مقر العمل فقط.

• إذاً أنتم المعنيون بهذا الأمر؟

- جارٍ التنسيق بهذا الأمر مع الفحص الفني وباقي الجهات، ولابد من الحصول على رخصة تشغيل.

تطوير ساحات الاختبار

• هل لديكم نية لتطوير ساحات الاختبار؟

- من دون شك النية موجودة، وهناك توجه لإرسال فاحصين إلى بريطانيا، لأكبر الشركات المختصة في هذا الجانب، للوصول إلى التطور المطلوب.

• هل ترى في شرط الحصول على رخصة قيادة في البلد الأم جدوى بالكويت؟

- قد يشوب الأمر بعض المثالب، لكن هذا شرط من شروط كثيرة، والاختبار في الكويت هو الفيصل لحصول السائق على رخصة، بعيدا عن التي يحملها من بلده.

• البعض يرى في سيارة التعليم ذات المقودين خدعة كبيرة للمتدرب؟

- الأمر ضروري، للحفاظ على أرواح الناس.

• متى يعود الاختبار إلى الشارع؟

- الأمر مطروح، شرط أن تشهد الشوارع حالة من الاستقرار، بعد أن تخف الزحمة الكبيرة في الوقت الراهن، جراء العمل على بناء جسور وطرق بديلة.

لا تضييق على الوافدين

• هل يوجد تضييق على الوافدين في الاختبار؟

- لا يوجد أي تضييق، وليس معنى أن يطلب الفاحص من المتقدم «صف» السيارة أنه يعقد الأمر، لكن هناك نظرة للفاحص في المتقدم للاختبار، ومدى قدرته على قيادة السيارة، والأمر مطبَّق على الجميع المقيم والمواطن.

• ماذا تحب أن تضيف؟

- نطبق روح القانون في قاعات الاختبار فقط، فلا مجال للواسطة على حساب أرواح الناس. قد نقدر حاجة الإنسان لتقديم موعد الاختبار أو ما شابه، لكن الاختبار العملي غير قابل للواسطة.

ذكر العقيد الحجي، أن بعض الوافدين قد يتعرضون للنصب، وشراء الوهم، من خلال أشخاص لديهم القدرة على إقناعهم، بأنهم على صلة برجال الاختبار، وأن لديهم القدرة على منحهم صك النجاح.

وأضاف: «هؤلاء الأشخاص يراهنون على أمرين؛ الأول براعة المتقدم للاختبار، ومن ثم قدرته على تجاوزه، والأمر الآخر أن هؤلاء الأشخاص لديهم القدرة على خلق الأعذار، في حال لم يتجاوز المتقدم الاختبار.

وأشار إلى أن التصدي لمثل هذه الأمور قائم عن طريق طلب حضور الكفيل أو المندوب الخاص بالمتقدم للاختبار، ما يقلص من تعرض هؤلاء للنصب وشراء الوهم.

شدد العقيد الحجي أثناء اللقاء على ضرورة التحلي بثقافة القيادة، لاسيما أن الكويت نهضت في السنوات الأخيرة فيما يخص التقليل من عدد الوفيات على الطرق، لذلك ينبغي أن يدرك الكفيل أو صاحب الشركة أهمية أن تكون أمواله من سيارات في أيدٍ أمينة، من خلال سائقين قادرين على القيام بالمهمة، كما ينبغي عمل صيانة دورية للسيارات، للحفاظ على الأرواح والأموال.

أكد الحجي أثناء الحوار أنه قام بإعادة اختبار كابتن طيار أكثر من مرة، لعدم قدرته على تجاوز اختبار القيادة، في دلالة على منح رخصة القيادة لمن يستحقها.

وشدد على أنه لا يوجد تعنت، بقدر ما يوجد حرص على أرواح الناس، وأيضا على روح السائق.

قال الحجي إن الشخص المعاق الراغب في استخراج رخصة قيادة يخضع للاختبار، على أن تتم مراعاة ظروفه، من حيث توفير السيارة المناسبة. وقال إن لجوء بعض الحالات غير القادرة على قيادة سيارة لاختبار يكون أمرا مرفوضا، حيث يفضل توفير سائق، حفاظا على المعاق وأرواح الناس.