ما سبب غيابك عن الدراما الرمضانية عامين؟ هو ليس غياباً بالمعني المفهوم. في رأيي، صعب عليّ كفنانة أن أحضر درامياً عامين متتاليين بسبب المجهود الكبير الذي يُبذل في التصوير والتحضير، خصوصاً أن لدي بيتاً وأسرة ومشاريع فنية أخرى في السينما، كذلك أنتظر دائماً أن أشارك في مشروع قوي ومؤثر، وهو ما وجدته في «حلاوة الدنيا».هل سبب حماستك للعمل السيناريست تامر حبيب؟تربطني علاقة صداقة قوية أعتزّ بها بالسيناريست تامر حبيب ممتدة منذ سنوات. وهو كاتب يقدِّم أعمالاً مميزة للدراما التلفزيونية، لذا أنا سعيدة بإشرافه على ورشة العمل وثقتي فيه من البداية بلا حدود، وأتمنى أن يكون النجاح حليفنا في المسلسل الجديد.ما شروطك للموافقة على الأعمال الدرامية؟لا شروط قاسية لديّ. أصبحت زوجة وأماً لذا اختلفت حساباتي في أمور كثيرة، خصوصاً أن العمل الدرامي يستغرق وقتاً طويلاً في التصوير والتحضير. بناء عليه، لا أوافق على مسلسل إلا عندما أشعر بأنه سيضيف إلي ويستحق أن أتحرك من منزلي لأجله وأترك أسرتي، وعندما أجده أتمسك به، وهو ما وجدته في «حلاوة الدنيا» لأنه تجربة مختلفة تحمل فكرة جديدة.تردّد أنك تقومين بدور فتاة مريضة بالسرطان؟لا أود الإفصاح عن أية تفاصيل مرتبطة بالشخصية أو بالعمل، من ثم لن أعلق عليها سواء بالنفي أو الإيجاب، لأن اتفاقاً على عدم التطرّق إلى فكرة المسلسل وقضيته عُقد بين صانعيه إلا عند عرضه على الشاشات وأحترم هذا الاتفاق. عموماً، لا يمكن اختصار العمل في كلمات محدودة، فضلاً عن أن الشخصيات لا تعتمد على دور واحد، وهي كثيرة ومتعددة ومؤثرة في الأحداث.ألا تشعرين بالقلق من أن التجارب التي تحمل قصصا تراجيدية لم تعد مناسبة لرمضان؟لا أتحدث عن «حلاوة الدنيا» ولكن عموماً، إذا فكرنا بهذه الطريقة لن نستطيع أن نقدم تجارب درامية مختلفة. الأهم دائماً أن تكون لدينا «ثيمات» درامية مختلفة كوميدية وتراجيدية وإنسانية، فضلاً عن أن غالبية الأعمال تضمّ أنماطاً مختلفة من الشخصيات والحكم المسبق عليها يضرها لا يفيدها.للمرة الثانية تتعاونين درامياً مع ظافر العابدين؟ظافر فنان محترم ومميز وأعتز بموهبته وأثق فيها، وتعاوننا للمرة الثانية أمر يسعدني. أتمنى أن ننجح سوياً، فهو يجسد شخصية مختلفة ويظهر بشكل جديد في العمل.هل تدخلت في اختيار فريق العمل؟بالتأكيد لا. هذا الأمر ليس من صلاحياتي كممثلة، وأنا أعرف حدودي. لكن في المناقشات خلال التحضير يكون لي رأي أقوله، وإذا لم يؤخذ به لا أشعر بالضيق لأنني أثق في الفريق الذي أتعاون معه. عموماً، عندما يوافق الممثل على العمل تحت إدارة مخرج يثق في اختياراته وطريقة إدارته، عليه أن يؤدي دوره كما يُطلب منه، وأنا أنتمي إلى هذه المدرسة. وفي النهاية، تبقى المناقشات مستمرة للاستقرار على أفضل شكل، لأن الجميع هدفهم تقديم عمل جيد.
رمضان والمنافسة
كيف ترين المنافسة في الدراما الرمضانية؟الحضور في رمضان وسط كوكبة من النجوم أمر يسعدني، وعرض أعمالي في توقيت إطلاق مشاريع زملائي يجعلني أشعر بالفخر. لكن لا أفكر سوى في ما أقدمه، لأن تركيز الفنان في عمله يجعله يخرج أفضل ما لديه، والمشاهد يتابع مسلسلات عدة وليس مسلسلاً واحداً، ويصدر حكمه بعد العرض.هل تؤيدين عرض أعمال خارج السباق الرمضاني؟بالتأكيد لأن ذلك يؤدي إلى مشاهدة الدراما على مدار العام، من ثم نقدّم مزيداً من الإنتاج الدرامي. ثمة أعمال حققت نجاحاً كبيراً عند عرضها بعيداً عن رمضان، وفي رأيي هذه المشاريع تحتاج إلى الدعم سواء كانت 30 حلقة أو أكثر، وأشير هنا إلى أنها لم تقتصر على الدراما المصرية بل طاولت اللبنانية أيضاً، ما يعني أن المنتجين في مصر والعالم العربي عموماً بدأوا بالاهتمام بالدراما على مدار العام.سينما
كيف ترين تجربتك الأخيرة «زهرة حلب»؟إنه أحد الأعمال القريبة إلى قلبي بشدة، ليس لأنه أحدث أفلامي أو لكوني شاركت في إنتاجه فحسب، بل لأن التجربة تحمل قصة تناقش قضايا التنظيمات المتطرفة وكيف يمكن أن تغسل أدمغة أبنائنا كي ينضموا إليها. استغرق الفيلم مجهوداً ووقتاً كبيرين سواء في التحضير أو التصوير، وتفرغت له نحو عام كامل، ورد الفعل عند عرضه في مهرجان قرطاج في دورته الأخيرة أسعدني.هل تحضرين لأعمل جديدة في السينما؟أوشكت على الانتهاء من دوري في «الكنز» ويشكّل تجربة جديدة ومختلفة بالنسبة إلي، أتعاون فيها مع المخرج شريف عرفة والسيناريست عبد الرحيم كمال، وتحمل الكثير من التشويق والمفاجآت في الأحداث. لذا أترقب رد فعل الجمهور عند طرح الفيلم تجارياً.سفيرة مكافحة الجوع
هل ما زلت هند صبري تتابع عملها كسفيرة لمكافحة الجوع، وهل يعطلها هذا النشاط عن أعمالها؟ تقول في هذا السياق: «لا يعمل الفنان في مواعيد محددة، وقناعاتي الشخصية بالقضية ازدادت بشكل كبير بعدما لمست في السنوات الماضية معاناة الأطفال اللاجئين التي زادت بنسبة كبيرة نتيجة للصراع السياسي في المنطقة العربية».وتختم: «لا أدخر جهداً في دعم أي نشاط يساهم في التوعية في مكافحة الجوع».