مازالت وفاة لاعب خيطان للبراعم لكرة القدم (مواليد 2005) فيصل المطيري خلال مباراة فريقه مع الشباب مساء الخميس الماضي تلقي بظلالها على الساحة الكروية، لاسيما أن هذه الواقعة أثارت الحزن والشجن، سواء عند الرياضيين أو رجل الشارع.ومن المؤكد أنه كان في الإمكان تلافي واقعة وفاة اللاعب، في حال وجود سيارة إسعاف مجهزة طاقم طبي يجيد التعامل مع إصابات الملاعب باحتراف، أو إخضاع اللاعبين الجدد لكشف طبي دقيق تحت إشراف أطباء متخصصين وفي مستشفيات ومراكز متخصصة في الطب الرياضي، لا بالمستوصفات الحكومية، إذ إن إجراءات الفحص الطبي على اللاعبين فيها لا تسمن ولا تغني من جوع.
وقد استطلعت "الجريدة" عددا من الآراء، منها طبي وأخرى من الأندية للوقوف على كيفية إجراء الفحص الطبي، ووجود سيارات الإسعاف في جميع مباريات المراحل المختلفة، مع الوقوف على مقترحات هؤلاء لتلافي حالات الوفاة في الملاعب خلال الفترة المقبلة.
البناي: جهاز حديث
في البداية، أكد اختصاصي إصابات الملاعب والعلاج الطبيعي، رئيس اللجنة الطبية باتحاد الكرة، د. عبدالمجيد البناي، أن هناك 3 جهات تتحمل مسؤولية حالات الوفاة أولها النادي، الذي يقوم بإجراء الفحص الطبي، سواء على اللاعبين المستجدين أو في المراحل السنية المختلفة في المستوصفات الحكومية، وهو فحص طبي روتيني وغير دقيق بالمرة.وأضاف أن النادي يتحمل المسؤولية مجددا في تعيين اختصاصي تغذية وتربية بدنية ليقوموا بمهمة عمل الأطباء، لذلك يتعين على النادي ضرورة تعيين من يحملون رخصة مزاولة مهنة الطب فقط، إلى جانب أولياء الأمور الذين يتحملون مسؤولية كبيرة في عدم إخضاع أبنائهم للكشف الطبي الدقيق في مستشفيات متخصصة قبل الانضمام لأي ناد.وأوضح البناي أنه حتى في حال إجراء فحوص طبية في مستشفيات متخصصة، فإن هناك نسبة للوفاة الطبيعية 1 في المئة، وهذه النسبة موجودة في كل ملاعب العالم، لذلك عمل الاتحادان الآسيوي والدولي لكرة القدم (فيفا) منذ عام 2013 على تلافي الأمر من خلال اختراع جهاز يشبه جهاز الصدمات الكهربائية، على أن يوجد مع كل جهاز طبي في الملاعب، وذلك لجميع اللعبات لا كرة القدم فحسب.وشدد على أنه لا يمكن لأحد على وجه الكرة الأرضية أن يمنع الأقدار، بكل تأكيد، لكن الجميع يبحثون عن الأسباب، ومن ثم العمل على تلافيها، مبينا أن الجهاز الذي تم اختراعه أخيرا موجود في عيادة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، ومهمته خاصة بتنشيط قلب اللاعب الذي يتعرض للموت عبر الصدمة الكهربائية، وقد تم إنقاذ أكثر من لاعب كان قاب قوسين أو أدنى قليلا من الوفاة.وأشار إلى أنه خاطب منذ أكثر من عام جميع الأندية دون استثناء لاقتناء هذا الجهاز، تفاديا لأي مشكلة طارئة يتعرض لها اللاعبون، مبينا أن أحدا من الأندية لم يهتم، وبالتالي لم يجلب أي منها هذا الجهاز المهم للغاية.ووضع البناي "روشتة" لتلافي حالات وفيات الملاعب تتمثل في إخضاع اللاعبين الجديد لكشف طبي دقيق وشامل في مراكز طبية متخصصة في الطب الرياضي وليس في المستوصفات، كما يحدث في الوقت الراهن، فضلا عن تعاقد الأندية مع متخصصين في الطب الرياضي وإصابات الملاعب، بشرط حصولهم على رخصة مزاولة الطب، وليس التعاقد مع شخصيات لا علاقة لها بالطب إلا في الإسعافات الأولية، هذا إلى جانب ضرورة جلب أحدث الأجهزة وتوافرها مع الأجهزة الطبية في الملاعب، سواء خلال المباريات أو التدريبات.المضف: الفحص بالمستوصفات
من جهته، أكد أمين السر العام بالنادي العربي عبدالرزاق المضف أن هناك بندا في استمارة قيد اللاعبين الصغار أو الذين تتعاقد معهم الأندية لدعم الفريق الأول بضرورة إخضاع جميع اللاعبين للكشف الطبي، مبينا أن الفحص يتم في المستوصفات الحكومية، التي يتم تحديدها وفقا للمنطقة التي يقع بها مقر النادي، مضيفا أن الفحص بكل تأكيد غير دقيق، لأن الجهة التي تقوم بعمله غير متخصصة في الطب الرياضي.وكشف المضف عن وجود مقترح لديه يتمثل في إنشاء الهيئة العامة للرياضة مستشفى للطب الرياضي تكون مهمته علاج لاعبي الأندية والمنتخبات الوطنية، وإجراء الفحوص الطبية عليهم بشكل دقيق لحماية جميع اللاعبين بلا استثناء، مؤكدا أنه ليس من المنطقي أن يمارس اختصاصي إصابات الملاعب والعلاج الطبيعي مهمات طبية إلى جانب عمله الأساسي.ولفت إلى أن سيارات الإسعاف توجد في مباريات دوري "فيفا" فقط، وتغيب عن بطولات الشباب والناشئين والأشبال والبراعم، مؤكدا أن الاتحاد الكويتي لكرة القدم يقع على عاتقه التنسيق مع وزارة الصحة فيما يخص تأمين سيارات الإسعاف.الراشد: إمداد الأندية
بدوره، أكد أمين السر العام لنادي الكويت وليد الراشد أن اتحاد الكرة يعتمد استمارات قيد اللاعبين الجدد وفقا للفحص الطبي الذي يجرى في المستشفيات والمستوصفات الحكومية، مطالبا بضرورة إنشاء مستشفيات طبية متخصصة في الطب الرياضي، على أن تكون مهمته تقديم العلاج للاعبين إلى جانب إخضاعهم للفحص الطبي الدقيق، والذي سيكون له مردود إيجابي رائع في المستقبل القريب بالحفاظ على أرواح اللاعبين الذين يعانون أمراضا تمثل خطورة على حياتهم خلال ممارسة الرياضة.واقترح الراشد أن تمنح الدولة أكثر من سيارة إسعاف للأندية، على أن تكون هذه السيارات مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية الحديثة، وأن تخصص لها طاقما فنيا يجيد التعامل مع إصابات الملاعب والحالات الطارئة، مشددا على أن هذه السيارات ستوجد خلال المباريات والتدريبات، لاسيما أن هناك حالات تحدث في التدريبات تتطلب التدخل الطبي بشكل عاجل، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تعرض بعض اللاعبين لمشكلة بلع اللسان.